ج 2

3.3K 130 6
                                    

نزل بحذر من أعلى ذلك التل المرتفع و المكان الذي قتل فيه إحدى تلك الكائنات الي تشبه كل شيء مقرف في هذه الحياة. " لقد رميت بجثته داخل الغابة صح؟". التفت ( يلموك) نحو ( كوزيت) و ابتسم لها بهدوء، ثم قال: ذلك الشيء لا يستحق أن نطلق عليه الآن جثة بل كومة من القمامة. و قد كان ينظر للجرح الذي تسبب فيه ذلك المخلوق، و ما هي إلا بضع ثواني حتى سحبته نحوها و هي تتفقد جرحه بقلق بينما يرمقها هو بنظرات الخجل و الإعجاب.
" أحسنت يا يلموك ، فالنأمل أن تلتهمه الغربان أو أي كائن قمام آخر". أومأ (يلموك) برأسه ليردف (آيس) : كانت شجاعة منك أن تقاتله وحدك!. زفرت (كريستا): لما أنت مندهش يا آيس فهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أحدنا بقتل أحد تلك الكائنات وحده.
(آيس): المرة الأولى كانت من قبل كريس فكما تعرفين هو يمللك خت..
و لم يكمل (آيس) كلامه ليتم مقاطعته بغضب من (بلاين) و الذي كان غاضبا: كفى، كم مرة علي أن أخبرك أن تنسى أمر هذا الخائن يا آيس.
جز (آيس) على أسنانه بضيق: ننسى!، ياللهول يا بلاين ، كف عن هذا ليس الأمر و كأن كريس إختار هذه الأمر ، لقد كان مرغماً. تقدم الأخير ليمسك بياقة قميص (آيس) الصفراء ليقوم الآخر بفعل الأمر ذاته . هنا إنفجرت (كوزيت) غضبا فيهما: أطفال.. نعم أنتما مجرد طفلين سخيفين، تتشاجران في كل مرة في الأمر ذاته ، أقسم أنني لن أضطر لأوقف شجاركما المرة القادمة بل سأتعامل معكما بطريقة لن تعجبكما . توقفت قليلا و هي تنظر لوجه (يلموك) المتألم، و أردفت: لو أن أمر الصداقة يشكل كل هذا الخطب لكما للاحظتما جرح يلموك العميق، على كل حال كريستا أهتمي بهما أن سأرافق يلموك للمستشفى. سحبت يلموك معها دون أن تكترث للهدوء الذي عم المكان. هي تعلم ألم (بلاين) على رحيل صديق المقرب و لكنها ليست مستعدة لترى الشخص الذي يتحكم بزمام الأمور في جماعتهم ، ينهار شيئا فشيئاً.

*********

كانت الساعة الثامنة مساءاً، إنتهت كايتلن و أمها من ترتيب أثاث المنزل بمساعدة من أوليفر بينما أنهت مولي إعداد عشاء بسيط لهم. (مارلين) : حسنا ، ستكون هذه أول وجبة عشاء نتناولها معا تحت سقف هذا المنزل الجميل. أردفت (كايتلن) بسخرية: واو ، ياللروعة. لتنتبه نحو نظرات الاستياء القادمة من مولي و الغضب من قبل أمها.
(مارلين) : كوني شكورة للوضع الذي نحن فيه يا آنسة.
(كايتلن): أنا شكورة يا أمي صدقيني،  إلا أن الوضع غريب علي و سأحتاج لأن أظهر لك كم أنا شكورة.
حدقت أمها نحوها بغرابة : هل أنت جادة فعلا!؟، لم أظن أنك قد تتقبلين الأمر. إبتسمت بضيق: أمم، من الأرض إلى أمي، مرحبا هذا الوضع أفضل من مقابلة وجه جدتي التي تنفث النيران من فمها. ضحكت أمها و (مولي) برضى لتضيف الأخيرة: لا تنسى تجهيز أغراضك للجامعة يا عزيزتي. رفعت (كايتلن) إبهامها : لا تقلقي ، فكيف لي أن أنسى.
(مارلين): كوني قوية كأمك .
حدقت للفراغ و هي تتأمل كلمات أمها ، كوني قوية ، أنت لست مخيرة في هذا الأمر يا (كايتلن) ، عليك أن تكوني قوية.

يتبع...

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن