رومي

629 75 11
                                    

صلوا علي رسول الله


















هدير إبراهيم

#رومي !!
هاشتاج باقي القصص 👇
#قصص_واقعيه_لهدير_ابراهيم 💌
🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀
بقالي حوالي سنه بحاول ابعتلك القصة بس بتراجع ف الاخر ومع كل قصة بتنزليها وبقرأها بفضل افكر ازاي اصحابها قدروا يتمالكوا اعصابهم ويعيدوا ع نفسهم تذكر كل التفاصيل الموجعه اللي مروا بيها دي !
لحد م وقفت قدام نفسي وقولت ان كل حدث في القصة دي اصلا هيفضل محفور جوه عقلي وقلبي لحد م اموت.. ف اخدتني الشجاعه وبدأت اكتبلك....
اتولدت في بيت مش بس الاب اللي بيكره خلفة البنات لا والأم كمان ومع محاولتها انها تجيب ولد ربنا عطاها 5 بنات 🙂
حياتنا كانت عباره عن ضرب وخناق بين والدي ووالدتي وطبعا بينولنا جانب كبير احنا كمان ف كنت بشوف ان بيتنا دا هو الجحيم بذاته..
كنا عايشين في شقة صغيرة جدا..والدي عنده كشك بقاله بسيط وع رأي أمي مكانش جايب همه وحالتنا الماديه كانت تعتبر تحت خط الفقر بمراحل...
كل الأيام كانت شبه بعضها ف الكآبه والتعاسه لحد م جه يوم جمعة اتغيرت فيه حياتنا 180 درجة !
لقينا والدي داخل علينا البيت بعد العشاء وف ايده ماسكة بنت صغيرة ملامح وشها منمنمه خالص والبنت قمر قمر قمر لدرجة ان اللي يشوفها لاول مره ميقدرش يرفع عينه عنها احساس كدا بالهدوء يجي للواحد بمجرد م تقع عينه عليها وشعرها طويل وناعم جدا ومفرود ع ضهرها.. ماسكه ومتبته ف ايد والدي وف ايده التانيه شايل شنطة..
عرفنا بعدين ان دي البنت اللي كانت محور حديث ابويا وامي بقالهم كام يوم.. والدها ووالدتها عملوا حادثة بالعربية واتوفوا هما الاتنين ومش دا بس كان سبب كلامهم عن البنت دي لا كان السبب الأعجب ان اهلها لأبوها وامها رفضوا الوصاية على البنت بعد م كان الكل بيتخانق ع وصايتها بانهم كانوا فاكرين ان اللي وراها كتير لحد م اتفاجئوا ان كل العز اللي كان يبان عليها وع اهلها دا سببه انهم كانوا عايشين الحاضر.. كانوا بيصرفوا كل فلوسهم ع تعليم بنتهم اللي كانت في مدرسة غالية جدا وعلى اهتمامهم بنفسهم.. وطلع ان مفيش أي حاجه خالص ب اسمهم غير العربية اللي اتدشدشت في الحادثة وحتى الشقة طلعت إيجار ومفيش أي فلوس ب اسمهم ف البنك.. بالتالي بدأوا يظهروا ع حقيقتهم ويشقطوا البنت لبعض وكل حجتهم انهم مش هيعرفوا يعيشوها ف نفس المستوى اللي كانت عايشه فيه وانهم عندهم مصاريف ومسؤليات وهكذا!
والدي يبقى قريب البنت دي م بعيد جدا واصلا والدتي كانت مستغربه لما عرفت ان حد م اعمامها كلمه يحضر جلسه بينهم
والدي اللي كنت بشوف ان مفيش اقسى م قلبه سمعناه وهو عمال يسب ويسخط في كل قرايبها وان ازاي مفيش حد فيهم عنده ذرة نخوه لدرجة يرموا دمهم ولحمهم ف الارض كدا وان الملاعين م اكتفوش بكدا لا دول اخدوا كل العفش قسموه بينهم وبين بعض حتى لعب البنت ولبسها وجزامها وشراباتها ي شيخه مسلموش منهم ومسابوش ليها غير حبة هدوم بسيطة في شنطة بلاستك متخيلة المشهد !! اللي هو م الآخر حاميها حراميها.. ولما والدي اتدخل وحاول يصحي فيهم ضميرهم واحد فيهم نطق وقاله طيب م تاخدها انت م انت عندك خمسه بنات مجاتش ع واحده كمان يعني وباقي الموجودين صدقوا ع كلامه !
والدي كان خارج م بيتنا بحال رجع بحال تاني خالص.. راجع بيضرب كف ع كف م غدر الزمان اللي في لحظة مش بس اخد م البنت ابوها وامها لا دا اخد منها حياتها كلها !
الزمان دا هو نفس الزمان اللي جمع بين راجل ومراته متعقدين م خلفة البنات ب بنت سادسة مش م صلبهم ولا دمهم بس حولت حياتهم ولينت قسوة قلبهم.. ف لا مكانش غدر زمان ولا حاجة دا القدر وهي دي الحياة...
"رنا" -اللي هي بطلة القصة الاساسية واللي استأذنتها طبعا قبل م اكتب القصة- اول ليلة ليها ف بيتنا معتقدش ان حد فينا جاله نوم.. أمي اللي مكانتش بتبطل شتيمة وضرب فينا لقيناها قامت طلعت طقم سرير م اللي هو مش بنشوفه غير م العيد للعيد وطلعتنا كلنا بره الاوضه اللي بنام فيها وساعدتها تغير لبسها وهي بتتكلم معاها بصوت اول مره نعرف ان طبقة الصوت دي عند امي اصلا طبقة صوت كلها رقه وعطف وحنان ودموع مكتومه !
رنا كانت ساكته تماما بترد ع اي سؤال بهزة بسيطة م راسها أو همهمه مش مسموعه..
اوضتنا فيها سرير واحد كنا الاول بينام عليه تلاته واتنين بيناموا ع الأرض ف الليلة دي أمي و رنا اللي ناموا ع السرير احنا اصلا م كتر م البنت م نضافتها بتنور كنا خايفين نلمسها لتتوسخ م لمستنا..
الصبح لقينا والدي نايم ع الكنبة ف الصاله وقال لأمي انه طول الليل عمال يفكر هيعمل ايه معاها دي بنت ذوات مش وش البهدله اللي في عيشتنا..
تخيلي أمي اللي كانت دايما تتأفف م عيشتنا هي اللي بقت تصبر والدي وتقوله متخافش ربنا هيرزقنا برزقها دا رزق اليتيم عجب.. واتحولت أمي لشعلة نشاط عاوزه تنزل تشتري عيش وفطار وقبل م تشتري اي حاجه لازم تسأل رنا الاول هي بتحبها ولا لا.. وع الاكل مفيش حد يمد ايده ع الاكل غير لما نبص ع تعابير وش رنا بعد م تدوق الاكل واحنا متلهفين ي ترى بنت الذوات دي هيعجبها اكلنا ولا لا..
ف الاول كنا كاشين منها وهي كانت هاديه وواخده جنب لحد م والدي قرر انها هتروح معانا الكُتاب علشان تاخد علينا اكتر وتتعامل مع الناس اللي بره ودا كان احسن قرار اخده بصراحة لان الكُتاب فعلا غيرها..
اول يوم ليها معانا ف الكُتاب الشيخ اللي بيحفظنا طبعا كان عارف حكايتها بما اننا بلد صغيره والاخبار بتتنقل بسرعة البرق.. وبصراحة الكل كان متعاطف معاها حتى الشيخ نفسه بعد م خلصنا تسميع جمع كل الاطفال وقعدنا واتكلم عن اليتيم واننا اد ايه هناخد حسنات كتير لو خلناه بس يبتسم.. وقال ل رنا ان والدها ووالدتها في مكان حلو اوي عند ربنا فوق في الجنة وانهم هيكونوا مبسوطين هناك طول م هي مبسوطه ف هي خرجت عن صمتها لاول مره واتكلمت وسألته: هو بابي ومامي بيشوفوني م فوق طيب لو انا عاوزه اشوفهم تاني اعمل ايه ؟
هي نطقت بابي ومامي م هنا والكُتاب كله هاتك ي ضحك.. الشيخ زعق وسكتهم وقالها لو عاوزه تشوفيهم وتخليهم مبسوطين كل ليلة قبل م تنامي افردي ايدك الاتنين وارفعيهم قدام وشك وادعيلهم وقولي يارب عاوزه اشوفهم هتنامي تشوفيهم ع طول..
سألته بكل لهفه : دا بجد ! قالها جربي بنفسك وشوفي وهستناكي المره الجايه تحكيلي ودي كانت اول مره نشوف سنانها ظاهره م ابتسامتها ❤
خارجين م الكُتاب لقينا اطفال بيرخموا عليها بكلمة بابي ومامي ولسه هنتخانق معاهم لقينا اللي طالع م وسطنا فجأه بيزعق فيهم وبيقولهم لو شوفت حد بيرخم ع #رومي تاني هضربه.. وهنا الكل سكت ومشي مش خوفا منه لااا اطلاقا دا خوفا م مامته 😃
الكائن دا اسمه عبد الرحمن ودي كانت البدايه بين رومي وبودي !!
رنا اليوم دا مجرد م دخلت البيت فضلت تحكي ل والدتي ع اللي حصل وتقولها في ولد قالي نفس الاسم اللي بابي ومامي كانوا بيندهوني بيه #روني.. فضلت طول اليوم وطول الليل تسألنا واحده واحده سمعتوه لما قال روني صح! شوفتوا نطقها صح ازاي يا ترى هو عرف منين ان دا اكتر اسم بحبه !
كان هاين علينا نروح نجيب عبد الرحمن دا م بيتهم ونقوله اقعد انت ف الصداع اللي حصلنا بسببك دا.. بس في الحقيقة احنا كنا كلنا مبسوطين انها بدأ يطلع صوتها وبدأت تتفاعل معانا..
كانت هي اكتر واحده متشوقه ليوم الكُتاب علشان تسمع اسم روني م تاني وبمجرد م لمحت عبد الرحمن  م بعيد سابتنا وراحت جري عنده قعدنا نضحك بس لقيناها راجعالنا وهي بتقول هو الواد دا عبيط وفي الخلفيه هو جاي وراها يجري وبينادي عليها واحنا مش فاهمين حاجه لحد م لقيناها وقفت قدامنا ورفعت ايديها وبتقولنا طلع بيقولي يا رومي ! رومي ! متخيلين رومي انا !!
مكناش فاهمين بردو ماله الكاسيت يعني 😃 والرومي اللي نعرفه هو الديك الرومي اللي بيجري ورا اي حد لابس احمر دا 😃 بس طلع ان هو يقصد اصلا برومي اللي هي الجبنة الرومي لانه بيحب الجبنه الرومي ف كان يفضل يقولها المفروض تبقي مبسوطه لاني بناديكي ب اكتر حاجه بحبها.. هي كانت علاقه غريبه اصلا م بدايتها وفي كل تفصيلة فيها 😂
وبقى عندنا بودي ورومي وحكاياتهم.. م وقتها بودي بقى يعدي علينا واحنا رايحين الكُتاب ويرجع معانا يوصلنا لحد البيت رغم ان طريق بيته مختلف تماما وكانت حجته ان هو الراجل واحنا بنات قال يعني قبل م رومي تيجي كنا رجاله 😃
وزي م قولتلك بدأت الحياه ف بيتنا تتغير للأجمل بكل الاشكال.. يعني مثلا هي كانت بترفض تماما تنام ع السرير ف كانت تيجي تنام ع الارض أمي تخليها تنام ع رجليها وتحكيلنا حكايات وحواديت لحد م ننام انا فاكره اني نمت ودموعي ع مخدتي م كتر الفرحه ان امي بتحكيلنا حدوته قبل م ننام مش بتنيمنا ع الشتيمه والتهزيق زي زمان ورغم اني كنت وقتها ف اولى ثانوي بس حسيت وقتها اني رجعت طفلة صغيرة..
والدتي بقت تهتم بنضافتنا وشكلنا ولبسنا واكلنا.. يمكن علشان كدا محسيناش بغيره منها..
بيتنا بقى دايما نضيف وهادي بطل يبقى في خناق او شتايم.. واتحققت جملة أمي وفعلا ربنا رزقنا م وسع وكشك ابويا بقى محل صغير بعدين بقى اكبر واحده واحده اتنقلنا م شقتنا لشقه اكبر بس تخيلي كنا بنفضل بردو متجمعين في اوضة واحده الاوضه اللي بتجمع كل ضحكنا وحكايتنا...
رومي لما جاتلنا كانت في رابعه ابتدائي وفي منا الاكبر والاصغر منها ف كان في بيتنا كل مراحل التعليم المختلفه.. وافتكر ان واحنا صغيرين كنا مهملين ف الدراسة بحكم ان لا والدنا ولا والدتنا متعلمين ف جات الصغيره دي وغيرت مستقبلنا وكانت بتذاكر مع اكبرنا واصغرنا انجليزي بما انه م اكتر المواد اللي كانت متفوقه فيها وبتحبها.. والدي نقلها نفس مدارسنا الحكومي وكانت نقله حضاريه ف حياتها سواء ف البيت او التعليم الا انها عمرها م اعترضت ع اي حاجه ولا اتأففت كانت بتستقبل ابسط حاجه برضا مشوفتهوش ف الناس الكبيره !
رومي كانت اتعلقت بالكُتاب بردو مش بس بسبب بودي لا كمان علشان الشيخ بسببها كان اتعود يقعدنا نص ساعه ف اخر اليوم يحكيلنا فيها قصص الانبياء او يكلمنا عن الصلاه او اي حاجه متعلقه بربنا عامة ف قلبها اتعلق بالقرآن وكل القصص اللي جواه.. لمجرد ان الشيخ كان قال ف مره اننا ممكن نبقى عمل اهالينا الصالح اللي بسببه ندخل الجنة..
واعظم شئ بجد عملته معانا هو انها علمت والدي ووالدتي الوضوء والصلاه ويااااربي ع طولة بالها وهي بتحفظهم الفاتحة وقصارى السور وياااا رقة قلب أبويا وأمي وفرحتهم لما تسقفلهم وتقولهم ماشاء الله ماشاء الله وتبارك الله " نفس الجملة اللي الشيخ بيقولهالنا لما بنسمع حلو"
عارفه يا هدير قسمًا بربي م اي كلمات تقدر توصف احساس قلوبنا اول مره وقف والدي فيها يؤمنا
واقف هو الامام ووراه احنا السابعه مصطفين صفين ورا بعض ومع أول آمين رددناها معاه كان كلها بُكا ومع اول سجده لمس فيها جبين ابويا الارض مقالش غير يارب بصوت كله بُكا وبكينا ع بكاءه..
وبقت لينا عاده بعد كل صلاة نقعد في دايره ونحكيلهم كل اللي اتعلمناه م الشيخ ونقولهم ع قصص الانبياء بس دا كان تخصص رومي لانها حكاءه ممتازه لدرجة الشيخ بعد فتره كان بيجمعها مع الاطفال الصغيره تحكيلهم قصص ب اسلوبها...
وع قدومها في بيتنا انتهت كل منغصات حياتنا يعني حرفيا انا مش فاكره اي حاجه نهائي م وقت م دخلت بيتنا وجعتنا الا اليوم اللي عرفنا فيه ان بودي هيمشي هو ووالدته م البلد نهائي هو والده عايش بره مصر ف اشتروا شقة في منطقة ارقى واوضاع والده استقرت بره ف هيسافروله.. هو وعدنا انه لما ينزل اجازه هيقضيها كلها معانا بس دي كانت آخر مره نشوفه..
وقتها هو كان في ثانوي هو ورومي "هما في نفس السنه الدراسيه بس ف السن كانت هي اكبر منه بسنه" وكان دايما يرخم عليها انه مش متخيل انها اكبر لان ع كلامه عقلها اد الفسفوسه..
اكتر حد فينا اتأثر بفراق بودي كانت رومي طبعا لانهم كانوا شبه ملازمين بعض هو كان شايف ان دوره طول م هي بره البيت هو حاميها ومتقمص دور البودي جارد+ ان سبحان الله نقاط الضعف اللي عند حد فيهم كانت قوه عند التاني
يعني ف الدراسه مثلا كانت هي تذاكرله الرياضيات والانجليزي وهو يذاكرلها الباقي..
هي بدأت حفظ قرآن بعده بكتير بس ختموا هما الاتنين مع بعض.. هي كانت بتحكي كويس جدا بس هو كان ف الكتابة افضل..
م الاخر هما الاتنين كانوا بيكملوا بعض بس فجأه وم غير اي ترتيب اتفرقوا عن بعض...
وقتها كان اخواتي الاتنين الاكبر مني اتجوزوا وانا كنت مخطوبه.. اخواتي سابوا بيتهم ف اليوم دا وقعدوا عندنا اسبوع كامل متجمعين احنا السته ف الاوضه وكأننا بالفطره كنا بنواسيها ع فقدها لشخص عارفين انه كان م الاسباب الاساسيه لفرحة قلبها وضحكها م بعد مأساة وفاة اهلها..
مفيش حد فينا خالص اتكلم ولا نطق اسمه م بعدها ورجعت الايام والشهور والسنين تمر ونسينا او تناسينا بودي وايامه..
حياتنا كانت مكمله في تغييرها.. انا اتجوزت..والدي ووالدتي بقى عندهم احفاد ميتخيلوش ان اجدادهم اللي قلبهم كله رقه وحنان دول كان مفيش ف قسوة قلبهم في يوم !
اطفالنا واطفال المنطقه والمناطق المجاوره مكانوش متعلقين بحد اد مُعلمتهم رومي"فضلت مشهوره بنفس اللقب اللي اطلقه عليها بودي وهما صغيرين" دخلت كلية تجارة انجليزي وهي الوحيده اللي فضلت مكملة في الكُتاب مع الشيخ بيطلع م تحت ايديها اجيال خاتمة للقرآن وعندهم حكايات ومعلومات عن كل الأنبياء..
قبل دخولها حياتنا كنا بنسمع آيات واحاديث عن اليتيم وفضل كفالة ومعاملة اليتيم وهكذا بس كانت اول مره نحس بقيمة دا في الواقع ونشوف مردوده والخير والرزق والبركه الواسعه والكبيره اللي بتصاحبه..
يعني تخيلي كنا فقرا ف اغنانا بيها الله.. مش بس غنى الفلوس لا بقى عندنا غنى النفس كمان وتخيلي لما كائن صغير وبسيط جدا مش بس يغير م حياة اسرة كامله م حال ل حال لا هي حرفيا كانت بتغير وبتسيب اثر عند اي حد بتمر في حياته لحد م فاجئتنا تاني الحياه بأكبر محنه شوفناها وهو لما تعبت وبدأ تعبها يزيد ودخلنا في دوامه الاشعه والفحوصات لحد م نزل خبر مرضها زي الصاعقه ع ودانا وهو تشخيصها ب #المرض_الخبيث !!
والدتي فضلت تعيط وتقول يارب يعني احنا الشايبين العواجيز نعيش واللي لسه في عز شبابها تمرض المرض دا وتتألم كدا.. والدي ووالدتي مكانوش قادرين يتمالكوا اعصابهم ولا دموعهم م اول م عرفوا الخبر دا الا انها كانت بتصبرنا كلنا وتقولنا متزعلوش دا حب م ربنا علشان يخلص بوجعي كل سيئاتي.. ف كانت والدتي م وسط دموعها تقولها سيئات ! ليكي انتِ سيئات ! دا انتِ ملاك ربنا نزلهولنا من السما شقلب كل حياتنا ودخل السعاده والفرح بيتنا💔
رومي مستسلمتش للسرطان هي دايما تردد انا باخد بالاسباب وبسعى للعلاج بس والله يارب راضيه بكل اللي تجيبه..
اصلا بالعقل كدا اللي كانت راضيه الرضا التام دا في صغرها متخيله تكون ايه لما تكبر ! ولا مره اشتكت ولا قالت اشمعنى انا وليه يارب بتعمل فيا كدا حرمتني م ابويا وامي وكمان كتبت عليا مرض خبيث زي دا ! ابدا والله عمر م لسانها نطق بحرف كان في سخط او عدم رضا ع قضاء ربنا...
بسببها مش بس اطفال كتير ولا بودي بس اللي ختموا القرآن لا احنا الخمسه كمان بفضل الله ختمناه واحنا السته مع بعض ساهمنا ف ختم ابويا وامي للقرآن بفضل الله بس طبعا كانت رومي هي بداية التشجيع والسعي والأمل..
بعد تشخصيها ابويا بقى يبكي للدكتور ويقوله انا مستعد ادفع اي فلوس بس تخف دي اصلا كلها فلوسها ورزقها..
عملت عملية والحمد لله عدت ع خير وبدأت بعدها مرحلة الكيماوي وصمدت الحمد لله وعدت بردو ع خير والدكتور قال هتتابع كل فتره ورجعت البسمه لحياتنا م تاني بس بعد سنتين رجع م تاني الخبيث كان اشد شويه م اول مره ورجعت م تاني للكيماوي ولانها كانت المرادي مرحله اصعب ربنا بلطفه بعتلها رحمة م عنده متمثلة ف رجوع بودي لحياتنا وحياتها م تاني.. سابنا مراهق رجعلنا شاب طول بعرض وزي القمر والأهم انه كان راجع وفي قلبه شوق للقمر بتاعنا وبعد اعتذارات م عدم سؤاله واختفاءه وحكيه لكل التفاصيل والاحداث اللي حصلت في حياته رجع م تاني يطلب ود القمر بتاعنا بس في الحلال وانه راجع ياخدها تكمل جنبه باقي عمره وان ولا سجده سجدها الا وكان بيتخللها دعاءه لربنا انه يحافظله عليها وع قلبها وانه كان واخد عهد ع نفسه قدام ربنا انه مش هيظهر ف حياتها تاني الا وهو رايح يطلب ايديها.. ولما قال لوالدته انه في يوم هيرجع وهيتجوزها قالتله انت لسه في مرحلة المراهقه وبكره تكبر وتتعلق بغيرها وغيرها بس رب القلوب كان ليه تدبير تاني وفضلت قلوب الاتنين متعلقه ببعض..
فرحنا جدا برجوعه لان المرض دا بيحتاج مع علاجه نفسيه جباره وكنا شايفين وجوده هيفرق جدا في علاجها وسبحان الله هو كان فعلا عند حسن ظنها وظننا وولا فرق معاه ان عندها المرض دا او لا بالعكس اتفق مع والدي انه يقدر ف خلال شهور بسيطه يتجوز ووالدي قاله لو مستعد ف شهرين تكونوا متجوزين وابتدا الامل يرجعلنا م تاني والفرحه لحد م سمعنا قي يوم خبط جامد ع باب شقتنا وبمجرد م فتحنا لقينا والدته بتصوت ف وشنا ونزلت اهانه وتهزيق فينا وفضلت تعاير رومي ع مرضها وانها منحوسه م صغرها وقالت كلام بشع جدا وكأن الشيطان هو اللي كان بينطق بلسانها.. الناس كلها اتجمعت ع صوتها بس ولا حد وقف في صفها والكل غلطها بل بالعكس الكل شجع عبد الرحمن وانه اد ايه فعلا شهم وراجل وان المرض عمره م كان يعيب حد...
رومي كانت خايفه انه كدا يكون عاق ب أمه بس هو قالها انه هيفضل يبرها مهما عملت فيه بس بردو هيتجوزها مهما حصل وقد كان وكانت ليلة فرحة قمر زيهم.. كان الفرح كله الاطفال اللي بيحفظوا عندها قرآن بأهاليهم.. وهي ف وسطنا بالفستان الابيض كانت زي الفراشه كانت عماله تضحك وتهزر والكل كان يقول سبحان الله كان كل تخيلهم ع الابيض اللي جاي انه كفنها مش فستان الفرح ابدا بس هي كانت تردد دايما دا مفعول #الرضا !!
بدأت مرحلة العلاج بالكيماوي بعد فرحها كان بودي طبعا كل مره موجود واحنا بنروح كل واحده او كل اتنين منا مره وكانت هي بترفض وجود ابويا وامي وتقولهم مش بحب دخولكوا للمستشفيات ع شرط ان بعد كل جلسه كانت تبات بعدها هي وبودي عندهم..
في كل جلسة كيماوي كان يقولها انا مش عاوزك تبيني انك قويه خرجي كل الضعف والألم اللي جواكي وارميه عليا.. متكتميش ألمك ابدا وابكي زي م انتِ عاوزه..
كانت تبكي وتقول والله يارب م اعتراض.. تبكي وتقول الحمد لله يارب ع كل حال وانا والله راضيه..
رجعت بفضل الله تعافت منه تاني وكانوا مبسوطين جدا لما الدكتور قالهم ان مفيش مشكله م انهم يخلفوا وقتها الدنيا مكانتش سايعه اي حد فينا م فرحتنا وابويا وامي كانوا يقولوا عندنا م كل بنت احفاد بس احفاد رومي غير..
بدأت مرحلة التعافي والناس كلها بتضرب بيها وبصبرها ورضاها المثل وبقصة حبها هي وبودي كمان خاصة للي يعرفونا م ايام الكُتاب.. ونظام يومهم بودي يوصلها بيتنا قبل م يروح شغله -بفلوس م ميراثه لوالده كان اشترى شقه قريبه م بيت والدي- ووالدي فتحلها مكان ف نفس العماره تحفظ فيه الاطفال القرآن وبعد شغله يرجع يتغدوا كلهم ويمشوا بالليل ويرجعوا الصبح وهكذا ونتجمع كلنا سوا يوم الجمعة.. وقفي قراءه دقيقه كدا وتخيلي جمال وحلاوة حياتنا اللي مرت بمراحل كتير مختلفه م ألم وخوف وكسر وبعدها فرح وسعاده وأمان وحب بعدها محن بتعدي بالصبر والرضا والحب وكل دا معتقدش كان هيتحقق لولا وجودها..
والدي كان دايما يبص لينا ولازواجنا وولادنا ويقول انا ولا كان يجيلي ف احلامي حتى اني اشوف اللي انا شايفه قدامي دا وان قدمها كان قدم الهنا والسعد علينا وكان في كل فرح لينا كان يقولها عقبال فرحتنا بيكي ي وش السعد❤
وزي م دخلت بيتنا يوم جمعة وزي م كنا بنستنى بسببها الجمعة تيجي بسرعة ونتجمع سوا فارقتنا بردو يوم جمعة 💔
لما قولتلك اني استئذنتها احكي قصتها كان حقيقه لاني عملت استخاره ودعيت ربنا تجيلي ف حلمي وحصل رغم انها جات باست جبيني ونامت جنبي وبسمتها ع وشها وغمصت عيونها زي اخر مره غمضت عيونها فيها للأبد..
الخبيث كان رجعلها تاني بشراسه وهي المرادي م نفسها بقت توصي ابويا وامي وتوصينا كلنا ان مهما حصل نوعدها مفيش حد فينا يزعل لو فارقتنا لان ربنا بيدي كل شخص ع اد طاقته وهي حاسه ان طاقتها بتخلص وان دا افضل ليها واننا نفرحلها انها ارتاحت م ألمها للأبد..
آخر ايام في حياتها حبيبتي كانت في المستشفى وكلنا بنروح ونيجي عليها وأمي وبودي ملازمينها طول اليوم وآخر لحظه في حياتها كنا كلنا حواليها اول م دخلنا عليها بقت تقولنا اتأخرتوا اوي كدا ليه انا مستنياكوا م بدري وكان نفسي امشي الفجر افتكرنا ان الدكتور كتبلها ع خروج اتاري قلبها كان حاسس بقرب خروجها م الدنيا كلها فضلت تقولنا بصوا بصوا عليا مبتسمه وبضحك ازاي خليكوا فاكريني كدا ع طول.. مفيش حد فينا كان قادر م البكا ينطق ولا يقولها بطلي الكلام دا هتنتصري ع الخبيث دا م تاني وهترجعي تنوري بيوتنا وحياتنا م تاني بس تقريبا كنا كلنا بردو حاسين نفس الاحساس.. ودعناها بدهشه زي م استقبلناها وهي طفله ف حياتنا بدهشه..
هسيبلك بعد كل الحكي دا تخيل منظر جنازتها ولا المسجد وقت الصلاه عليها كان عامل ازاي !!
كانت بتقول يارب مش عارفه اشكرك ازاي انك حققتلي حلمي.. كان نفسي اخلف واحفظ ولادي القرآن خلتني سبب ف ختم اطفال اكتر بكتير للقرآن وتعلم الصلاه..
كانت بتشوف جمال احنا مش شايفينه كنت بقولها انتِ عنيكي غير عنينا خالص بتقلب كل حاجه وحشه لحاجه حلوه جدا وعمرها م اعترضت ع قضاء ربنا وكانت دايما مع كل ابتلاء تردد وله في ذلك حكم...
فضلنا قاعدين طول الليل ولحد الصبح قدام قبرها نؤنسها ونأنس بمجرد وجود جسمها قريب منا.. رجعنا ع شقتها لعلنا نتدفى بريحتها اللي لسه موجوده فيها واحنا طالعين عبد الرحمن قعد ع السلم وفضل يبكي ويقول هطلع الشقه ازاي وهي مش فيها احنا م يوم م دخلناها سوا مدخلتهاش ابدا م غيرها.. قعدنا نبكي ع السلم كلنا واللي رايح واللي جاي بقى يبكي معانا قعدت والدتي جنبه وحطت راسه ع رجليها وتمشي ب ايديها ع راسه وتقوله ابكي يا وَلَدي..ابكي يا ضنايا راحت رومي.. ومكناش نعرف ان ف نفس اللحظة دي راح بودي هو كمان 💔
والدته قدرت تبعدهم عن بعض قبل كدا زمان بس سبحان الله الموت مقدرش يفرق بينهم وكان عند كلمته ليها لما قالها انه مستحيل هيطلع شقتهم م غيرها ابدا وقد كان ..
بنسمع كل فتره والتانيه عن زوج وزجته فارق التوقيت بينهم ف الوفاه مش كبير بس معتقدش ان كتير بيبقوا عارفين تفاصيل حياتهم ف حبيت اشارك معاكوا بقصة #رومي_وبودي 💙 وزي م حياتها ووفاتها غيرت فينا وفي غيرنا حبيت انها تغير او تفرق ف حياة حد منكوا وتبقى
قصتها م انواع الصدقات الجارية لروحها ❤
**** واحنا صغيرين الشيخ ادانا درس عن صلة الرحم وزي م قولتلك هي كانت بتحاول جدا تطبق اي حاجه بتسمعها ف رجعت البيت في اليوم دا طلبت م والدي انها تشوف اهلها.. والدي حاول معاهم بس هما رفضوا لانهم خافوا انها تكون عاوزه تطلب منهم فلوس او والدي عاوز يرجعهالهم.. والدي حاول يجمل شكلهم قدامها ف فضل يطلعلهم اي حجج ..
لما مرضت طلبت تاني انها تشوفهم وبكل قسوة قلب وبجاحه رفضوا خافوا انها تطلب منهم فلوس بحجة العلاج وكأنهم فعلا م الناس اللي ربنا ختم ع قلوبهم دول حتى مشوفناش وشهم في جنازتها.. ربنا يبعد عنا وعنكم الناس اللي شبههم..
وحقيقي بعتذر لو طولت عليكوا...









#حكاوي_هدير
#هدير_ابراهيم

قصص واقعية (لهدير ابراهيم)Where stories live. Discover now