ج49

539 43 17
                                    

تقدمت لداخل و عينيها مركزتين على (تشارلي) التي لم تكن تعير نظرات (كوزيت) الغاضبة أي إهتمام. أخرجت (كوزيت) مسدسها الذي تقوم بخلاله إعاقة تحرك أي مخلوق أو شخص بختم لمدة عشرة ثواني ، صوبته نحو (تشارلي) التي نظرت نحوها بعيون واسعة تملؤها الدهشة.

"ما الخطب يا ترى؟"
"هذا سؤال من المفترض أن نطرحه عليك ، ماذا تريدين منا فمجيء عفريتة دم هو أمر لا يحمد"

وزعت نظرها إلى (يلموك) و (كوزيت) ثم نحو (لولا) التي انسحبت تجري لتقف بمقربة أخيها.
- ما الذي يجعلك تظنين أنني عفريتة دم؟
إبتسمت (كوزيت) بإستخفاف : الإجابة عن سؤالك هو الغباء بحد ذاته، أستطيع رؤيتة جلدك البنفسجي المحروق و عيونك المفرغة لذا أتظنين أنني سأتوانا عن قتلك. تحولت (تشارلي) لهيئتها الأصلية ، جسد طويل و نحيف ، جلد بنفسجي محروق و لا يوجد شعر في جسمها أو رأسها. و ترتدي رداءً ممزقا يظهر عبوديتها لإحدى الجماعات أو العائلات في المجلس.

وضعت (كوزيت) اصبعها على الزناد ، " من أرسلك؟"، أطلقت (تشارلي) ضحكة مستفزة جعلت (يلموك) يحول يده لما يشبه المنجل. " هل تظنين أنه بإمكانك أنت و صديقك المثير لشفقة هذا أن توقفاني، لقد اصبحت حرة أخيرا سأكون بشرية مجددا و لكن للاسف فهي ليست هنا".

نظرت (كوزيت) لحيث كانت (تشارلي) تطرق بعينيها المخيفتين وقد كانت تنظر لـ(لولا) التي أصفر لونها. قال (يلموك) موجها كلامه لـ(كوزيت): أنتبهي. تحرك بسرعة ناحية (تشارلي) التي تحولت لهيئة بخارية لتمر و تنتجه للباب و عادت لهيئتها لتطلق العنان لرجليها الطويلتين، لكن (كوزيت) ما لبثت أن انطلقت خلفها بسرعة. نظر (يلموك) لأخته متفحصا ، وقال و هو يجري نحو الباب: سأعود بسرعة. و ما إن خرجت رجله خارج عتبة الباب حتى سمع صوت إرتطام شيء ما بسيارة ليسمع صوت صرخة (كوزيت).

******

هسهسات غريبة يخيل لها أن تحوم حولها ، فتحت عينيها لتشاهد نفسها مربوطة في كرسي خشبي متهالك. كانت وسط مكان بدى و كأنه مخزن مهجور و مظلم ، و أمامها يقبع حبل مشنقة ملوث بدماء عفى عليها الزمن فتحولت للون البني. لقد تذكرت الآن ما حدث ، شخص ما ضربها في رأسها هين كانت تتفحص الممر أمام مرسم والدتها. حركت ذراعيها بقوة ثم مدت قدميها محاولة رفع نفسها و الحركة و لكنها لم تستطع فقد خارت قواها بسرعة، صرخت غضبا : سحقا ، من فعل هذا فالتظهر نفسك.

خرج من الظلمة ثلاثة أطفال في سن متقارب بدى و كأنهم في الخامسة ، و معهم فتى في بداية مراهقته. ضيقت (كايتلن) حاجبيها و هي تنظر لهم ، كانوا كمن حبس هنا لفترة طويلة من الزمن مع آثار تعذيب و ملابس رثة.

- ماذا تريدون؟

تجرع الفتى ريقه و قال: أنا أنتون و هذا تشيس ، تيفا و ليف، و نحن مثلك مستشعرون لهذا الختم. فغرت (كايتلن) فاهها ، و ردت: مس.. مستشعرون ، و كيف تعرف أنني مثلك. تقدم الفتى و قال: سأفك وثاقك عديني بأنك لن تفعلي شيئا يا آنسة. كانت مصعوقة لما تراه ، هذا لا يعقل كيف وصلت لهذا المنحنى في حياتها بالضبط. أومأت له برأسها ليقوم بفك وثاقها بسرعة. قامت و هي تتأملهم بحرص ، لقد حاولت أن تخفي خوفها بعيدا حتى تبين لهم أنها ليست خائفة. "كيف عرفتم بمكاني". رفع لها كمه الممزق حيث آثار الجروح ، وقال: هذه آثار تعذيب حصلت عليها من منزل عائلة بايتينيتو ، و في اليوم الذي كان يجب التضحية بي هربت و هرب معي هؤلاء الثلاثة ، و حتى هذه اللحظة كانت ستيلا ستوم تعتني بنا كونها مثلنا و لكنها أختفت ، لذا أعتقد أنها اختطفت من قبل واحد من الأسر التي تحمي الختم ، أما كيف عرفتك ، حين كنت في منزل تلك الاسرة سمعت بوجود مستشعر جديد في هذه المدينة ، فتاة تعيش مع أمها فقط ، و تحتمي بأحد الجماعات المسماة بالديوناترز. تجرعت ريقها ، هذا يعني أنا أهل والدها يعرفون من هي ، و لكن ما الذي يقصده بأنهم يضحون به.

- أتخبرني الآن أن عائلة البايتينيتو يضحون بالمستشعرين؟
- منذ زمن.
- حتى لو أن فردا منهم مستشعر.
- حتى لو كنت أنت.
جثت على الأرض مصعوقة بالكامل ، ذلك اليوم حين أتصل أحدهم بأمها قبل أن ترحل هي و أمها ، قال لهم أن يغادروا فالخطر يحيط بهم أكثر فأكثر، أكان هذا السبب ، أكان هذا السبب الذي جعل جدتها تكرهها و جميع من في المنزل.
مستحت دموعها وقالت: ماذا تريد مني؟. تقدم (أنتون) منها بحذر: ساعدينا أرجوك.

*****
يتبع

******

عفريتات الدم هن كائنات عرفن بإنزوائهن في الغابة منذ مئات السنين و قد كن يقدمن الولاء لجماعة (الفينكسل) بينما بعضهن يقدمن الولاء للأسر التي تحمي الختم و ذلك يعتمد على العقد الذي يعقد بين العفريتة و سيدها ، فعفريتات الدم يريدن أن يكن بشريات و ذلك لن...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عفريتات الدم هن كائنات عرفن بإنزوائهن في الغابة منذ مئات السنين و قد كن يقدمن الولاء لجماعة (الفينكسل) بينما بعضهن يقدمن الولاء للأسر التي تحمي الختم و ذلك يعتمد على العقد الذي يعقد بين العفريتة و سيدها ، فعفريتات الدم يريدن أن يكن بشريات و ذلك لن يحدث إلا إذا تغذت على مستشعر للختم، و لكن دم المستشعر أثمن من أن يعطى لعفريته لذلك من النادر أن تتحول عفريتة دم لبشرية. عفريتات الدم لا يملكن قوى خارقة سوى التحول لهيئة بخارية لمدة لا تتعدى الثواني ، و إن تحولت عفريتة دم لبشرية بهيئة مؤقته فهذا يعني أن بينها و بين أحد الجماعات عقد ما.

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن