ج 22

873 51 9
                                    

أمسكت الهاتف الموضوع بجانب سرير المرأة و هي تنوي  الإتصال بـ (كريس) لا تعلم لما هو بالذات و لكن إسمه جاء ببالها حين فكرت بأمر بمساعدة هذه المرأة المسكينة. و حين همت بالضغط على زر الأتصال الأخضر ، باغتها (يلموك) بأن إنتزع الهاتف من يدها و رمى به ليسقط على الإريكة الصفراء و التي تحوي لطخات دم حديثه. نظرت للمكان الذي سقط فيه الهاتف بخوف و بالتحديد لطخات الدم  ثم حولت عينيها لوجهه الذي كان مفزعا لدرجة أنك لا تستطيع تخيل شكل أي شخص بهذه الهيئة ، على الأقل، ليس إِلّم تكن من هواة أفلام الرعب.

كانت عينيه تشبه عيني (بلاين) حين تشاجر ذلك اليوم مع (كريس). عيون سوداء مفتوحة لتحدق بطريقة مفزعةً نحوها ، بينما تحولت عينيه الخضراوين للحمر القاني و الذي يحوي بداخله بؤبؤ أسود في بحر من اللون الأحمر. "م..ما بالك؟!". قبض على رسغها بقوة و قال ، يبدو أنك تودين أن أنهي حياتك الآن أيتها الآفة. سحبها خلفه و هي تصرخ بينما تنادي عليه والدته راجيةً أن يتوقف.

رمى بها على أرضية المطبخ و أخرج سكينة كبيرا و حادا، " إياك أن تتحركِ شبرا من مكانك". كانت تنظر له و عقلها يصرخ فيها أن ترمي عليه شيئا أو أن تجري أدراج الرياح. و لكن لسبب ما فإن جسدها كان مصدوما مما تراه ، هل هذا (يلموك). لما يحاول قتلها ؟، و ماذا حدث لوجهه ؟. كلها اسئلة هاجمت عقلها الصاخب.

إقترب منها و ملامحه الباردة تدل على أنه سينهي عليها لا محالة، رفع السكين ليهوي عليها و لكن فجأة شعر بوجع في ظهره ليلتفت و يجده (كريس)، و في نفس اللحظة شاهد والدته و هي تنزل من الدرج بصعوبة و في يدها تمسك الهاتف الذي رماه قبل قليل، يبدو أنها هي التي اتصلت
بـ (كريس).

تحولت يد (يلموك) لمخلب إلا أن (كايتلن) صرخت في (كريس) بسرعة أخرجه من المنزل. التفت (كريس) نحوها متسائلا و لكنها أردفت بإنفعال: الآن. أصبحت هيئة كريس مخيفة لينقض على (يلموك) الذي ما لبث هو أيضا في الإشتباك معه.

قامت من مكانها بأرجل مرتجفة و عقلها يصدر صريرا يكاد يجعلها تجن ، لا تعلم لما صرخت في (كريس) طالبة منه إخراج (يلموك) من المنزل. هي فقط أرادت إخراجهما من المنزل بسبب شعور تجهله. وضعت يدها على رأسها متألمة و الصرير يزداد كلما إتجهت ناحية الدرج أي حيث تقف والدة (يلموك).

شعرت برأسها يدور و هي تحدق في تلك القلادة التي كانت ترتديها والدته التي تجلس منهارة على إحدى عتبات الدرج. مدت (كايتلن) يدها بدون وعي و أنتزعت القلادة و نظرات والدة (يلموك) تحدق فيها بدهشة و غير استيعاب.

أمسكت القلادة التي كانت من الخشب الأبيض منقوش عليها كلمات من الذهب. تقدمت من الفرن لترمي القلادة عليه متجاهلة القتال الدامي بين (يلموك) و (كريس). أشعلت النار في القلادة لتنطلق صرخة من الاثنين جعلتها تعود لرشدها ، أو إلى ما كانت تفعله.

أحالت جسدها نحوهما لتلاحظ ملامح الصدمة على (يلموك) و هو ينظر لوالدته المصابة، ليجري نحوها يحتضنها و يعتذر و دموع الندم تترقرق من عينيه اللاتي عادت لطبيعتها. نظرت نحو (كريس) الذي كان يبدو غير مستوعب لما يحدث مثلها.
-كايتلن: ماذا حدث؟.
-السيدة ستوم: أفعلا لا تتذكرين؟، حسنا يحدث هذا غالبا و لكنك فعلتها أنا فخورة بك.
-كايتلن: أنا لا أفهم ما تعنين يا سيدة ستوم؟.
-السيدة ستوم: لقد دمرتي إحدى أجزاء الختم.

....
يتبع...

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن