ج 16

965 57 9
                                    

عادت تجري مهرولة لما تبقى من محاضراتها ، و من الجيد أنها استطاعت حضور ما تبقى من محاضرة على الأوليات. جلست في الصف الأعلى لتتجنب ملاحظة (بلاين) و من معه . كانت شبه مركزة لما يقوله المحاضر دومينيك كوسكي ، فعينيها كانتا تبحثان عن (كريس) يبدو أنه لم يحضر اليوم. تسائلت إذا ما كان هناك مكروه قد حل به. و على حين غرة ، جذب إنتباهها كلام الدكتور كوسكي و الذي طلب تسليم بحث بوظائف أنواع محددة للأوليات ، و البحث كان يشترط أن يقوم به طالبين من إختياره.

لذا قام بتقسيم الحاضرين لأفرقة ، و كل فريق مكون من إثنين، تبين أنها مع (يلموك) بينما (بلاين) مع (كريس) و (كوزيت) مع فتى في فريق كرة القدم الجامعي يدعى (دينس بلاترو). لن تخفي على نفسها أنها كانت تود أن تكون مع (كريس) فهي أرادت معرفة المزيد عن تلك الأسرار أو الختم كما يسميه (بلاين) و البقية.

أنتهت المحاضرة و تبقى لها واحدة فقط و عقلها ما يزال مشوشا ، خصوصا أن الأشخاص اللذين لم تود أن يلاحظوها قد عرفوا بوجودها. أخذت كتبها و همت لتغادر إلا أن يد (كوزيت) التي ظهرت أمامها ، أوقفتها. توقفت لتتأمل الثلاثة اللذين كانوا ينظرون لها بريبة.

(بلاين): أفقتي ، هذا جيد لأن هناك الكثير لتعرفينه.
(كوزيت): ليس هذا ما جئنا لأجله يا بلاين.

توقفت لوهلة ثم استرسلت: عليك مرافقتنا من الآن و صاعدا ، فالتجول في كل بقعة من هذه المدينة بدون الانتماء لفريق ما يعني أنك تمشين للموت بقدميك. كتفت (كايتلن) بذراعيها بإستهزاء: الموت!!، لقد قام صديقك بتهديدي قبل قليل بمخلبه ، ما الذي يجعلني متأكدة أنكم لن تقتلونني يوماً، ما الذي يجعلني أتأكد حتى أنكم الجانب الصحيح الذي يجب أن أختاره.

(بلاين): إذا أي جانب تريدين ، الفينكسل سيأكلونك أيتها الضعيفة. صكت على أسنانها بغضب و اقتربت منه و علامات الدهشة على (بلاين) واضحة ، و أمسكت بياقته و قربته أكثر و قالت بغضب و عيون تقدح الشرر: نعم أنا ضعيفة يا بلاين ، ضعيفة لدرجة أنني مجرد حمقاء و نكرة ، لقد سمعت هذا سابقاً ، و لكن. سكتت لأن عيونها بدأت تذرف الدموع و وجهها أصبح أحمراً ، و قالت ببحه: ليس لك الحق في إهانتي كل مرة ، لو كان الأمر بيدي فأنني لا أريد أي فريق أيه الوغد ، أريد عيش حياتي بعيدا عن اسراركم الغبية هذه. تركته و غادرة بسرعة و هي تحمل حقيبتها متوجهة للحمام فلا يمكنها أن تري الجميع وجها باكيا ضعيفا كهذا.

"أحسنت يا بلاين". قال (يلموك)  ليلتفت له (بلاين) برجه ضاع في التعابير، كان قلبه ينبض بسوء ، لا يجب عليه إنكار أنه عاملها بسوء منذ وصولها. "علي التفاهم معها"، أوقفته (كوزيت) و التي بدى على وجهها التأثر بما حدث لتو ، و قالت: في كل مرة تتفاهم مع كايتلن تجعل الأمر يؤول للأسوء ، باختصار أنت لا تعرف التفاهم معها. توقفت لتنظر ل(يلموك) و أكملت: بما أنك و هي ستتجمعان في منزلك لأجل مشروع كوسكي ، سآتي لزيارتك لأحاول التحدث معها كذلك.

ضيق (يلموك) عينيه و رد بسرعة على غير المعتاد : نتجمع في منزلي! ، لا يمكن. زمت (كوزيت) شفتيها و اقتربت منه بغنج : و لكن يا يل، دينس قال أنه سيلاقيني في مقهى ليفلي لنتناقش بأمر المشروع، لذا محاولة دعوة كايتلن لمنزلي لن تنفع لذا فالتخبرها أنت و لنتجمع في منزلك.

(بلاين): نتجمع!؟. ردت بسرعة: أنا أعني كايتلن و يلموك و أنا ، لذا دبر نفسك مع كريس و تذكر إن تسببت بشجار معه و جلبت لنا المشاكل فصدقني يا بلاين. قاطعها و قال مغادرا : لا تقلقي ، و الان سأدعكما يا عصافير الحب. إحمرت وجنتا (كوزيت) ، و أكملت : فالتذهب لإخبار كايتلن، أنا علي إعادة هذا البحث لميلاني. و حين انسلت لتذهب أمسكها لتشاهد وجه عابسا قلقا. " أنا لا أستطيع ذلك يا كوزيت ، لنتجمع في مكان آخر". مسحت على خده و قالت بلطف: هيا تشجع ليس و كأنك تدعو وحشا إنها كايتلن، و المسكينه تحتاج معرفة ما يحدث ، ثم أنني سأكون في منزلك في غضون السابعة و النصف. أحالت ظهرها لتذهب و سمعته يقول : ليس هذا ما أعنيه ، إن الأمر برمته خطأ يا كوزيت. ردت و هي تختفي عن أنظاره ، فهي لا تريد الخوض في نقاش مع (يلموك) لانه ببساطة شخص لا يتناقش معه ، ليس مثل (بلاين) و لكنه أسوء في هذه النقطة. "سيكون كل شيء على ما يرام".

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن