ج 74

339 23 9
                                    

|مر على مائدة الدماء خمس عشرة دقيقة|

شعرت كوزيت و كأنما الدم الذي في جسمها قد تجمع كله في رأسها ، الألم ألم بها لدرجة أنها بدأت تهمهم و تنتحب و دموعها تتساقط على السلاسل التي تكبل يديها. ذلك الشي الذي يسحبهم نحو الغابة غاضب هذه المرة ، بل و كأنما قوته قد إزدادت ملايين المرات. تنفست بسرعة و هي تأن ، و لكن على حين غرة رأت شبح أمها مجددا و هي تقف ناظرة للممر الذي يؤدي للغابة ، وقالت: حان الوقت ، لست مضطرة لأن تتحملي كل هذا الألم كل مرة.
مشت أمها من خلالها و أختفت من الغرفة و قد أدركت أن أمها ذاهبة للمنحى.
حسنا هي التي سلمت نفسها لذلك المخلوق و كما قالت رين ، ما فعلته كان غباءا و جهلاً. رفعت رأسها لتنظر للأجواء، البرد كان قارصاً ، و الضباب الاسود قد إنتشر في المدينة معربا عن أن هذا اليوم لن يمحى من ذاكرة من شهده، هي تعلم أن مائدة الدماء قد بدأت منذ ربع ساعة و في هذه الخمسة عشر دقيقة تم أصطياد الكثير من الاضاحى اللذين لا يملكون قوى المستشعرين و الجزارين و اللذين أيضا لا يمكنهم إستشعار الختم.
همست بقلق: رباه لا أعلم كيف سأتحمل هذا اليوم ، إنني أشعر أنها المرة الأولى.
فجأة إرفعت يديها و نهضت قدميها بدون إرادة منها و بدأت الطاقة تلك من جديد تحاول سحبها للغابة بعنف بينما كوزيت تصرخ و تتألم حتى إلتفت إحدى السلاسل و ضغط على رسغها بقوة لتبدأ يدها بتحول للبنفسجي و هي تصرخ مستنجدة و محاولة تحرير رسغها من السلسلة.
***
كان يلموك قد كبل نفسه أمام السرداب الذي بداخله والدته و أخته ، هو لن يسمح لأحد أن يأخذهما منه مجددا ، ليس بعد أن استعادهما.
و كأي فرد يملك قوة من الختم بدأت القوة التي تشد أي ممتلك لها بمحاولة سحبه للغابة و لكنه كان يقاوم ، حينها سمعته أخته و هي خلف باب السرداب مباشرة ، كان يتوجه و يلهث و يزمجر. " يلموك، أنت بخير؟".

التفت يلموك ناحية الباب و صرخ بقوة: إياك ثم إياك أن تخرجي من الباب.
أخذ نفسا عميقا و قال محاولا طمئنتها: أنا بخير لقد اعتدت على ذلك و لهذا أريد منك أن تبقي آمنة و تعتني بأمي.

***
أصوات الترانيم الذي يغنيها الاطفال المنتسبين لمدرسة مجلس الختم تعجل المنحى أكثر رعبا خصوصا أن تلك الترانيم بدت شيطانية لكريس. نظر حوله هذا حو المنحى ، مساحة خالية جرداء حولها جدران بشُرف مملؤة بالدم الذي مرت عليه دهور طويلة و أصبح و كأنه جزء من التصميم. و على هذه الشرفات يقف الاطفال مع مشرفيهم، أما العائلات النبيلة فقدت دخلت لتوها لذلك الباب العملاق الذي يقع في نهاية الممر الذي يطل على المنحى. هناك سيخرجون بعد قليل ، بعد أن يتم اصطياد العدد المطلوب من مستشعري الختم ، و خلفهم سيخرج ذلك الكائن. بينما يقف حول المنحى الجزارون و المستشعرين من الفنكسل و الكلثرايز.

نظر كريس لشقيقه وهمس: لقد تعبت من الوقوف. حدجه كيجان بغضب و تهديد: إخرس ستودي بحياتنا.
تلفت كريس حول جماعته ، يبدو أن تشاد حضر بعد كل اللغط الذي دار حول عدم حضوره ، هل يستطيع ألا يحضر أصلا!
ربما الأمر سيطول هذه المرة فيبدو أن المستشعرين قد أخذوا حذرهم هذه المرة.
فجأة خرجت امرأة من البهو الذي يحوي المخلوق و قالت : لقد أمسكنا بمستشعري الختم و لكن تبقى واحد ليكتمل العدد ، لذا إنطلقوا و أبحثوا عنه في المدينة.
نظر كريس لتشاد و والده و جايد اللذان بدى عليهما القلق و الصدمة و ما لبثا إلا أن اختفيا و حين حاول هو كذلك الذهاب لإنقاذ كايتلن شعر بيد قوية أرجعته بقوة ، لقد كان كيجان.
"لا تعتقد أنني لا أعرف أنك ذاهب لهدف آخر ، لذا ستبقى هنا"
تجرع كريس ريقه و قلبه ينبض خوفا ، شعر و كأن كتفيه قد ينهاران في أي دقيقة.

***

يتبع و مع الجزء الاخير

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن