ج 8

1.1K 62 15
                                    

حدقت نحوه بضيق لتزفر مبينةً عدم إهتمامها. " ماذا تريد؟". جلس كريس بجانبها و هو يتأمل شعر البني الذي يميل لسواد و هو يلمع مظهرا نعومته. " هل أخبرك أحد أنك جميلة؟". ضيقت عينيها و بدى أنها على وشك الإنفجار، وقالت: فالتلزم حدودك و إلا فإنني لن أتردد في لكمك. إبتسم و هو يحاول كتم ضحكته ، و رد: آسف إذا أزعجك إعترافي يا!؟. تنفست الصعداء و بصرها موجه للأمام: كايتلنيل و بالمناسبة بلاين طلب مني أن لا أتحدث إليك لكونك تشكل خطرا. ثم التفتت إليه بسرعة لدرجة أنه إرتبك و أسترسلت: و لكنني لا أفهم !.

تحولت إبتسامته لألم و قال بصوت خافت: و ماذا ترين أنت؟. ردت بسرعة: أنا لا أظن شيئا لأنني ببساطة لا أهتم. كتف ذراعيه و ملامح وجهه تحولت لرضى: رائع ، رائع جدا، لذا ما رأيك أن أوصلك للمنزل اليوم؟. رفعت حاجبها باستخفاف : لا شكرا لعرضك السخي هذا، و لكنني أفضل المشي. (كريس): ياللأسف! ، بالمناسبة من أين..

و لكن دخول (بلاين) ، (كوزيت ) و (يلموك) كان كفيلا بجعله يتوقف و ينظر لهم بنظرات حادة و جافة بينما تمسك (كايتلن) بهاتفها و هي تتفقد رسائل أمها التي تطلب منها عدم التأخر في العودة ، غير مدركة للإعصار الذي يوشك أن يدمر المكان.

تقدم (بلاين) و خلفه صديقيه و وقف أمام (كايتلن) التي انتبهت له و بدا متفاجئة و قلقة. " ما الذي قلته لك قبل قليل". فتحت فمها لترد و لكنه أعاد كلامه بصوت غاضب و عالي هذه المرة، مما جعل (كريس) يرد بغضب: فالتصمت أيه الهمجي ، لست وليا عليها لتخبرها ما تفعل. نظر (بلاين) له و عينيه كادتا تخرجان من محجريهما : لا تتدخل أيه الخائن فلا مكان لك هنا.  قام (كريس) من مكانه و هيئته بدأت تصبح مخيفه: ماذا قلت الآن.

" توقفا الآن ، أنتما وغدين تحاولان جعلي أكره حياتي أكثر مما هي كريهة ، فالتذهبا للجحيم". قامت و أخذت حقيبتها لتذهب للمدرجات العلوية غير مهتمة لنظرات الجميع ، فبداخلها كان قلبها ينبض ألما و حزنا ، نعم لقد أوشكت أن تبكي و لكن عليها ألا تبين ضعفها و أن تكون قوية كما قالت أمها. أنزلت رأسها و هي تسمع دردشات الطلاب أن البروفيسور قد يتأخر و كرهت نفسها لذلك ، فهي تريد أن تنهي هذا اليوم و تعود للمنزل و تأخر البروفيسور يعني أن قد يأخذ وقتا إضافيا ليعوض تأخر ، بمعنى آخر قد تعود للمنزل في الخامسة و النصف و هذه المدينة تعيش ظلاما مبكرا حتى لو كانت الخامسة مساءاً.

" كايتلن ، أنت بخير عزيزتي؟" شعرت بيد تمسح على شعرها ، فرفعت رأسها ليتبين لها أنها (كوزيت) و يجلس بجانبها (يلموك). قالت بنبرة خافتة: ن... نعم. إبتسمت (كوزيت) و قالت بصوتها الهادئ: لا عليك منهما الآن فهما هكذا دائما ، لقد كانا صديقين عزيزين لدرجة أن البعض كلن يخالهما أشقاء، و لكن دوام الحال من المحال ، حدث أمر جعلهما عدوين كما ترين.
(كايتلن): أنا لا أفهم ، ما علاقة هذا الأمر بي، أنا لا أعرفهما ، صديقك المخيف يطلب يملي علي أوامره و كأنه أخي أو شخص أعرفه. (كوزيت): أود أن أخبرك، و لكن ليس الآن، فهناك أمر علي أن أتأكد منه. حدقت (كايتلن) نحوها مستغربةً ، ما بال الجميع هنا و كأن كل فرد يحمل جبلا من الأسرار.

********

أدخلت (كريستا) أغراضها بسرعة و ذهبت تجري لتقف أمام فتاة ذات مظهر يوحي أنها من هواة الملابس ذات الألوان القوية ، بينما شعرها الذي كان بلون الوردي الغامق ينسدل على كتفيها. " بيتسي ، كيف حالك؟"". كتفت ( بيتسي) ذراعيها ، وقالت: كريستا !، ما الأمر؟. إبتسمت (كريستا) بزيف فعليها الآن أن تغوص في محادثة مع أكثر فتاة لا ترتاح لها. " هل تعرفين فتاة تدعى كايتلنيل بايتينيتو؟".

يتبع ..

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن