قصص واقعية (لهدير ابراهيم)

ابواب_السماء_التي_لا_تنغلق

صلوا علي رسول الله

#ابواب_السماء_التي_لا_تنغلق 💌

النهاردة جاية أحكيلكوا حكايتي، حكاية يمكن أقرب للخيال، أنا نفسي لما بقعد كدا افتكر كل اللي فات تتملي عنيا دموع وقلبي يدق..
قلبي؟ آه نسيت أقولكوا أصل الحكاية حكاية قلبي فعلًا..
أنا أم وزوجة، مش مهم تعرفوا اسمها ولا حتى سنها، الأهم اللي هتسمعوه دلوقتي..
اشتغلت موظفة في شركة من الشركات، والحياة كانت عادية أوي، بروّح البيت أرعى ولادي وزوجي وأصحى الصبح أبدأ يومي من جديد ومفيش أي إضافة للحياة، لحد ما بقيت أحس بتنميل في رقبتي ودراعي.. عادي إجهاد! بس لما بقا يتكرر قلت أطمن على نفسي..
رحت أقرب مستشفى، دخلت للدكتورة وحكيتلها اللي بشتكي منه.. توقعت مثلًا تقولي محتاجة تاخدي أجازة ولا حتى تكتبلي على فيتامينات بس لقيتها بعد ما وشها اتغير بتقولي:
- انت عملتي رسم قلب قبل كدا؟
- لا!
سكتت شوية وسرحت في الروشتة اللي قدامها وبعدين قالتلي:
- بصي هو خير إن شاء الله بس هكتبلك على شوية آشعة وتحاليل تعمليهم وتجيلي..
- هو في حاجة يا دكتورة؟
- إن شاء الله يكون مفيش إحنا بس بنتطمن ما تقلقيش كدا..
أنا عمري ما حسيت بأي حاجة إلا مؤخرًا، وكان مجرد تعب بسيط.. بس حسيت بقلق من كلامها اللي شوفته مغطي كلام تاني، بدأت فعلا في التحاليل والآشعة اللي طلبتها مني ورحتلها بيها، بصت فيهم.. طوّلِت أوي لدرجة إني بدأت أخاف، رفعت وشها ليّا وعينيها كانت بتزوغ زي اللي مش عارفة تبدألي الكلام منين..
- إنت مؤمنة بالله مش كدا؟
أول ما قالتلي كدا قلبي وقع في رجليا..
- فيه إيه يا دكتورة؟
- ماكدبش عليكِ اللي شيفاه قدامي ده تقريبًا أول مرة أشوفه، ممكن يكون فيه خطأ في الآشعة.. تضخم وانشقاق في الأورطي، وتضخم وانشقاق بالشريان التاجي و...
فضلت تعددلي تعب قلبي وأنا كأني في حلم، إزاي؟! أنا ماكنتش حاسة بأي حاجة.. لقيت نفسي متجمدة من الصدمة حتى ما بعيطش، ختمت الدكتورة كلامها:
- ده اسم دكتور شاطر وعنوانه ومتخصص في أمراض القلب، روحيله وهو إن شاء الله يكون عنده الحل..
نزلت من عندها من غير ما أنطق كلمة، مش عارفة اللي حصل ده فعلا حصلي أنا ولا أنا بحلم! بقيت صعبانة على زوجي، هو بيحبني أوي.. قبل مانروح للدكتور لقيته بيمسك إيدي ويقولي:
- ماتخافيش من حاجة، أنا معاكي للآخر حتى لو صرفت آخر قرش في جيبي..
لقيت دموعي بتنزل غصب عني بقا يطبطب عليا، مشواري شكله طويل.. أخدنا ميعاد مع الدكتور ومجرّد ما شاف الآشعة لقيت نفس ظل ابتسامة الدكتورة على وشه، وبدأ يطمني بالكدب إني هبقى كويّسة لكن للأسف هو أول مرة يشوف حالة كدا فهيبعتني لدكتور أكبر يتابع حالتي لكنه في محافظة تانية..
سافرت.. فضلت سنة ونص بلف ومن دكتور لدكتور، كأنهم عارفين إني محكوم عليا بالموت بس مش عاوزين يقولوا، لحد ماقالولنا على دكتور كبير في مستشفى معروفة في القاهرة.. كُنّا في عز الحر، فضلنا مستنيينه فوق ال4 ساعات في الشارع، دخلتله، بس كلامه قتل عندي آخر أمل..
- ماكدبش عليكِ يا مدام القلب اللي أنا شايفه ده قلب واحدة ميتة، أنا أول مرة أشوف حالة بالوضع ده.. الموضوع هيحتاج مجموعة عمليات مش عملية واحدة ونسبة نجاحهم ضعيفة..
سألته وقتها هتكلف كام..
ضربلي رقم كبير فوق طاقتي، العمليات اللي اتكلم عنها بالعلاجات بحجز الغرفه ممكن يعدوا المليون ونص.. وكمان احتمالية نجاحها ضعيفة، وطلب مني 40 ألف جنيه تحت الحساب..
خرجت من عنده ساكتة، أنا هموت خلاص الموضوع موضوع وقت، لقيت زوجي بيقولي:
- أنا هبيع البيت.. وهندفع فلوس العمليات!
- وولادنا؟ انت مش سامع كلامه! نبيع كل حاجة وكدا ولا كدا العملية مش..
قطع كلامي وقالي:
- تعالي نروح نصلي في مسجد قريب من هنا..
كان مسجد قديم في القاهرة مش عارفة اسمه بس فاكرة شكله كويس، هو دخل مصلى الرجال وأنا دخلت مصلى الحريم، كشفت دماغي وحطيتها تحت الماية في حمام السيدات، كانت بتنزل سخنة وكأنها واخدة النار اللي في دماغي، انفجرت في العياط، اتوضيت ووقفت بين إيدين ربنا، وأنا ساجدة فضلت أبكي زي العيل المفطور.. قلتله:
- خلصت حلول الأرض يارب، إنت عالم بيّا وبحالي.. سلمت أمري ليك، مابقتش عاوزة حاجة من عبادك ولا في إيدهم حل لأمري.. مافضلش إلا بابك عشمانة ماتردنيش..
فضيت كل الدموع اللي جوايا، وفجأة حسيت بسكون وأمان ماحسيتوش من زمان، من وقت ماعرفت إن قلبي قلب واحدة ميتة..
روّحت البيت ونمت نوم طويل، من زمان مانمتش كدا.. شوفت دكتور مشهور في الحلم ليلتها في رؤية ولما صحيت لقيت جوزي جي ومعاه ورقة فيها أرقام وأسماء أشهر دكاترة القلب، دكتور عرف حكايتي وادهاله، قاله جرب تتصل عليهم ممكن حد منهم يقدر يساعدك..
لما قالي ضحكت، أصل الأسماء اللي قالها صعب ترد على حد في العادي علشان ترد علينا..
رد بتحدي: هجرب..
وبدأ بالدكتور اللي شوفته في الرؤية، وسبحانك يارب مع أول رنة رد! ربنا بيفتحلي باب، أبواب الأرض اتقفلت ورحمة ربنا فتحتلي بابها.. سكرتيرته اللي ردت ووصلتنا بيه، لما جوزي شرحله الوضع في التليفون طلب إنه يشوفني وقد كان..
سافرتله، وقتها قالي إنه مذهول إني عايشة بالقلب ده، وإنه في عملية نادرة أوي بس المركز بتاعه هيشيل تكاليفها كلها وحددلي وقت ودخلت عمليات..
خرجت منها بعمر جديد، خرجت منها بقلب سليم، بتابع مع الدكتور كل 6 شهور علشان يتطمن إن كل الأمور ماشية كويسة...
فات سنين على القصة دي، بس هي علمتني إن ربنا دايمًا عالم ورحمته وإرادته فوق كل شيء.. توكل بس انت عليه..

#حكاوي_هدير

صلوا علي رسول الله