صلوا علي الحبيب
#بعد_الصبر_جبر !!
أنا سلوى، بدئت حكايتي لما بقا عندي 19 سنة، بنت حلوة وجميلة وبيتقدملها العرسان، دخل عليّا بابا مرة..
- سلوى في عريس متقدملك وجي يشوفك النهاردة..
مارفضتش، عادي مانا زي أي بنت، عاوزة تتجوز وترتبط، لبست أشيك فستان عندي.. وفضلت طول اليوم أحضر نفسي..
جه الليل وسمعت جرس الباب، اتوترت.. أصل دي كانت أول مرة أقعد فيها مع عريس!
بعد شوية بابا ناداني، دخلت وانا شايلة الحاجة الساقعة وحطيتها قدامه، عينيه كانت بتتابعني وأنا وشي بقا شبه الطمطماية من الكسوف..
وقعت فيه، أصل كنت على نياتي أوي وبحلم بفارس الأحلام اللي بشوفه في الأفلام الأبيض والإسود..
اتخطبنا، بس مع الوقت بدئت معاملته تتغير، بقا غريب! مش ده اللي جه اتقدملي وقعد معايا، أو يمكن مش دي الصورة اللي رسمتهاله!
بعد مشاكل معاه لقيت بابا بيقولي
- إحنا لازم نفسخ الخطوبة دي!
- ليه يا بابا؟
بابا عرف بعدها إن أهله ناس مش كويسين، يمكن غلطة بابا أنه لما جابه البيت سمع عنه من الناس اللي بعيد، مش من اللي معاشرين من قريب، حد ابن حلال قاله إن أهله شغالين في السحر والاعمال وأنه هيرميني في النار لو كملت الجوازة دي حتى لو هو مبين أنه كويس لأنه بين أهله وبيسمع كلامهم!
في البداية رفضت، لأني متعلقة بيه رغم معاملته الوحشة أوي ليّا، وكنت ببررله..
- أهله وحشين، طيب هو ذنبه إيه بس!
لحد ما بابا قرر إنه يفسخ الخطوبة حتى لو غصب عني، ومعرفش ده كان أحسن قرار أخده ولا أسوأ قرار..
بعدها بقا يتقدملي عرسان كتير، بس مفيش عريس دخل بيتنا حرفيًا إلا لما كان يهرب! ده مرة من المرات قلت خلاص الدنيا مشيت، خطوبتي اتفشكلت بعدها ب10 أيام متخيلين!
طلع عليا سُمعة إني فقر ونحس وبقيت بتعرض للتنمر والناس بقت تهرب مني، سنة تعدي ورا سنة، سني بيكبر ومش فاهمة ليه بيحصلي كدا، أنا فعلا مش وحشة للدرجة دي!
وصلت إن رئيسي في الشغل لما كان حد يسأل عني يرد بكل قسوة ويقول"سلوى العانس؟هتلاقيها جوة"
لما كنت بسمع الجملة دي نار تقيد في قلبي، أفضل أعيط وادعي عليه ربنا ينتقم منه..
لما قرب سني لل30 أهلي بدأوا يدوروا على شيخ لأنهم من كتر الناس اللي بتهرب بقوا شاكين في وضعي، مهو مش منطقي كل الناس اللي مشيت دي من غير مبرر، ده انا بقيت أوافق على عرسان أقل من إمكانياتي ويمكن أقول مفيش تكافؤ ويمشوا!
وصلنا لواحد قاله عنه شاطر، أول ماشافني لقيته بيقولي..
- إنت كنتِ مخطوبة لحد كذا كذا؟
اتخضيت، هو عرف منين! أنا الحقيقة ماعرفش هو شيخ فعلًا ولا ساحر.. بس هو طلب مني امشي على كورس آيات واغتسل بماية مقروء عليها الكورس ده، وقالي إن معمولي سحر سفلي وهيبطل لو التزمت..
كان بابا معاه حق! الناس دي مؤذية أوي، هو عمل فيّا كدا علشان لو مابقتش له مابقاش لغيره، كان سبب في إن حياتي وقفت وبقوا يلقبوني بالعانس لمجرد إن تخطيت السن المتعارف عليه وقتها للجواز..
سنة مرت ورا سنة، ومفيش جديد، بس الفرق ان مابفاش يتقدم حد خالص، أصل ليه شاب يسيب البنات الصغيرين ويروح يتجوز واحدة عندها 36 سنة، سلمت وقتها أمري لله، وقلت هعيش مع أهلي واحتسب، مانكرش إن كنت تعبانة من تعليقات الناس، الكلام كان بيدخل قلبي زي الإزاز..
- هو انت ماتجوزتيش ليه لحد النهاردة
- يلا يا بنت الله يصلح حالك..
- هو احنا هنفرح بيكي امتى
وبعدها التعليقات دي بقت تخف، لأنهم بقوا شايفين إني منتهية الصلاحية، فرصي في الإنجاب قلت أنا عديت ال35 يعني ماليش لازمة.. ناس بقت تقولها في وشي وناس تانية كنت بشوفها في عيونهم من غير كلام!
كملت 38 سنة، أنا داخلة على ال40.. متخيلين كم السواد اللي كنت عايشاه، جه رمضان كنت ينزل أصلي التراويح في المسجد القريب من البيت وأنا ساندة بابا.. يصلي في مصلى الرجالة وانا مع الستات ونرجع سوا..
وأنا رايحة للصلاة في مرة وساندة بابا قابلت في وشي شاب كان نازل هو كمان للصلاة وكانت أول مرة أشوفه، بابا سلّم عليه وقالي..
- ده جارنا الجديد، مش من هنا من محافظة تانية بس بيشتغل هنا..
هزيت راسي وسكت، وروحنا نصلي.. بعدها بشهر لقيت بابا بيقولي إن في عريس متقدملي..
- عريس؟! في السن ده! ويا ترى بقا مطلق 5 مرات وعنده 60 سنة ولا بيموت ومحتاج ممرضة جنبه مهما دول اللي ببفكروا يتقدمولي وبيبقوا شايفين انهم بيتفضلوا عليا وبجاحة لو رفضتهم!
بابا لما لقاني ساكتة سألني..
- مش عاوزة تعرفي مين العريس؟!
- هيكون مين يا بابا..
ضحك وقالي:
- الشاب جارنا..
وقتها استغربت، مش معقول أبدًا ده شكله شاب صغير، وقتها سألت بابا:
- هو عنده كم سنة..
- 25 سنة..
25؟! يعني أنا أكبر منه ب13 سنة! إزاي ماينفعش، رفضت رغم إني مانكرش إني كنت مشدودة له بس حاسة بالذنب، أصله كنت حاسة إني هضيع مستقبله أنا اكبر منه بكتير، كنت ببص لقدام، وقتها هو ما يأسش، فضل يتقدم تاني وتالت لحد مالقتني بوافق، وافقت وانا خايفة من اللي مستنيني معاه..
كنت فاكرة ان موافقتي العقبة الوحيدة، لكن طلع الموضوع أكبر من كدا، أهله كلهم وقفوا قصاد
ه، استنيته ييأس، اتوقعت أنه ييأس البنات كتير بس لا، وصلت إنه اتنازل عن ميراثه علشان أهله يوافقوا عليّا وقد كان!
مانكرش إني وقتها اتطمنت أنه راجل وعمره ما هيندم أو يفرط فيا، واتجوزته! اتجوزته وجبت منه 3 أولاد أكبرهم في إعدادي دلوقتي.. آه ماتستغربوش، مانا ماطلعتش منتهية الصلاحية ولا حاجة وربنا كرمني برحمته وعوضني العوض الجميل على صبري..
بحكيلكوا قصتي دي يمكن تبقا عبرة، ربنا كريم أوي و اختياراته وإن كان ظاهرها الابتلاء فباطنها رحمة، خليكوا معاه وماتيأسوش من رحمته أبدا، مين عالم بكرة مخبي إيه!
#حكاوي_هدير
صلوا علي رسول الله