ج 60

426 35 12
                                    

***
إستيقظت الساعة السادسة بالضبط ، تجهزت للخروج و في طريقها لذلك التفتت لزميلتها في السكن و التي كانت تجلس في غرفة الجلوس المتواضعة الحجم و تذاكر لإمتحانها. تناولت في يدها قطعة خبر بالسكر و اسرعت تمشي بسرعه لتتوجه لعملها.
لأن (كريستا) تعيش بمفردها و علينا أن تجني مصروفها بنفسها ذلك لأن والدها لم يعد يرسل لها المال بسبب رفضها للعيش معه. لذلك فهي تعمل كمحاسبة في إحدى محلات التسوق السريع بجانب محطة الوقود و التي تبعد عن جامعتها بعشر كيلومترات لذا فعليها دائما أن تسرع حتى لا تتأخر على محاضراتها. كان يرمها الدراسي يبدأ الساعة العاشرة صباحا لذلك أخذت ورديتها صباحا.
مشت في طرقات المدينة ، الاجواء كانت محفوفة بالضباب و الرياح الباردة ، البعض بدأ مسيره لعمله صباحا ، أدخلت يديها في جيوب معطفها الجينيز الأخضر ، لماذا يبدو الجميع و كأنهم لا يتذكرون أن هذه المدينة مسكونه من قبل أمور مرعبة؟ إنهم يتعاملون مع الوضع و كأن لا شيء يحدث.
وصلت لمقر عملها الجزئي، لقد كان المحل يدار من قبل رجل مسن يدعى (سوليمان كوينين) و قد كانت تتبادل ورديتها يوميا مع إبنيه (بيرس كوينين) و (فريد كوينين). (بيرس) هو شاب يدرس في كلية الفنون و الأدب و هي تقع في نهاية المدينة بينما (فريد) و الذي هو رجل في الثلاثين من عمره يعمل كاتبا في صحيفة المدينة و أحيانا ما كان يتناوب معها. نادرا ما كانت تأخذ (سول) ورديتها و هي إحدى الطالبات الاتي يرتدن ثانوية (بيلنغراد) و قد كان اسمها بالكامل (كانج سول) و هي فتاة كورية قدمت مع عائلتها للعيش في المدينة منذ خمس سنوات ، و يبدو أن (سول) بإستثناء عائلتها ، تبدو مذعورة معظم الوقت و هي تمشي في طرقات المدينة وحدها و بالتأكيد لا تلومها (كريستا) على ذلك.
دخلت للمحل و وجدت (بيرس) يدندن لحنا غريبا و نصف عينيه مغلقتان و قد بدى عليه الملل.
"صباح الخير يا بيرس"

قام من كرسيه بسرعة و قد تبدلت ملامحه من الملل الشديد و الضجر إلى وجه شخص شهد خلاصة أخيرا.
"صباح الخير أيتها الشقراء أوه أعتذر فحبيبك كاد أن يرمي دراجته علي المرة الاخيرة حين ناديتك بالشقراء آخر مرة"

رفعت شعرها للأعلى و قالت: هيا فالتذهب.
أخذ معطفه و نظر لها مستفسرا: هل أنت بخير؟
إرتدت السترة التي يرتديها موظفوا المحل و ردت عليه و عيونها تحوم في المكان محاولة التركيز على شيء ما لترتب أفكارها.
"أنا بخير يا بيرس، يجدر بك الذهاب حتى لا تتأخر"، أومأ برأسه و غادر مسرعاً للخارج.

***
السابعة و النصف نزلت لتتناول الافطار و هي تحاول تجاهل ما فعلته بالأمس ، لقد بدت غبية حين باحت لـ(كريس) بمشاعرها ، لا يهم طالما أنها لن تشعر بالندم ، أو على الاقل تأمل ذلك لأن (كريس) لن يكف عن تذكيرها بأنها تكن له المشاعر.
جلست على الطاولة ، لقد كان (تشاد) يرتشف كوبا من الشاي و يبدو و كأنه في عالم آخر بينما ملامح التعب لم تخفى عليها. (جايد) كان يقرأ رزمة أوراق و لا يعير وجودها اهتمام.
"من الأرض لتشاد و جايد، أين أمي؟"

رفع (جايد) بصره عن أوراقه لثواني ليبتسم لها و يعود التحديق لأوراقه و هو يقول: ذهبت لعرض آخر لوحاتها في المعرض الخيري. قام فجأة (تشاد) و توجه للأعلى دون قول حرف واحد.

"مابه؟"
"إنه متعب بسبب مرضه ، فقط أرجو أن تنهي هذه العمليه ألمه"
عبس وجهها و هي تنظر ناحية الدرج الذي صعده شقيقها بخطوات مترنحه لتو.
أخذت حقيبتها و مشت ناحية الباب بعد أن شعرت بأن لا نفس لها في تناول أي شيء.
"كايتلن، ذاهبة للجامعة؟"
"نعم و أنت ألن تذهب؟"

إبتسم بسخرية و مشى ناحيتها بينما هي تحدق في رزمة الأوراق بين يديه: على غراركم ، فنحن طلبة السنة الأخيرة نستعد لإختباراتنا النصفية في هذه الفترة. ردت بشيء من المشاكسة : يبدو لي فعلا أنك تستعد.
قهقه و قال بعد أن تغيرت نبرة صوته بشيء من الجدية: أنت تقفين في حضرة أحد المتفوقين لي الجامعة يا حبة البندق و لكن دعينا من ذلك.
حدقت فيه بفضول و هي يقرب وجهه لها: خذي حذرك فمائدة الدماء على الابواب و أنت هدف للجميع هنا فالجميع يفقد السيطرة ذلك اليوم لذا فالتحبسي نفسك في مكان لا يعرفه أي كائن حي مفهوم.

سرت قشعريرة في جسدها و هي تنظر له متوجها لأحدى زوايا المنزل ليستكمل التحديق في تلك الأوراق. هل قال أن عليها أن تختبأ ، و لكن أين؟ أي كان فعليا أن تأخذ معها (أنتون) و الصغار كذلك.

توجهت للخارج حيث كان يقف (كريس) و وجهه الأحمر بسبب البرد مصوبا نحوها. فغرت فاهها و أسرعت نحوه، "تبا يا كريس، لو أخبرتني أنك تنتظرني لأسرعت في الخروج".
ضحك و أنفاسه تتلاشى في الهواء: أردتك أن تتفاجئ و تقولين في نفسك ، أوه حبيبي رجل شهم ينتظرني صباحا و مساءاً.
جعدت أنقها محاولة كتم ضحتها لذا ضربته في كتفه: تبا لمزاحك غير المضحك.
رفع حاجبه بخبث: غير مضحك هاه، ألست أنت من جاء بالأمس باكياً و...
قبل أن يكمل داهمته بأن قرصته في خده بقوة و انطلقت تجري و هو خلفها يهددها بأن ستندم
***
جلس (روبيرتو) على إحدى الطاولات في المكتبة الخاصة بالجامعة مسترجعا أحداث لقاءه بوالده بالأمس.

شاهده يترجل من سيارته و مساعده المريب (كيين) خلفه كالعادة.
نظر (روبيرتو) لوالده بغضب مسكنون بوضوع في عيونه المرهقة ، بينما إكتفى والده بأن وقف ليكون بينه و بين ولده عدة ياردات و فعل (كيين) المثل.
"لقد كبرت كثيرا يا بني"
"لست إبنك"
"شئت أم أبيت فدمي يجري في عروقك، إنظر إلى نفسك تبدو كحثالة و متشرد أتظن أنك هكذا تستطيع إيقاظ قوة أجدادك"

صك على اسنانه غضبا: لما أطلب رأيك فالتحشر أنفك في شيء آخر. ضحك (إيجور) و رفع سبابته بإستنقاص نحو (روبيرتو): بإمكانك صب غضبك على شيء يستحق، كزيادة قوتك مثلا فكما تعرف يا بني هذه مدينة لا يسكنها أناس عاديون لذا إذا أردت فعلا النجاح في ما تنويه فتعال إلي فكلانا يريد الشيء نفسه.

"روبيرتو ما بك؟!"

رفع نظره لصديقه (رافاييل) و رد بشيء من القلق: لا شيء على الاطلاق.

***

يتبع
+
توقعاتكم✨

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن