ج 72

324 23 14
                                    

|| تبقى على مائدة الدماء ثلاث ساعات و خمس عشرة دقيقة||

رمت رين الإناء الذي إستخدمته لصرب رأس والدها بينما تكفلت كوزيت برسم دائرة الحماية عليه و بدأت كذلك بإغلاق السلاسل التي ستوقف حركته.
"أخيراً"
"و الآن يا كوزيت فالتذهبي و تكبلي نفسك و إن ظهرت تلك المدعية تجاهَِلها فقط"

أومأت كوزيت لغرفتها و توجهت مسرعة لغرفتها فما عاد هناك وقت. تنفست رينيه الصعداء ومشت تسحب أقدامها لغرفتها، و حين كلنت على وشك فتح مقبض غرفتها سمعت ذلك الشبح مجددا خلفها.
"أتظنين أنك هكذا تحسنين صنعاً؟"
"فالتخرسي وحسب ليس لدي وقت لك"
"ستجلبين الهلاك لهذه العائلة يا رين"
"ربما نسيتي أننا هلكنا منذ الساعة التي رميت بنفسك فيها نحو ذلك المسخ"

فتحت الباب و أنسلت لداخل متجاهله وجود ذلك الشبح المتشكل على هيئة والدتها، هي تكره حقيقة أن ذلك الشبح قد يكون كل ما تبقى من أمها فعلا ، و تكره أن تكون أمها حليفة لذلك المخلوق حتى بعد أن خسرت جسدها الاصلي و أصبحت شبحا هائما.
***
نظر كريس لذراعيه ، لقد أصبحت عروقة أغمق ، بشرته أصبحت شاحبة ، التفت لأمه و أخيه كيجان اللذان كانا يجلسان مترقبين الساعة التي سيحين في وقت مائدة الدماء.
شعر بأن جسده متسمر و يوجد ثقل في رأسه ، بينما كان أخيه ينظر له بنظرات مهددة ألا يفعل شيئا يجلب المشاكل لهم ، أمه كلنت تبدو بدون أي ردة فعل ، فهو يعلم أنها تكره مائدة الدماء إلا أنها لا تفعل شيئا من شأنه أن يوقف هذه المجزرة التكررة و أصبحت تقض مضجعه. هو الآن يكرهها بسبب كايتلن ، كلما يتذكر أنها ذاهب للغابة ليفترس الابرياء فهو يكره نفسه أكثر فأكثر.
كيجان: مابك؟
كريس : ماذا تعني؟
كيجان: تبدو و كأنك ستفقد الوعى
كريس: هل تود مني أن أحتفل و أقيم حفله
كيجان: لا تفعل شيئا غبيا ، مفهوم
كريس: أخخ لقد سئمت من تهديداتك الغبية هذه

عقد كيجان حاجبيه : ماذا قلت الآن؟. التفتت أمه نحوه وقالت: توقفا عن الشجار فهذا ليس الوقت المناسب، ثم يا كريس أحترم شقيقك الاكبر.
رمى بصره نحو النافذة التي تحمل منظر الطريق الممتد نحو محل قهوة أرض العجائب و الذي يبعد عن الغابة بعشرة كيلومترات، أفعلا عليه أن يمشي تلك المسافة كلها! حسنا هذا ما يبدو.
***

تأكدت من أن كل شيء مغلق ، فين كان يطمئن من أن المنزل موصد بإحكام بينما ينام الأطفال بجانب بين الذي كان يسرد لهم إحدى القصص الخيالية قبل أن يغطوا في نوم عميق عدا أنتون الذي جلس بجانب كايتلن وقد بدى ممتعضا.

نظرت له كايتلن بتفحص، مدت يدها لتداعب شعره ليلتفت نحوها و الضيق على وجهه.

"ما الأمر؟"
"أكره هذه المدينة"
"لن أحاول تغيير رأيك فأنا أكرهها كذلك"
"فعلا!"
"نعم ، هناك الكثير من الاشياء التي لا تعجبني هنا ، و الناس شبه مجانين كذلك"
"إنهم يعاملوننا و كأننا أشياء يمكن التخلص منها ، ليس و كأننا بشر كذلك"

أنزلت رأسها فهي تعلم أنه محق ولا جدوى من محاولة الكذب عليه لمواساته، قامت من مكانها و قالت : و لكن لدي شعور لأن هذا الجنون لن يدوم .

ظل أنتون على تجهمه بينما صعدت هي الدرج المؤدي لطابق الأول لتطمئن من أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لفين.

***
في تلك الأنحاء كانت مارلين قد أنهت لوحتها و هي تنظر لساعة لقد أخبرتها كايتلن بأنها مشغولة لذا لن تعود للمنزل اليوم، و لكنها لم تخبرها في منزل من ستبقى بالضبط.
أرجعت رأسها للوراء و هي تمسد جبهتها، تذكرت أن جايد قد أخبرها أن ذاهب لاصطحاب أحدهم و سيعود في غضون ساعة.
فجأة شعرت بصوت غريب يهمس في عقلها ، صداع غريب و شيء ما يشدها لتغادر مكانها ، حاولت المقاومة و لكنها لم تستطع و حين كانت تهم لفتح الباب شعرت بيد تشدها لتلتفت خلفها و تجده زوجها جيمس.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن