ج 10

1.1K 67 34
                                    

رفعت حقيبتها لتقي رأسها من المطر و خيبة الأمل قد لامست ملامحها ، (كريس): أعرف مقهى قريب من هنا ، لنذهب هناك ريثما يتوقف المطر. مشى لينتبه أنها ليست خلفه فالتفت مجددا نحوها ليجدها تمشي في جهة أخرى، هل تمزح معه!، هذه الفتاة فعلا تصدمه بتصرفاتها غريبة الأطوار.
"كايتلن ، المقهى من تلك الجهة". وقف أمامها ليلاحظ أن أنفها بدأ بالأحمرار و عيونها تصرخ غضباً. " و منزلي من تلك الجهة و شكرا لا أريد الذهاب للمقهى".

إبتسم و قال بخُيلاء غريب: خسارة !، فهم يقدمون هناك ألذ شاي في كارتفليد. عقدت حواجبها: أتحاول إغرائي بالشاي الآن. ضحك كاشفا عن صف من الأسنان اللامعة ، وقال: أعرف أنك تحبينه. فاجئها حين قبض على ذراعها و جرها خلفه و هي تردد بأن يتركها و إلا أتصلت بالشرطة.

******

"لا أصدق ذلك ، كل توقعاتي أصابت لب الحقيقة ، و أنتما تركتماها تذهب". قال (يلموك ) بتململ: أظن أنك رأيتها ، لقد تجاهلت نداءات كوزيت لها. (كوزيت): دعونا الآن من هذا و لنذهب لمنزل السيد بين فهناك أمر أريد أن أستوضحه.
(يلموك): بشأن الختم التي تظنين أن كايتلن تحمله أيضا؟.
(كوزيت): نعم ، فلو صح ما نشعر به ، حينها سيتوجب علينا إخبار كايتلن عن كل شيء و تحذيرها من كريس و شقيقيها.
(بلاين): من المستحيل أن تكون تلك الفتاة معنا.
(كوزيت): ما بك يا بلاين ؟، تلك الفتاة المسكينه لم تقترف شيئا بحقك، لذا فهي لا تستحق مشاعر الكره هذه منك.
(يلموك): أنا لا أظنه كرها يا كوزيت.
التفت (بلاين ) نحوه بغضب ، و صرخ بحنق : مالذي تعنيه أيه التافه ؟. إبتسم (يلموك) بهدوء: غضبك يعني أنك فهمت ما اعنيه. جز (بلاين) على اسنانه ليتقدم منه بغضب ، و كان على وشك بدأ شجار من جديد بينه و بين (يلموك) الذي لا يعطي انفعالات (بلاين) أي إهتمام ، و لكن فتح السيد (بين) للباب و بهدوء قال: لقد توقعت قدومكم ، تفضلوا فأكواب الشاي قد تبرد.

******

جلس مقابلا لها و هو يتأمل بهدوء ما تفعله، لقد كانت تمسك المنديل الذي أعارها إياه لتو و تمسح على وجهها و شعرها الأسود الطويل ، و بعد أن أنتهت وضعت المنديل الطاولة بهدوء متجاهلة نظرات (كريس). " صدقني لم يتغير في وجهي شيء". ضحك بهدوء كالمعتاد ، وقال: لأكون صريحا أنت الشخص الوحيد الذي يجعلني أبتسم يا كايتلن. رفعت حاجبها بسخريه: هل أخبرك أحد أن أساليبك في المغازلة قديمة جداً. إحمر وجهه ليتحول وجهه لرقعة صامته و خالية من الإنفعالات. حدقت نحوه لتلاحظ إنزعاجه ، و في قرارة نفسها تدرك أن ردها كان همجيا نوعا ما ، و لكن النسخة اللطيفة منها قد ماتت للأبد ، و الشكر في ذلك يعود لعائلتها و على رأسهم جدتها. و الآن  أمها ، (مولي) و (أوليفر) هم المعنى الوحيد للعائلة بالنسبة لها.

رفعت قبضتها و طرقت على الطاولة بهدوء لتجذب إنتباه (كريس). " أ..أنا أعتذر على وقاحتي يا كريس فلست معتادة أن يسمعني شخصا كلاما إيجابيا عن نفسي. حدق في وجهها بصدمة: أنت تمزحين ،صح؟. نفت برأسها و سرعان ما شعرت بالمرارة تنساب دمعة من عينها و تردف قائلة بحسرة: لقد مررت بالكثير ، و الكثير علمني أن أنزوي فحسب ، كنت مجرد عالةً و شيئا مكروها. صمتت لتقول بسرعه:ذلك فيما مضى ، أوه !!،  لقد وصلت أكوابنا. تأمل إبتسامتها و في داخله براكين تغلي ، من هذا الأحمق الذي جعل هذا الملاك يشعر بكل هذه الحسرة؟.

وضعت النادلة الشاي لتبتعد مبتسمة. "ألن تشرب كوبك؟". عاد للواقع حين لاحظ يد (كايتلن) تحرك كوبه على مقربة منه و سمعها تقول مجددا: السر في لذته هو حين يكون ساخنا. إبتسم لها ، وقال: بالطبع. لا تعلم لما حذرها (بلاين) منه فهو ألطف من قابلة في هذه المدينة حتى الآن.

"شكرا لطيبتك معي". وضع كوبه و قال بحزم: لا تشكريني على شيء كهذا فأنا حسنا أ .. أ.. أنت شخص طيب ، لذا تستحقين كل شيء جيد يا كايتلن. ضحكت و هذه المرة كانت ضحكة من قلبها ، حينها تمنى لو أن هذه اللحظة لا تنتهي و لكنها أنتهت حين شاهد ملامح الصدمة تقع على وجهها و سقوط كوب الشاي من إصبعها.

******

يتبع♥︎♥︎

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن