ج 56

405 38 11
                                    

السحب الركامية غطت سماء المدينة ، الرياح العاتية تأخذ ماهو ضعيف و سهل اقتلاعه من جذوره. تقف (كريستالينا بودلر) في وسط الشارع محدقة لسماء بخوف، هناك سرب من الطيور السوداء تحوم في الأجواء و أصوات نحيب في المنازل التي تقع بالقرب من مكان وقوفها.

مر يومين على مائدة الدماء و قد أخذت معها نصف أهل المدينة لأن مجلس الختم كان متلهفا للكثير من الجثث و الأضاحي. جثت على ركبتيها و تذرف دموع الخيبة و الألم و بداخلها تردد ، " لقد أنتهى كل شيء ، لقد لقينا حتفنا جميعا".

حينها اخترق صدرها ثلاث رصاصات تلتها صرختها و الدماء تنساب من مكان اصابتها و فمها لتلتفت و تجد مجموعة من الفاينوفنكسل تقف ناظرة لها بدونية.

فتحت عينيها بسرعة و العرق يغطي وجهها و رقبتها ، نظرت حولها ، تبا لقد كان حلما آخر عن مائدة الدماء التي ستقام بعد أسبوع من الآن. أرجعت رأسها للوسادة ، لقد غفت دون وعي منها ، مدت يدها لتتفاجأ بخمس إتصالات من (كوزيت) و عشر إتصالات من (آيس).

وجدته قد أرسل لها رسالة نصيه. " أين أنت أيتها الكسوله ، نحن في منزل ڤين تعالي بسرعه فدم بلاين يغلي غضبا".

ردت عليه و هي تقوم من سريرها بتثاقل، " غلبني النوم ، لا بأس سأحاول القدوم بسرعه".

*****

مشت مسرعة بينما هو يحاول اللحاق بها ، نظر إلى وجهها الذي بدى يحاول كظم غضب بداخله.

"أنت غاضبه مني صح؟"
"ولما قد أكون"
"لأنني أرى ذلك في وجهك حتى لو حاولت التصنع"

وقفت و نظرت له بحدة : أسمع يا كريستوفر لورديك ، هناك شيء واحد عليك أن تفهمه و هو أنني حين أغضب أو أفرح أو أي شيء بحق الجحيم هذا ليس من شأنك و لا من شأن أي أحد آخر هل تفهم ذلك.

زفر محاولا كتم نفسه من أن ينفعل ، شد يدها ليسحبها نحوه: أنا أحبك و أنت كذلك أن أعرف ذلك .. عينيك تكشفانك فكفى مراوغة من مشاعرك نحوي يا كايتلن ، أرجوكِ.

نظرت لوجهه الشاحب و عينيه اللامعتان، لكنها سحبت يدها بسرعه: وفر إعجابك لشخص آخر.

جحظت عينيه و تحجر وجهه إلا أن دخول (كريستا) في الإجواء جعلهما يتداركان نفسيهما.

"كايتلن و كريس هذا رائع حتى نكون في الورطة معا"

التفتت لها (كايتلن) مستغربه: ورطة! ماذا تقصدين؟. دفتها لتمشي معها بينما يمشي خلفهما (كريس) بخطى بطيئة. " بلاين يريدنا أن نتجمع و نحن متأخرين عن اجتماعه لذا توقعي رؤية الشرر يخرج من عينيه.

أومأت(كايتلن) برأسها بينما في أعماق قلبها تتألم على المكابرة عن الإدلاء بمشاعرها نحو (كريس). فهي ليست مستعده لتخبره كيف تشعر ، لازالت تشعر بأنها لا تعرفه حق المعرفه.

*****

مضت ربع ساعه و هما يجوبان الممرات الرطبة و المظلمة التي بضيقها تجعلك تشعر بالإختناق. كانت ممسكا بطرق معطفة و تمشي متجاهلة ألمها فيبدو أنها قد تدخل في نوبة بسبب إنخفاض منسوب السكر في جسمها. وقفت تلتقط أنفاسها ليلتفت لها، شاهدها بالكاد تتنفس.

"نوبة بسبب السكري مجددا"
"ليس من شأنك"
"أعلم أنه ليس من شأني و لكن كان عليك ألا تأتي معي"

زمت شفتيها بغضب لتنفجر فيه: أخرس أخرس أخرس، لقد تعبت من إخبار الجميع لي ماذا يجب أن أفعل، أريد فعل الأمور بطريقتي و كيفما أهوى.

تقدم(تشاد) منها و مد يده: كفي عن قول السخافات و لنعثر على من جئنا لأجله فقد بدأت الرائحة عنها تشعرني بالإشمئزاز.

مدت يدها ليقبضها و يشدها لتمشي معه، لقد رأت وجها آخرى له الآن، لطالما بدى إبن خالها غامضا باردا أمام الجميع ، فالكل يعرف أن يزدري الجميع دونما أي سبب، و لكنها شاهدت جانبا لطيفا منه الآن ، هل يعقل أنه معجب بها.
"أنت تعرف أنك لست نوعي المفضل صح؟".
نظر لها بإستهزاء: لا تدعي خيالك يأخذك بعيدا أيتها الطفلة.

احمرت وجنتيها خجلا، تبا ما كان عليها قول ذلك. حمدت الله حين وصلوا لسجن، "لقد وصلنا هذا جيد فقد بدأت أتخيل أمورًا غبية".

تقدمها و هو يبحث عن السيدة (ستوم) حتى وجدها مكبلة بالسلاسل و جروحها تغطي وجهها الجميل. كسر باب الزنزانة ليتقدم نحوها ، أمسك ذقنها و ناداها إلا أنها بدت غائبة كليا عن الوعي.

برزت عروقه و أِسودت عينيه ليقوم بكسر السلال و يحمل السيدة (ستوم) بسرعة ملفتة نحو (جوليانا) التي بدأت تتلفت قلقة في الأرجاء.
"أشعر به ، إنه قادم"
"حارس السجن، أعلم لذلك"، وضع السيدة (ستوم) على الأرض مسندة على الجدار و قال: أعتني بها ريثما أنظف طريقنا للخروج.

شهدت يديه تشتعلان و هو يمشي بخطى واثقة نحو الظلام حيث أصوات الوحوش.

*****
يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن