ج 69

385 31 29
                                    

كان منتصف الليل قد هبط على المدينة، بإمكانك سماع مواء بعض القطط عن مكب النفايات الذي يبعد عن مركز الشرطة بخمس كيلومترات، الأمرالذي يجعل المكان أحيانا لا يطاق و ذلك في بعض المواسم حين تقرر الأسر الثرية إقامة حفلاتها الباذخة و التي تترك خلفها الكثير من النفايات التيينتهي بها الأمر في المكب. و قد شاع أن تلك الحفلات ما هي سوى طقوس لا يتحملها العقل البشري، مناظر مدمية و جثث و صرخات تستنجد و في قرارتها تعلم أنه لا فائدة من الصراخ و الاستنجاد، فلا أحد سيقاطع هذه الطقوس. هكذا تصور الكاتب برام فاولر ما يحدث في قصور العائلات الثرية فيهذه المدينة، ولكن يبقى الأمر غير أكيد فلا أحد يعرف بالضبط ما خلف تلك الجدران العالية التي تحيط بقصور أثرياء هذه المدينة. ألقى برام نظرةً أخيرةً على منزل عائلة شتيجن المهيب ، و قال في نفسه، " لكان رائعا لو أنني كنت أحمل نوعا من القوى الخفية حتى اتسلل لأرى مابداخل هذاالمكان."

و في الجهة الاخرى كان بلاين و آيس قد نجحا في التسلل لمركز الشرطة و تحديدا مكتب والد آيس. تلفت آيس بقلق، وقال: ما زلت أشعر أن لا يجب علينا فعل ذلك أعني أتعرف كم هي عقوبة التسلل لمركز الشرطة. لم يعره بلاين أي إهتمام لأن عقله كان مشغولا بالعثور على معلومات بخصوص القاتل اللذي يستهدف الفتيات.

" هل يمكنك التوقف عن هذا الهراء و مساعدتي قليلا". أمسك حزمة من الملفات و جلس في الكرسي الخاص بالمحقق آدلت ثم أخرج ملفات أخرى ناولها آيس و أشار له بالبدأ في البحث فيها فليس لديهم سوى ساعتين بالكثير قبل أن يأتي الشرطي الذي ينوب في المركز ليلا.

***

الساعة السادسة صباحا،غدا هو يوم مائدة الدماء ، لقد عرفت من السيدة ستوم الكفيل بأن يجعلها قلقة حيال الغد ، علمت أن الأسر الثرية و من ضمنها عائلتها التي ستأتي بأكملها غدا من ميونيخ لأصطياد خمس ضحايا من مستشعري الآختم و يجب أن يكون بينهم ثلاث فتيات و إثنين من الفتية، وبعد أصطيادهم سيتم إقتيادهم نحو مكان معروف في الغابة يدعى المنحى، هناك ستربط الفتيات في أمكنة محدده  لتشكيل مثلثٍ متساوي الأضلاع بينما يقوم الفتية بذبحهن و بعدها يقوم أحد المختارين من العائلات الخمس بذبح الفتية و وضع أجسادهم في وسط المثلث الذي تم تعبئته بالدم.

يقال أنهم بهذه الطريقة يغذون سيد الختم الذي سيقوم بإطلاق خمس زعقات معلنا أن تلك الدماء تحمل قوى الآن لتتقدم العائلات الخمس و تمسح وجهها و يديها بالدماء ثم يأتي دور العامة لإستخدام ما تبقى منه، بينما يكتفي سيد الختم بأخذ الأرواح الخمس للمستشعرين. فكرت كايتلن ، هل ستكون هي واحدة من الضحايا ، فهي مستهدفة الآن خصوصا أن الأسر الخمس تعرف أنها مستشعرة ختم ، السؤال الأهم ، هل سينقلب أصدقائها عليها في الغد ، حتى لو كان الأمر رغما عنها. الأمر الآكيد أنها في هذا الأمر بمفردها الآن و عليها ضمان سلامتها هي و أنتونو الأطفال بالإضافة لسيدة ستوم.

نظرت لشاشة هاتفها التي اضائت مشيرة أن رسالة قد وصلتها ، فتحتها و قد كانت من بلاين تخبرها أن عليها المجيء حالا لمنزل فين فقد عرفوا من هو الشخص الذي يقوم بقتل الفتيات.

***

"كما توقعت لقد كان روبيرتو إذا" ، قال يلموك. أومأ بلاين برأسه : لقد وجدنا هذا الكتاب في مسرح الجريمة لآخر ضحية  قتلت وقد كانت طالبة كلية مثل ما هو متوقع ، تدعى هيلينا مونرو و إذا ما ركزنا في الكتاب فإنه لا يحمل شيئا يثير الاهتمام و لكن شكرا للفيلسوف آيس الذي أكتشف أنه الرمز الذي كان في الصفحة الأولى للكتاب هي علامة هوك القديمة وقد إستخدمتها جماعة قديمة نشأت في إيطاليا و تدعى جماعة المايڤا ، وهي تستخدمها لإخضاع الاخرين و جعلهم يقومون بأمور خارج إرادتهم.

كريستا: أتعني أن روبيرتو أخضع أحدهم؟
آيس: لا و لكن العكس ، شخص ما أستخدم هذه العلامة عليه.
كريستا: حقا لان هذا يبدو منطقيا نوعا ما
كوزيت : ما الذي تعنينه يا كريستا؟
كريستا: لأصدقكم القول لقد إلتقيت به بالامس و لا يبدو أنه بذلك السوء

رفع بلاين حاجبه من دهشة من كلامها، وقال: أنت تمزحين؟. نفت برأسها و أردفت : تعرضت بالأمس لهجوم من أحد الكلثرايز ، كاد أن يهشم رقبتي و لكن روبيرتو تدخل و ساعدني. ضيقت كوزيت عينيها: ماذا لو فعل ذلك لكسب ثقتك؟. لم ترد كريستا بكلمة فقد كانت تعلم أن كلام كوزيت سديد ، ماذا لو؟ كلمة واحده كفيلة بجعلك تشعر بالشك في من حولك و مقصدهم، الأمر الذي يجعل الجميع كمصابين بإضطراب الشخصية الزوراني.

كريس: لا أريد مقاطعتكم و لكن فالنركز على الحدث الابرز و الاخطر في هذه الاونه و هي مائدة الدماء.
كايتلن: معه حق ، أخبرني يا يلموك ماذا عن والدتك و أختك ألن يكونا في خطر؟

إبتسم مقدرا إهتمامها بهما وقال: ليست المرة الأولى التي تواجه فيها أمي مائدة الدماء ، لديها مكانها و خطتها الخاصة لذلك.

أومأت له برأسها تعبيرا عن تفهمها للامر، "حسنا حان الوقت لوضع الحراس و هذه المره هو دوري و دور كريستا  و كوزيت"، قال آيس، فردت كوزيت: أعطنا المواقع التي يجب أن نضع الحراس فيها.
تقدم من معها ليناولها هي و كريستا المواقع الذي يجب أن يضعوا فيها الحراس.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن