ج 5

1.6K 84 6
                                    

عدلت (كوزيت) قميصها القرمزي و نظرت لأصدقائها بملامح جامدة.
(كوزيت): هل هي فقط أنا من تشعر أن هذه الفتاة هي التي قصدها السيد ڤين؟. إقترب (يلموك) منها بهدوئه المعتاد و مسح على شعرها الأصهب الطويل، وقال: لا لست الوحيدة يا كوزيت ، ربما تكون هي. قاطعهما (بلاين): مستحيل ، لا يمكن ضم تلك الفتاة معنا. نظرت (كوزيت) له بضيق، هي تعرف أنه ما يزال حزينا و غير متقبل لرحيل (كريس) و لكن عليه ذلك عاجلا أن آجلا.

"بلاين ، أرجوك توقف عن عنادك هذا ، ربما تكون كايتلنيل هي فعلا المقصودة و أجزم أنك كذلك شعرت بأنها هي فلا تنكر. زفر (بلاين) بسخرية: لم أشعر بشيء فلا تجزمي، ثم نظر إلى نيكول التي كانت تستخدم هاتفها و تتحدث لصديقها المقرب جيك.

لقد كانت (نيكول) قريبة (كريس) فهي إبنة خالته، لذا و بطريقة أو بأخرى النظر إليها يذكره به مع ذلك يحاول جاهدا إقناعها بأنه ليس معجبا بها فقد بات يضيق ذرعا بملاحقاتها له، و لكنه بالتأكيد لا يستطيع جرح مشاعرها خصوصا أنها قريبة (كريس).

"ما الأمر أيه الوسيم، هل أعجبتك قصة شعري الجديدة؟". كبر بؤبؤ عينيه و نظر لها مجددا: و هل هي جديدة ؟. زفرت (نيكول) بغضب: من كوكب الأرض لبلاين، بالطبع هي كذلك، لقد كان شعري لكتفاي و قمت بتغييره لتسريحه البيكسي ، فما رأيك؟.

سمعت تعقيب (كوزيت) و هي تقول: أنت جميلة بكل حالاتك يا نيكول. إبتسمت (نيكول) لها: شكرا يا كوزي ، و لكنني أريد سماع رأي بلاين. ثم أعادت بصرها له فوجدته ينظر للباب ، ثم قال بهدوء: علي الذهاب الآن. فنسل خارجاه بسرعة متجاهلا نداء (نيكول) له. كان عليه أن يذهب و يلتقي بتلك الفتاة ، هناك أمر عليه أن يتأكد بشأنه و يتمنى أن يخيب ما يتوقعه هذه المرة.

******

جلست تنظر نحو ملعب كرة القدم الفارغ و هي تتناول شطيرة اللبنة و الفلفل و بجانبها يقف كوب الشاي الساخن، المكان هنا هادئ ، فهذا الجزء من الحرم الجامعي يبدو خاليا بشكل مريب. " مرحباً". التفتت بسرعة لمصدر الصوت ، لقد كان شابا طويلا ذا شعر بني قاتم و بشرة شاحبة مع عظام خد بارزة. ردت بصوت مهزوز بسبب البرد: أهلاً !. تقدم و جلس في الكرسي الذي كان أمامها و هو ينظر له بنظرات عميقه : لم أتوقع أن أرى شخصا منكم يتجرأ و يجلس هنا بعد كل ما حدث. أرتشفت (كايتلن) من كوبها و قالت بهدوء: أهاا، و ما الذي حدث. إبتسام بسخرية و عينيه لا تفارقان وجهها الذي يبدو غير مبالي لوجوده: ألا تعرفين !، غريب لأنني أظن أن بلاين لن يكف عن تذكيركم بالأمر. أنهت شطيرتها ثم رفعت عينيها الرماديتان لوجهه بصرامه: توقف عن التحدث بالألغاز أنا بالكاد أعرف طريق العودة للمنزل. ضحك الشاب و إقترب منها : ما أسمك يا خفيفة الظل ، أنا كرستيان و أنت؟.

فجأة قاطع (كايتلن ) من الرد عليه صوت (بلاين) الغاضب: كريس!. قامت (كايتلن) من مكانها و هي تنظر لهما بضيق ، ثم قالت: س..سأذهب. لكن (كريس) قبض على رسغها:  أراك لاحقاً. تقدم (بلاين) بغضب و دفع (كريس) بعيدا عنها ، وقال بصوت مخيف مشتعل بالغضب: ظهورك هذا يدل أن توقعي صحيح. وقف (كريس) بإنتصاب و نظر ل(بلاين) بحدة: و ما هو توقعك يا ترى؟ ، أنا كنت فقط مستغربا من وجود شخص من الديوناترز يجلس في منطقتنا، فأنت تعرف أن هذا المكان بالضبط هو المكان الذي خسرت فيه أنت و أنتقلت أنا....

أوقف حديثه تاك اللكمة التي لكنه إياها (بلاين) بغضب و قال: إخرس، فالتخرس يا كريس. كان (بلاين ) يشعر بحرقة لا يمكن لأي قلب أن يتحملها بينما عيونه المعذبة تذرف  دموع الحزن على صديقه العزيز. رفع قبضته ليلكم (كريس) مجددا و الذي كان من الواضح أنه ليس مهتما بأن يعارك (بلاين). " توقفا الآن". لم يعرها (بلاين) الإهتمام و لكم (كريس) الذي بدأ يضحك دون أن يهتم لخيط الدماء الذي إنسان من أنفه. إندفعت (كايتلن) و حاولت إبعاد (بلاين) عن (كريس) الذي كان ينظر لها بغرابه، و لكنها لم تستطع فرفعت قبضتها عاليا ناوية أن تضرب (بلاين) في ظهره ليبتعد و لكنه أمسكها و عيناه المخيفتان تحدقان فيها بغضب و دهشة في نفس الوقت، بينما قبضتيه تمسكان يدها المرتجفة.

"ما الذي تفعلينه أيتها المختلة!". حدقت فيه بخوف محاولة إبعاد قبضتيه عنها، و قالت بخفوت: أت..ركني، كنت أحاول إيقاف شجاركما فقط. إبتسم(كريس) ،وقال: دعها و شأنها يا بلاين. رد عليه و هو ما يزال ينظر ل(كايتلن): لا تتدخل . ثم أكمل : هل تعرفين من هذا الذي منعتني من الإنهاء عليه. نفت برأسها بسرعه ،وقالت: إذ لم تترك يدي أيها الوقح فأقسم أنك.  ترك يدها بعد أن لاحظ اللمعة التي في عيونها الخائفة، لقد كادت أن تبكي.

أنسحبت لتأخذ أغراضها ، ثم قالت و من الظاهر أن عينيها كانتا توشكان إفساح المجال لدموع الخوف: أتعرف ماذا، فالتتشاجرا فأنا لا أهتم. ثم مشت مسرعة و مبتعدة عنها، التفت (بلاين) نحو المكان الذي كان يقف فيه (كريس ) و كان متوقعا أنه لن يجده ، و هذا ما حدث بالفعل، لقد إختفى.

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن