ج 34

761 47 8
                                    

سرى الرعب في جسده ، برودة غريبة تمشي في عروقه ليس خوفا مما سيحل به فهو إعتاد على التعذيب نوعا ما حين كان يقاوم الإنضمام لهم و لكنه خوف على صديقه الذي وقف مبهوتا يلقي ببصره تارة على (جايد) و تارة عليه. تقدم (جايد) ليمسح على على كتف (كريس) و كأنه ينفض الغبار عنه ، وقال: أعتقد أنك تجاوزت حدك بما فيه الكفاية يا لورديك. جز على أسنانه و رد بسرعه: دع بلاين يذهب ، ليس له علاقه بهذا فهو...

داهمته قبضه (جايد) الذي أمسكت بياقه قميصه ليرفعه و يرمي به خارج المصعد ليرتطم بمزهرية من الفخار الأبيض المزينة ببعض الزجاج الذي طعن ظهر (كريس) ليزمجر قلقا و ألما. علامات الصدمة كانت متربعة على وجه (بلاين) الذي لم يشعر بالدم الذي إنسل من شفته السفلى بسبب عضه عليها. " جايد ، أنا من أصررت على القدوم معه دعه أرجوك". نظر له بسخرية و قال: ياللروح الصداقة التي تمتلكانها ، هل يفترض بي الآن أن أقف متأثرا بتضحياتكما السخيفة ، و لكن لا تخف يا جاكسون سيأتي دورك و لكن في البداية. ثم التفت ينظر بسراشة لـ (كريس)  الذي قام بصعوبة لتوه ، ليسترسل كلامه و يقول: علي أن أعلم أحد أفرادنا القوانين مجددا فيبدو أن رأسه الغبي قد نسيها.

تقدم (جايد) من (كريس) بسرعة ليلكمه قاصدا صدره و لكن (كريس) قد تدارك ضربته و تلافاها. "لقد جئت لأجل فرد من جماعتي فلا يحق لك أن تأخذها حتى لو كانت أختك". قالها (بلاين) بصرامة و هو يتقدم من (جايد) الذي رد بإبتسامه ماكرة : ألا تعرف يا بلاين، العائلة تأتي أولا.
تحولت يد (بلاين) اليسرى لمخلب أسود ذي أطراف حادة و قال: أنتم تلعبون بالقوانين على هواكم. تحولت عينيه لذلك اللون الأسود الذي يحوي بؤبؤ قرمزي. قهقه (جايد) بسخرية بينما صرخ (كريس) في (بلاين) بأن يغادر المكان طالما يقدر، لكن و كما توقع من (بلاين) فقد تجاهله لينقض على (جايد) الذي لم يجد أي صعوبة في مجاراة ضربات (بلاين) له مما اضطر (كريس) في الانضمام لقتال أحد أفراد جماعته لأجل صديقه الذي بدى في تلقي ضربات عنيفة و كاسرة من أحد كبار أعضاء (الڤنكسل).

كان النزال لصالح (جايد) الذي أصاب (بلاين) بقوة في كتفه و جعل رأسه ينزف بسبب جرح سببه له في أعلى جبهته بينما كان نصيب الأسد من الصراع الدامي لـ(كريس) كونه كان قادرا على مجاراة (جايد) في سرعته و لكنه مع هذا خر على الأرض فاقدا لوعيه بعد أن تلقى ضربا مبرحا سبب له كدمات و جروحا في كل مكان. شاهد (جايد) و هو يحول يده إلى مخلب حاد و إقترب من (كريس) المرمي على الأرض ، وقال: سيتفهم كيجان أن شقيقه أستحق الموت إثر خيانته لنا. رفع مخلبه ليسمع صرخة (بلاين) طالبا منه أن يتوقف و لكنه تجاهله ليهوي بمخلبه على (كريس)و فجأة و قبل أن يخترق مخلب (جايد) جسد (كريس) انطلقت مزهرية حديدة نحو (جايد) ليتفاداها و ينظر بغضب نحو الشخص الذي فعل ذلك.

" أنت وغد يا جايد ، تبا لك". وقف (جايد) بلا أي ردة فعل على وجهه حين شاهد شقيقته تمر بجانبه بصعوبة و هي تدفعه ليبتعد عن (كريس). مسحت على وجه (كريس) الذي كان مغطى بالدم و العرق، ثم التفتت ل(بلاين) الذي لم يكن أقل صدمة من (جايد)، وقالت: هل تقدر على المشي يا بلاين؟. هز رأسه بدون وعي منه ثم قالت مجددا و هي تنظر بضيق نحو (كريس): فالتحمله معنا فهو لا يمكنه البقاء في هذا المنزل الدنس.

تقدم (جايد) منها: كايتلن لقد استفقت!. أراد أن يضمها و لكنها أبعدته و ردت و الشرر يتطاير من عينيها لتلكمه بضعف في خده و من الواضح أنها لم تؤلمه حتى إلا أن الأثر النفسي لها كان هو الذي جعلها مؤلمة. "لقد رأيتك يا جايد ، و لم تكن جايد الذي عرفته لذا فالتبتعد عني لو سمحت". خيبة الأمل كانت واضحة على وجه (جايد) الذي لم يقوى تحريك عضلة من جسده و هو ينظر لـ(بلاين) الذي يحمل (كريس) و بجانبه (كايتلن) و هي تضع يدها على رقبتها المصابة.
"جايد عزيزي ما الذي حدث هنا بالله عليك".

يتبع..

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن