ج 31

884 46 7
                                    

" تماسك أيه الأحمق ، هذا ليس الوقت المناسب لتنهار هكذا ". إبتسم. (بلاين) بسخرية ، وقال: تبا لي، لقد فشلت في كوني قائد مرتين، يبدو أن الزمن يعيد نفسه. ضيق (كريس) حاجبيه و أمسك بكتفي (بلاين) و بغضب ممزوج بالقلق قال: فالتخرس ،كايتلن بخير هل تفهم ذلك، لذا. قام و هو ينظر للأمام بينما تلك النفحات الباردة تلعب بشعره البني ، و إسترسل دون أن ينظر لمحدثه: سأبحث عنها في منزل والدها. رفع (بلاين) رأسه إليه بسرعه و رد دون أن يفكر حتى: سآتي معك. قام وقد بدى مصرا بيد أن (كريس) رد ببرود: لا ، لن تفعل. كان يعرف أنه لو رفض مثل هذا الطلب و في مثل هذا الوقت لـ (بلاين) فإنه سيصب جام غضبه عليه ، و لكنه لا يهتم فهذا لأجل سلامة صديقه المتهور.

"و من قال أنني استأذنك الآن ، سآتي شئت أم أبيت". هذه المرة ظهرت علامات الغضب على (كريس) مما جعله يدفع (بلاين) بقوة و قال بحنق: أيه الغبي، أنت لست غبيا حتى أنت حثالة يا جاكسون ، مجيئك لذلك المنزل خطر أتفهم ؟، لو لحظك أحد هناك فإنها نهايتك لذا لا لن تأتي. وقف (بلاين) بثبات فهو يعرف أن ( كريس) على حق و لكن لا يمكنه تخيل أن لا يفعل شيئا إزاء هذا الأمر. " أقدر قلقك ، و لكن علي المجيئ يا كريس هذا ما على القائد فعله". زفر بنفاد صبر فيبدو أن هذا الشاب الذي يقف أمامه عازم على أن يأتي حتى لو كلفه هذا حياته. "و لكن عليك أن تعدني أن تبقى قريبا مني هل تفهم؟". اومأ (بلاين) برأسه ليخرج (كريس) طبشور أسود اللون من جيبة و بدأ برسم علامة غريبة على الأرض و كتب جنب تلك العلامات رقم ستة لتنفتح بوابة في الهواء ثم قال (كريس): بسرعة لدينا 6 ثواني للإنتقال. قفز (بلاين) بسرعة ليلحقه (كريس).

********
تأملت وجه (آيس) النائم و الذي بدى مجهدا و مرهقا بمعنى الكلمة. "سيكون بخير لا تقلقي". التفتت نحو (ڤين) الذي كان يعقم الأدوات التي إستخدمها لتضميد جروح (آيس). "هل زارتك ڤايولا قريبا؟". زمت (كريستا) شفتيها بحزن و ردت بصوت يكاد يكون كالهمس: لا فأبي ما يزالا غاضبا مني لأنني رفضت العيش معه. تذكرت (كريستا) تلك الذكريات التي كانت تجعل قلبها ينبض حزنا و اشتياقًا لوالدتها التي رحلت تاركة خلفها ابنتين في حالة من التوهان.

*********

ومضة من الماضي،

في عام 1996 و بالتحديد في الأول من حزيران تزوجت (شانتيل كاربنتر) من زميلها في المرحلة الجامعية و فارس أحلامها كذلك ، (آدم بودلر). كان حفل زفاف متواضع و و مرت الأيام المرة و الحلوة بين الزوجين و قد أنجبت (شانتيل) ابنتها البكر (كريستابيلا) و قد كانت نسخة من أمها و بعدها بخمس سنوات أنجبت (شانتيل) مجددا طفلتها الثانية (ڤايولا).

الوضع كان مستتبا إلى أن جاء اليوم الذي أكتشفت (شانتيل) رسائلا غرامية لزوجها مع زميلته في العمل ليجعلها تثور غضبا عليه و تطالبه أن يبتعد عن هذه المرأة. اعتذر (آدم) و أخبرها أنه سيتوقف عن ذلك و أنه كان غبيا و غير مسؤول لما فعله. و قد كانت (كريستا) في العاشره من عمرها بينما كانت (ڤايولا) تبلغ خمس سنوات فقط. إلا أن (آدم) لم يصمد ليبدأ بقصة أخرى من الخيانة مع نفس المرأة و التي بالمصادفة تكون صديقة والدة (كوزيت). و كالعادة ، مصير الحقيقة أن تبان و قد كانت صعبة جدا على (شانتيل) لأنها أحبت زوجها حبا جما ، و من المؤلم أن يتبين لها أنه رجل يلهث أمام أي امرأة ذات جسم ممشوق و شعر حريري غزير و صوت ذا نبرة تفوح بالأنثوية ، أما (شانتيل) المسكينة فلم تكن تقل جمالا عن تلك المرأة إلا أن الولادة و الإعتناء ببناتها و الجري وراء عملها كسمسارة جعلها تجهد نفسها و جسدها و (آدم) لم يكن ذاك الرجل الذي قد يقدرها لهذه التضحية ، لذا طلبت الطلاق منه ، رغم أن أخبرها أن تتريث و تمنحه فرصة أخرى إلا أنها أبت.

حدث الطلاق بعد أسبوع من الاجراءات المعتادة و المشاعر المحطمة التي مرت بها (شانتيل) إلا أنها كانت تظهر أنها لم تعد تحمل أي ذرة مشاعر لزوجها ، بينما ظلت ابنتيهما بملامح وجه حزينة و مكسورة خصوصا (كريستا) التي لم تتحمل فكرة أن يفترق والديها.

يتبع.

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن