ج 21

834 52 5
                                    

وقفت أمام باب منزل (يلموك) و هي تحدق في جرس الباب بضيق ، لما يبدو المكان هنا هادئا أكثر من اللزوم ، و في الحقيقة الأمر ليس في الهدوء بل في شعور غريب يراودها ، بدأ الأمر منذ وطأت هذا الحي. ضغطت على الحرس و هي تتلفت و كأنها تحاول سرقة شيء. ضغطت على زر الجرس مجددا و لكن ما من مجيب. أيعقل أنه نسي أمر التقرير و لم يعد لمنزله إلى الآن؟. تجرعت ريقها و ضغطت على الجرس مجددا لينفتح الباب وحده بقوة و كأن الرياح العاتية فعلت ذلك.

وضعت كفها على قلبها الذي كان ينبض بسرعة مفاجئا من هذا الإندفاع الغريب. " يلموك؟، هذه أنا كايتلن لقد جئت لننهي التقرير". مجددا لا يوجد رد ، دخلت و التوتر يعتليها لتغلق الباب خلفها ، قررت أن تجلس منتظرة أياه في غرفة الجلوس فهو يعلم أن ستأتي اليوم. المنزل كان يسكنه الهدوء و الغرابة ، ذلك الشعور الغريب يزداد هنا ، ثم أين عائلته أيقطن بمفرده؟.

قامت تتأمل الجدار الذي علقت عليه صورة تبدو و كأنها صورة لعائلة (يلموك). سيدة جميلة ذات شعر بني طويل تحتضن طفلا في العاشرة و بجانبها يقف رجل ذا شعر أشقر يصل لكتفيه و يحمل رضيعة ملفوفة بغطاء وردي.

يبدو أنها عائلته فهذا الطفل يبدو كـ(يلموك) بالضبط. "يلموك؟. التفتت بسرعة لمصدر الصوت يبدو أنها ليست بمفردها كما تظن. صعدت ببطئ درجات السلم و اتجهت للغرفة التي يأتي منها الصوت ، أخذت نفسا عميقا و دقت الباب. " عذرا أنا زميلة يلموك ، و أتفقنا أن ننهي التقرير في منزله و لكنه ليس هنا". لم يأتها رد فقررت فتح الباب هذه المرة.

وقفت متسمرة إثر المنظر الذي عكستها له عينيها ، تلك المرأة التي كانت في الصورة تجلس ممددة على السرير و مربوطة بإحكام و كلها جروح و كدمات. وضعت يدها علي فمها : ماذا حدث ؟، من فعل بك هذا ؟. تقدمت منها و هي تفك أربطتها بينما المرأة كانت تنظر بخوف ناحية الباب، و قالت: بني ، أرجوك. التفتت (كايتلن) نحو الباب لترى (يلموك) بهيئة مخيفة ينظر لها لأمه. "ما الذي تفعله تعال ساعدني لننقل أمك للمستشفى حالتها سيئة". زمجر فيها و صرخ: فالتخرجي من هنا.

كايتلن: تبا يا يلموك هل أنت أصم؟ ، أقول لك أمك في حالة سيئة.
يلموك: هذا جيد.

دفعت الأم (كايتلن) و قالت بصوت مبحوح: أرجوك فالتذهبي ، هذا خطر. عضت على شفتيها بغضب و أقتربت من (يلموك) و هي تعلم أن الأمر خطر و لكنها لن تترك هذه السيدة بمفردها.

"إذا فأنتم تنقذون الأبرياء هاه؟، هذه أكثر نكتة مضحكة سمعتها هذه السنة، فأنتم أسوء من الفنكسل، إذا كنت لا تنوي مساعدتها فالتغرب عن وجهي".

يتبع...

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن