ج 65

381 36 17
                                    

⚬ǁقبـل مائدة الدماء بيومينǁ⚬
أنهت (كايتلن) إحتساء كوب الشاي خاصتها ، يبدو أن أمها بطريقة ما تمتلك جزء من الأجزاء المكونة للختم لذلك عليها أن تسألها و تحديدا عن الحُلي التي كانت ترتديها ذلك اليوم في المستشفى، فكما قالت (رينيه) فإن لدى أمها هالة غريبة و قد تكون بسبب اعتمارها لشيء من أجزاء الختم.
صعدت للأعلى حيث توجهت مباشرة بخطوات مسرعة نحو غرفة والدتها فقد كانت تعلم أن أمها متوجهة لرؤية (تشاد) و السيد (فلاديمير أرنوڤيسكي) و هو الرجل الذي يشتري معظم لوحات والدتها.
"تفضل"
دخلت و أغلقت الباب و عيونها موجهة لصندوق مجوهرات أمها الأحمر، وقد كان هذا الصندوق هدية من والدها في رحلته الأخيرة لصين. صندوق بنقش ذهبي يحوي نموراً تحمل في ظهرها عربة تجلس عليها سيدة صينية ترتدي الزي الصيني التقليدي كما تغطي أغلبه طبقة من قماش المخمل الصيني الأحمر.
"كل هذا لرؤيته فلاديمير!"
رمقتها أمها باستغراب ثم أطلقت ضحكة متوترة : لا أيتها الحمقاء أنا ما أزال زوجة جيمس بايتنيتو و لكننا كما تعرفين سنتطلق.
"و هل أبي موافق على الطلاق؟"
"و هل يجب أن يكون بعد ما فعله؟ ثم تجهزي هذا ليس لفلاديمير كما تزعمين و لكنني سعيدة لاستيقاض شقيقك ، سأغادر أنا و جايد الآن لرؤيته ، ستأتين؟"
شعرت بقلبها ينبض سعادة لهذا الخبر و لكنها استوعبت لما هي في غرفة أمها و قالت: أمي ، ماذا كنت ترتدين من الحُلي في اليوم الذي خضع فيه تشاد للعملية ؟
عقدت (مارلين) حاجبيها دهشةً ، لم تسألها يوم (كايتلن) عن حُليها و لم تكن بذلك الاهتمام و لكنها اليوم تبدو مهتمة و بقوة. توجهت نحو صندوق الحُلي و أخرجت ساعة ذهبية و خاتما يحوي حجر زمرد صغير الحجم. "هذا فقط ، أووه نعم و هذا العقد لقد أهداني إياه فلاديمير و طلب مني عدم خلعه. نظرت (كايتلن) ليد أمها و هي ترفع عقدا فخم الصنع كانت أمها قد أخفته تحت قميصها الصوفي البني ذو الرقبة ، دققت أكثر فيه ، فقد حوى العقد  في اوسطه على حجر تركوازي اللون منقوش عليه بكتابات غريبة . غريب لما تشعر بأنها رأت هذه النقوش في مكان ما.

"هل أستطيع حمله يبدو غريبا فعلاً"
"بالطبع و لكن فلاد قال أنه من الخطر أن أخرج دون وضعه لدرجة أنني بدأت أشعر أنه يمزح من شدة إلحاحه لذا ألقي نظرة عليه الآن".

بمجرد أن خلعت (مارلين) العقد إنتاب (كايتلن) ألم في رأسها و هي تنظر لأمها بعيون متوجعه ، جثت على الأرض و هي تإن كما كانت هناك  أصوات غريبة تهمس في رأسها تحثها على قتل أمها ألا يفترض بها تدمير أجزاء الختم ، ما هذه الاصوات المجنونة. وضعت (مارلين) العقد جانبا و إنحنت قرب إبنتها إلا أن (كايتلن) ما لبثت أن قفزت مبتعدة و هي تصرخ وجعاً و هي تقول : تبا إرتدي العقد ، إرتديه.

إرتجفت (مارلين) و هرعت ناحية العقد لترتديه بسرعه و هي تنظر نحو (كايتلن) التي كانت على الأرض تتنفس بصعوبة. إقتربت ناحيتها بحذر لتقول: كايتلن، عزيزتي ما الأمر؟ هل أنت بخير؟.

رفعت جسدها بصعوبة لتطوقها أمها و هي تمسح على شعرها. "أريد عنوان فلاد".
جفلت (مارلين) و نظرت متفحصة وجه إبنتها لتتبين جديتها و قد بدت في قمة الجد ، "و لما؟!"
"أريد التأكد من شيء ما"
"فالتأتي معي إذا الآن"
نفت برأسها : أعطني عنوانه فحسب يا أمي.

***
وضعت (رينيه) كتابا قديما كانت قد أخذته من عرافة تعيش في ضواحي المدينة ، كان بختصار يحكي تاريخ المخلوق الذي استوطن المدينة منذ قرون كما يتضمن  أنواع الصفقات التي عقدها مع  أبناء المدينة.
لقد أدركت لتو شيئا جعل أوصالها تشعر تتجمد برداً مع جهاز التدفئة في غرفة الجلوس يعمل و بكفاءة ، فقد تصفحت في الكتاب ما جعلها تعيد حسب حسابتها من جديد كيف لا و هي قد أدركت لتو أن أجزاء الختم ليست بالضرورة أشياءًا فيمكن أن تكون في حالات نادرة أشخاصا كذلك. "ما تزالين منهمكة في الكتاب!"

رفعت عينيها الخضراوين ناحية والدها الذي دلف لداخل لتو. جلس مقابلا لها و هو يدلك رأسه الذي ما زال يحمل بضع شعيرات صهباء مع أخرى بيضاء اللون.
"كيف كان يومك؟"
"عدت للبيت بعد أن أفاق مريضي ، تشاد بايتنيتو ..إنه شاب مكافح"
وقفت بسرعة و هي تراجع تعابير وجهه مجددا لتتيقن صدقه : أفاق!
أومأ برأسه إيجابا و ما هي لحظات حتى شاهدها تمسك معطفها و قبعتها الشتوية و تنسل خارجة بسرعة.
"أبي! أخيرا عدت ظننتك ستقضي يومك في المستشفى ، على أيه حال أتود إحتساء بعض القهوة؟"
"و كيف لي أن أرفض قهوة من يد كوزيت"
ضحكت بصوت عالي و هي تتجه للمطبخ لتستوعب خلو المكان من (رينيه).
أخرجت رأسها من المطبخ بطريقة مضحكة كطفل يحاول الاختباء من أحد، "أين رين يا أبي؟"
وجه بصره نحوها بعد أن كان يتصفح هاتفه و قال معيدا عينيه لشاشه الهاتف، "لقد غادرت لتوها بعد أن علمت أن تشاد بايتنيتو قد إستيقظ".

***
يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن