قصص واقعية (لهدير ابراهيم)

حتى_الموت_قد_أمنية

صلوا علي الحبيب

#حتى_الموت_قد_أمنية !!

حكايتي النهاردة مختلفة شوية، هي حدوتة زي الروايات أو أقرب للخيال.. وماكدبش عليكم أنا ماكنتش أصدق إن في حد معانا على الدنيا ممكن يحب بالشكل ده!

كان صديق ليّا، بس أكبر مني بكم سنة.. وكان معروف بينا بملازمته المسجد وبحفظه للقرآن الكريم..
في رمضان من الرمضانات كنا في العشرة الأوائل.. وكان قاعد يرتل القرآن بحلاوة صوته، خلّص الوِرد فقعدت قدامه، ضربته على ركبته كدا بهزار ونادتله:
- يا شيخ؟
رفع وشه بتجلي، وبصلي زي اللي مستني هقوله إيه وابتسم، سألته:
- لو ليك أمنية وحيدة نفسك تتحقق، تكون إيه الأمنية دي؟
سكت شوية كدا، ظهر بعدها على وشه ضي وابتسم وقالي:
- لو مفيش مفر من الموت يبقى يكون أنا وزوجتي في يوم واحد علشان ماحدش فينا يتفجع في التاني..

في البدية صدمتني إجابته، واستغربت.. هو إيه نوع الحب اللي يخلي واحد يتمنى أمنية زي دي! لقيتني بقوله..
- وحد الله طيب..
رد عليا ووشه بقا أحمر من الضحك:
- لا إله إلا الله.. انت مستغرب ليه كدا!
- يا سيدي لا مستغرب ولا حاجة.. ربنا ما يوجعش حد فيكوا بالتاني..
ابتسامته وقتها رجعت تضلل على وشه، وقالي في استسلام:
- عش ما شئت فإنك ميت..
وقفل المصحف واستأذني ومشي، مشي وسابني في صدمتي من إجابته آصل كان في اعتقادي إن مفيش حد ممكن يحب حد كدا!
تمر الأيام وهو معدي الطريق يضربه موتوسيكل ورجله تتكسر، وقتها صاحبه فضل يتأسف ويتحايل عليه أنه يوديه لأقرب مستشفى لكنه رفض بس طلب منه يوصله الببت لزوجته..

وصلني الخبر وقتها واستغربت الراجل ده مجنون ولا إيه طب ماطلعش على المستشفى على طول ليه هو بيحب يتعب نفسه؟
ونويت أروحله فعلا، بس لما رحت قالولي الجيران إن زوجته أخدته وراحوا للدكتور من ربع ساعة..
قبل ما أوصل بيتي جالي خبر إنهم عملوا حادث في الطريق، عربية اعترضت طريق الميكروباص اللي كانوا فيه واتقلبوا في النهر.. ويشاء السميع العليم إن كل اللي فيه يطلعوا منها إلا هو وزوجته.. ربنا اختارهم مع بعض في نفس اليوم والوقت، زي ماهو كان بيدعي وبيتمنى..

وقتها ما بقتش قادر امسك دموعي، حزنت عليه وفرحتله في نفس الوقت.. وعرفت أد إيه ربنا رحيم وحكيم، وأد إيه لسه في ناس في الدنيا بتحب بالنقاء ده ومليانين لبعض بالخير.. وفضلت قصتهم في قلبي من وقتها وحبيت إنتوا كمان تعرفوها..

#حكاوي_هدير

صلوا علي رسول الله