ج 24

841 54 9
                                    

نظر لكوب الشاي الذي تمسكه والدته بين أصابعها الدقيقة ، ما زال عقله يصب في رأسه الأسئلة مرارا و تكرار  حول الظروف التي أودت بوالدته و شقيقته إلى هنا. التفت (جايد) إلى أخيه و قد كان يعلم جيدا ما يدور في عقله ، ليس لأنه شقيقه التوأم ، و لكن بطبيعة مرافقته الدائمة صار يفقه القليل فيما يور في عقل شقيقه ، و رغم ذلك ما يزال (تشاد) ذا عقل يشب الدهاليز الضيقة و المظلمة.

صوت جرس الباب أيقضهم من صمتهم لتقوم (مارلين) ناوية فتح الباب و لكن (جايد) قبض على رسغها بلطف ، وقال: أنا سأفتح فالترتاحي. بادلته (مارلين) الإبتسام و هي تنظر بقلق نحو (تشاد).

جلست و هي تنظر رحيل (جايد) غرفة الجلوس، فهي لا تود أن تلتقي عينيها بعيني ولدها الذي يغلي جالسا أمامها.

(تشاد): أنت تعلمين أنني قد أذهب لميونيخ لأفهم ما حدث؟.

رفعت بصرها له بتفاجئ و قلبها ينبض بسرعة، و ردت : توقف يا تشاد، لا أريد أي مشاكل. صك على أسنانه و تقدم ليجلس بجانبها : حسنا إذا. وضعت يدها على يده و ضغطت عليها و قالت: أرجوك. لم يرد و لكن جلس ينظر للفراغ.

و في تلك اللحظة بالضبط كانت (كايتلن) تقف و هي تفكر في ما حدث قبل قليل و عن نظرات (كريس) لمنزلها بخوف ثم و دعها بسرعة و كأنما يلاحقه شيء. ضغطت على جرس الباب منتظرة أمها لتفتح ، و لكن الشخص الذي فتح لم يكن هي بل كان شقيقها (جايد).
حدقت فيه بعيون جاحظة و كأن أمامها مجموعة من المصابيح المضاءة. " تأخرتي". رجعت خطوة للوراء بدون وعيها و قالت و هي تنظر لداخل المنزل. " لقد كان علي إنهاء فرض مع أحد زملائي". إنزاح لتمر لداخل ، و قال و هو يغلق الباب: أمي و تشاد في الصالة. مدت يدها و قبضت على رسغه. حان وقت تبيان الأمور التي لا تفهمها ، ما الذي يريدانه منها و من أمها بعد أن هجروهم لسنوات، هل تذكر الآن شعور العائلة.

(كايتلن): لما عدتما؟.
(جايد): ما الذي تقصدينه.

زفرت و قالت بنفاد صبر: أنت تعرف جيدا يا جايد ، أنتما و أبي غادرتم ذلك اليوم بدون أي رجعة و لا خبر على الأقل ، و أنت تعرف جيدا علاقة أمي بالعائلة و علاقتي أنا بهم كوني مجرد فتاة لم يكن من المفترض أن تعيش، أتظن أنني لم أكن ألاحظ كل تلك الهمسات و اللمزات بين أفراد العائلة ، هه هل قلت عائلة!، إنهم حفنة من الشياطين في ذلك المنزل.

تجرع (جايد) ريقه و سحبها ليحتضنها بقوة و هو يقول بنبرة خافتة : لقد غبنا لأسباب صعبة لا يمكنني أخبارك بها. إبتعدت عنه و قالت: إذا فليس لكما الحق في الظهور الآن.

أحال بصره بنفاد صبر : لا يمكنك أن تنفين عائلتك من حياتك يا كايتلن. عقدت حاجبيها بحنق: أمي و مولي و أوليفر هم عائلتني. (جايد): كايتللللن.  قالها بغضب و صوت عالي و إثر ذلك خرجت (مارلين) و (تشاد) من غرفة الجلوس، الذهول كان على وجه والدتهما بينما يتفحص (تشاد) وجوه شقيقيه و هو يدرك أن شيء ما حدث لتو.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن