ج53

505 40 14
                                    

أرخى كتفيه و هو يستمع لـ( آيس) يتحدث مفسرا بنبرة حازمة وفي نفس المستوى، " حسنا بدأ كل شيء في روما عاصمة إيطاليا حيث تقطن عائلة السيباتيلا و مع جدهم الأكبر بالتحديد ألونزو و زوجته فريدا و اللذان كان لديهما قاعدة غريبة و سخيفة في الزواج و لربما وراءها سبب ما وهي أن على الابناء الثلاثة إيجور ، ليناردو و دافينا أن يتزوجوا من أصحاب الشعر الاشقر فقط ، فلك أن تتخيل كيف كانوا يبدون جميعا إلا الإبن الأكبر إيجور الذي وقع في حب فتاة ليست شقراء و أدى ذلك لنبذه بين العائلة و لكن أتعلمان ما هو المخيف أكثر؟".

تبادل (كريس) و ( بلاين) نظرات التساؤل بينهما لينفيا برأسهما، فرد ( آيس): التوأم دافينا و ليوناردو ، لقد كانا معا دائما منذ الصغر و لكن وفي يوم كانت العائلة تقضي نزهة في مزرعة العائلة سمعوا صراخ دافينا و حين ذهبوا ليتفقدوها فوجدوا ليوناردو قد أنتهى من عض شقيقته في رقبتها و حين أغمي عليها قام بدحرجتها ليقوم بإغراقها بوجه خال من أي تردد.

لاحظ علامات التقزز و الصدمة تعلو صديقيه ، فزفر و هو يمسد رأسه و يقول: بعد أن تزوج إيجور ببيل أنجبا فتى يدعى روبيرتو حينها تم طرد الثلاثة من منزل العائلة و بعد أن بلغ روبيرتو السنتين رحل إيجور تاركا بيل تربي طفلها بمفردها في إيطاليا و في نفس الوقت كانت تدير الشابة محل قهوة تركية..

قاطعه (كريس) بأن قال: ربما رحل لأن عقلية عائلته الخرقاء قد تلبسته مجدداً. كتف ( آيس) ذراعيه في وضعيه بدى أن يراجع الأمر كله، " هذا أمر محتمل أنه عاد لمنزل والديه و لكنه شبه مستحيل فقد غضب والديه غضبا شنيعا إثر مخالفته أمرهما و الارتباط ببيل.

" و مالذي حدث بعد ذلك ، أعني لبيل و روبيرتو؟"، سأل ( بلاين). ليجيبه (آيس) لقد ماتت بيل مصدومة بسيارة و هي تمشي في طريقها لمنزلها و كان حينها روبيرتو يبلغ سبع سنوات فقط و لكن لكما أن تتخيلا من أخذه بعد ذلك .... لقد أخذته خالته سييرا و التي تقيم هنا في شارع لونغ فورست حتى بعد أن طالب إيجور بإبنه إلا أن روبيرتو كان مصدوما لموت والدته الذي يبدو أنها مقربة منه.

فغر (بلاين) فاهه: إسمها سييرا و تعيش في شارع لونغ فورست ، هل تقصد الآنسة سييرا بانغتوم؟ التي تعمل في عيادة والدتك يا كريس!. حك ( كريس) جبهته و مضيقا حاجبيه ليقول و عيونه مركزة على (بلاين): أنا لست متأكدا من إسمها الاخير و مكان سكنها و لكن هناك ممرضة بهذا الاسم تعمل في عيادة أمي.

"إذا عليك أن تتأكد"
"هل تظنان أنه يرتاد جامعتنا ؟"

قال (كريس): ربما و لكنني لم يسبق لي أن سمعت أو صادفت شخصا يدعى روبيرتو سيباتيلا. تنهد (بلاين) و هو يرمق (كريس) بنفاد صبر: ما الذي تعرفه في حياتك يا لورديك. قام (آيس) بصعوبة : حسنا إذا فالتتأكد إن كانت تلك الممرضة هي المقصودة يا كريس ، أنا سأذهب.

" قف عندك سأوصلك فأنت بالكاد تمشي و هيا يا كريس سأرميك لمنزلك في طريقنا"

" ترميني!!! يالك من وغد"

*****

وقف في بهو القصر و هو يشاهد جدته تنزل بخطى رشيقة من الدرج ، فقدت إعتادت أن تهتم بنفسها لدرجة أن الرجال تهافتوا عليها حين توفى زوجها إلياس قبل سبع سنوات. إبتسمت له و تقدمت لتحتضنه و هي تقول: تشاد حفيدي الأكبر و فخري و فخر العائلة بأكملها. تحمل (تشاد) نفاقها و كلامها المعسول لأجل خطته أخذ نفسا عميقا و قال: كيف حالك جدتي أرى أنك ما زلت تحتفظين برونقك الجذاب و طلتك الآسره. ضحكت لتضربه على صدره ممازحه: أوه أيه الشقي فالتأخذ مكانك لنحتسي الشاي.

قدمت الخادمة له كوبا من الشاي ليتناوله و عيونه تتفحص المنزل متجاهلا جدته التي تجلس أمامه بفستانها البنفسجي المفتوح من الجنب و الذي يكشف عن ساقين نحيفين بيضاوين و في النهاية ذلك الكعب الأصفر بدرجة صارخه. إنتبه (تشاد) على وشم عائلته و التي تضعه جدته على كاحلها و هو نفس الوشم الذي يضعه والده على رقبته بينما وضعه هو و (جايد) في أسفل رقبتيهما.
"لم يأتي جايد"
"لديه مهام مع أبي"
" كيف حال والدك و بيكا"
"ضحيته تقصدين"
"معشوقته في الوقت الحالي يا عزيزي"
"أظن أنها على ما يرام"
"تظن"
"هل أبدو لك إجتماعيا مع أمثالها؟".

أطلقت ضحكة و هي تضع يدها على صدرها ضاحكة ولكنها سمعته يقول: أتثقين بي؟. ضيقت عينيها الرماديتين : ما مناسبة هذا السؤال يا ترى؟.

بوجة البوكر و جسم ثابت رد: هذا سؤال لا يحتاج مناسبة يا جدتي ، لأنك إذ لم تكوني تثق...

قاطعته بسرعه: أثق بك ، حتى لو قتلتني سأثق بأنك تفعل هذا الأمر لأجل مجد عائلتنا و لحماية آلتوريس. إبتسم و هو يقرب كوب الشاي من فمه: حسنا تفعلين يا جدتي. قامت من مكانها و هي تنادي الخادمة إلى أن جاءت الأخيرة مسرعة و هي تكبت لهاثها. " فالتخبري الطباخ أن تشاد سيقضي الليلة هنا لذا أن أتوقع وليمة تليق بحفيدي العزيز.

ثم التفت نحوه و قالت بإبتسامة خبيثه: قل لي يا تشاد هل كايتلن و أمك بخير؟.

*****

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن