ج 26

840 50 5
                                    

وضعت أغراضها و هي تنظر لطلاب و هم يدخلون إلى قاعة محاضرة الخيمياء القديمة بينما الكسل يغزو وجوههم الناعسة. عينيها تتأمل فتحة الباب و عقلها يفكر فيما حدث بالأمس بقلق ، هل كان (تشاد) جادا فيما قاله. و ما الذي يعنيه بما قاله؟.

********

⚬⚬نظرةً للماضي⚬⚬

"كايتلن". حدقت بفزع للذي يقف في وسط غرفتها و وجهه المخفي يرتدي بزة سوداء تغطيه من رأسه لأخمص قدميه بالإضافة إلى أنه كان يرتدي أحد تلك الأقنعة التي ترمز للعفاريت في الميثيولوجيا اليابانية. تراجعت للوراء و قالت بخوف: ت..تشاد؟!. تقدم منها و أزال القناع الذي كان يرتديه ليختفي زيه الأسود مع القناع في لمحة عين. رمشت بدهشة و ذهول مما جعل (تشاد) يبتسم لردة فعلها الطفولية. تقدم منها و ناولها تلك الصورة التي كانت تضعها على منضدتها بجانب السرير و التي تحوي صورةً لها و لشقيقيها التوأم. تناولت الصورة من يديه و هي تنظر لها بعمق بينما عقلها يعرض لها ذكرى هذه الصورة و كيف أن والدهم إلتقطها عندما فاز (تشاد) على إبن عمهم (آنسل) في مزرعة الخيول التي يملكها عمهم (ألفريد).

"ماتزال هذه الصورة الغبية معك ". قالها و هو يجلس على حافة سريرها وهي تنظر له بتعجب. "غبية ؟". التقت عينه بوجهها و رد بهدوئه المعتاد: تعلمين أن عمي كان يخاف من أبي لذا جعل إبنه يخسر ضدي".

جلست بجانبه و قالت: ما الذي يجعلك تقول هذا؟.
كان (تشاد) ينظر للفراغ فيما يقول: كنا دائما نتعادل في سباق الأحصنة ، الوحيد الذي كان يغلب آنسل هو جايد. إبتسمت و هي تنظر للأمام كذلك: أعلم أنك تفضل ركوب الدراجات على الفروسية ، و لكن لما قد يخاف عمي ألفريد من أبي.

تأمل (تشاد) وجهها الذي يحدق فيه بعيون تحوي العديد من الأسئلة، و وضع يده على شعرها الأسود ، ما تزال شقيقته جاهلة بالكثير من الأمور ، و ربما من الأفضل أن يطلعها على الأمر رغما عن أنف شقيقه و والديه اللذان يبدو أنهما لم يطلعاها على ما تخبئه هذه المدينة من أسرار و عن عائلتهم كذلك.

"السبب هو نفسه الذي جعل أمي تتزوج من أبي يا حبة البندق". عضت على شفتها و ضيقت حاجبيها: أخبرتك ألا تناديني بهذا اللقب و توقف عن التحدث بالألغاز أنا لا أفهم.

(تشاد): و لكنني أظن أن أصدقائك قد أخبروك.
(كايتلن): هل تعني تلك التراهات التي تنص بإنتماء أهل المدينة لثلاث فئات، نعم لقد أخبروني.
(تشاد) : ألم يخبروك بشيء آخر!.
(كايتلن): أنك من الفنكسل و أنكم أشرار، و هذا يبدو منطقياً.

نظر لها بنظرة جعلتها تندم لما قالته له عينيه أصبحتا سواداوين و وجهه و نبرة صوته أصبحوا مخيفين ، قبض على يدها و قال: هل أبدو لك شريرا الآن؟. تجرعت ريقها و أبعدت وجهها للوراء: ما بك ؟!. زاد من ضغطه على يدها و قال: فالتجيبي. قرب وجهه المخيف منها و القلق يغزو وجهها الخائف أكثر و أكثر إلى أن قالت بخوف و هي تغمض عينيها بقوة: أنا لا أعرفك فالتدعني و شأني. أفلت يدها لتسمعه يضحك و كأنه ألقى نكتة لتو. فتحت لتلقي ببصرها على وجهه الذي يجعلك تجهل فيما يفكر. "كنت أمزح معك يا صغيرتي".

"تمزح!، هكذا!". قام و ذهب متوجها لشرفتها ، و قبل أن يغادر رد بهدوء: نعم، و يا كايتلن، تلك ليست تراهات ، صدقيني. و أختفى بعدها كأنه كومة رماد في مهب الريح

*******

" كايتلن، أين سرحتي". انتفضت بفزع لترى (كوزيت) تنظر لها و تبتسم إبتسامه مصطنعة و كأنها تخفي شيئا بينما يقف (بلاين) بنظراته المعتادة بجانبها. قامت من مكانها بتوتر لتسمع ( بلاين) يقول: ما بك ؟، فالتجلسي. رمت بجسدها على الكرسي، و هي تحاول تدارك أفكارها و نفسها. و قالت بعد أن لاحظت عدم تواجد (يلموك). "كوزيت ، كيف حال والدة يلموك؟". نظرت (كوزيت) ل(بلاين) بنظرة حزينه بينما هو يتأمل وجه (كايتلن) القلق.

*******

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن