ج 17

951 54 13
                                    

أغلقت حنفية الماء و نظرت إلى وجهها في المرآة ، تبدو كمن لكم وجهها عدة مرات. يجب عليها أن تفهم غريبي الأطوار من (بلاين) و شلته أنها تود الإبتعاد عن ما يسمونه الختم قدر الإمكان فلا تنقصها المشاكل ، هذا لو كان كلامهم يمس الحقيقة من شيء. حدقت مطولا في المرآة ، لقد كان هناك شيء يشبه الضباب و ينبعث من الحمام الأخير ، يتبعه صوت همهمات كمن يتناول شيئا بنهم و سرعه.

التفتت نحو مكان الخطب ، من هذه الغبية التي تتناول طعامها في الحمام !؟. إقتربت أكثر و أكثر ، و قالت بصوت قلق ، فهذا لا يبدو شيئا طبيعيا. "عذراً ، هل كل شيء على ما يرام ؟". صدمتها قطرات الدم التي كانت قرب ذلك الحمام الذي يحمل بداخله ضباب غريبا. "لو سمحتي ، أتحتاجين....".

دفعةٌ بسيطة للباب من (كايتلن) جعلتها ترى ما يجعلك تتقيئ كل ما تناولته في حياتك ، لقد كان مشهدا مهولاً و مفزعاً. تراجعت للوراء و هي ترى فتاة مغطاة بالدماء الساخنة و التي لا يمكنك بسببها حتى أن تميز ملامح الفتاة ، و في يدها تمسك ذراع منهوشة بوحشية و الظاهر أنها كانت تقتات عليها بنهم، بينما يرقد رأس مقطوع في أرضيه الحمام لشاب مجهول الملامح. وضعت يدها على فمها و عينيها تذرفان الدموع بينما يرتجف جسدها كأنها داخل ثلاثة درجة حرارتها أدنى من الصفر.

قامت الفتاة ، وقالت بصوت كأنه قادم من الأعماق: يبدو أنني وجدت عشائي لليلة. صرخت (كايتلن) صرخة مدوية لتطلق العنان لقدميها و خلفها تلك الفتاة التي توقفت حالما خرجت (كايتلن) من الحمام تجري بسرعة تعجبت حتى هي من نفسها .

جرت دون أن تلتفت لطلاب اللذين ينظرون لها باستغراب ، تشعر بأنها سوف تتقيأ لو بقيت بداخل المبنى الجامعي ، ذلك المنظر شوف يكون عنوانا لكوابيسها لمدة طويلة من الزمن. مسحت دموعها و هي تنزل الدرج بسرعة حتى كادت تسقط لتشدها يد من القبعة الملتصقة بقميصها و تسحبها لتحميها من السقوط المحرج. نظرت خلفها بخوف لتلتقي عينيها بعيني (يلموك) العسليتان. تراجعت للخلف و هي تحتضن نفسها بذراعيها و ندم على شفتيها المرتجفتين. فتحت فمها لتسأله عما يريد و لكنه صوتها بدى أنه تلاشى و هي لا تلومه ، فتلك الصرخة كانت كفيلة بجعل حبالها الصوتية تأخذ إجازةً شهراً.

(يلموك): ما بك؟.
(كايتلن): ل..لقد.. رأيت ج..ثة.

ضيق حدقتيه و اقترب منها ، وقال: جثة من؟. نفت برأسها فهي لا تعلم من يكون ذلك الذي كانت تلك الفتاة تأكله أو من هي تلك الفتاة أصلا. "لقد كانت هناك فتاة مجنونة تأكله شابا في الحمام ، ولا ، أنا لا أعرفهم، لكن المنظر كان مخيفا و مقرفا ، ل... لقد كادت تهجم على حتى". أدخل يديه في جيوبه و ود ببرود: عليك أن تعتادي هذا المنظر هنا ، فهذا يعتبر شيئا طبيعياً و صدقيني لن يهتم أحد حتى لو أخبرت الشرطة فلا أحد يريد أن يحتك بالفنكسل. صكت على فكيها و عيونها مفتوحة بجحوظ و خوف.

"مستحيل أنا لن أبقى في هذا المكان المجنون دقيقة واحدة حتى". أحالت ظهرها لتغادر لكن (يلموك) وقف أمامها بسرعة ليردعها من المغادرة ، و قال: لانك لم تنضمي لجماعة فمصيرك قد يكون مثل ذلك الذي رأيته يؤكل ، لذا عليك الإنضمام لنا يا كايتلنيل ، لسلامتك و سلامة عائلتك. انسلت دمعة من عينيها و هي تنظر للأرض بخيبة ، ثم رفعت رأسها لتنظر نحوه ، و ردت: لن أنضم قبل أن أعرف بشأن ما يحدث هنا بحق الجحيم. إبتسم بهدوء و أخرج ورقة البحث العلمي و التي تحمل إسمه و إسمها و قال و هو ينظر لعينيها اللتان تتأملان الورقة : تعالي لمنزلي في الساعة السابعة مساءا ، علينا إنهاء هذا الهراء. زفرت بغضب : ماذا عن أخبارك لي بما يحدث هنا؟.
أحال ظهره ليغادر : لا تقلقي ستعرفين و لكن كوني على مقربة منا حتى لا تتأذين ، لنذهب.

﹌﹌﹌﹌﹌

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن