ج 62

452 35 11
                                    

كانت الأجواء في المستشفى عادية جدا كأي مستشفى تدخله في حياتك إلا في تلك اللحظة التي دخلت فيها (رينيه) المستشفى مسرعةً و تلحقا شقيقتها (كوزيت) طالبة منها بتوسل أن تتوقف. "رين أرجوك". ولكنها لم تكن تعير نداءات أختها أيه أهمية.

"لقد وصلنا على أية حال"

التفت نحو الممرضة التي تجلس خلف مكتب الاستعلامات مركزة على حاسوبها، وقالت: عذرا .. و لكن أين أجد تشاد بايتنيتو؟.
نظرت الممرضة للشابتان باستغراب لكونهما يتنفسان بسرعة بعد أن أنهيا حلقة من الجري و اللف و الدوران في ارجاء المدينة.

"أوه أنتما إبنتّي الطبيب تارنر من الجميل رؤيتكما ... حسنا السيد بايتنيتو في الجناح الخامس لقسم العمليات"

شكرت (رينيه) الممرضة و قد بدا على وجهها القلق و مشت بتخبط و عقلها مشوش، كان شعورٌ بالقلق و الخوف عليه يدب في قلبها، بينما خلفها تمشي (كوزيت) و عيونها معلقة في وجه أختها المحطم. مدت يدها مربتةً على كتف (رينيه)، وقالت مخففة: سيكون كل شيء على ما يرام يا عزيزتي. ابتسمت بألم و أومأت لها بنعم. حالما دخلتا الجناح الخامس شاهدتا (كايتلن) و بجانبها تقف أمها و (جايد) الذي وقف بعيدا بقرب أصدقاءه (كيجان) و (ڤارال).

تجرعت (رينيه) ريقها حين وقعت عينيها على الثلاثة لأنها كمستشعرة تعلم من يكون هؤلاء الثلاثة بينما تقدمت (كوزيت) تحدث (كايتلن): كايتلن! كيف الأحوال. نفت (كايتلن) بكتفيها و أردفت: ما تزال العملية قائمة. ردت (كوزيت) بنبرة حانية: أنه قوي سينجو.
و في خضم الجو الخانق ، كانت (رينيه) تقف كالمبهوتة تنظر لباب العمليات إلى أن سمعت أختها محدثة (كايتلن): هذه أختي الكبرى رينيه.

نظرت لـ(كايتلن) بعيون متفحصة: أنت شقيقة تشاد! و تلك هي أمك صح.
ابتسمت (كايتلن) و ردت بسرعة: صحيح.

حينها أمسكت (رينيه) بكتف (كوزيت) و شدتها بعيدا لتقول لها بعدما كانت تنظر للأم بريبة وقالت: هناك هالة غريبة حول والدة تشاد. ضيقت (كوزيت) حاجبيها: أنا مستشعرة كذلك يا رين و لا أشعر بشيء ثم لا تقلقي هي ليست مثل أبنيها ، إنها عادية.

كتفت (رينيه) ذراعيها بنفاد صبر: أنا أعرف ما أرى أيتها المستهترة و كما قلت حول والدتهم هالة غريبة أشعر أنني لو ظللت أحدق فيها أكثر من ثلاث دقائق سأنهار أرضاً. أحالت (كوزيت) بصرها نحو أم (كايتلن) و قد تيقنت في نفسها أنها المرة الأولى التي تقابل فيها والدة (كايتلن) و قد كانت (رينيه) على حق هناك شعور مزعج إثر التحديق بها مطولاً.

نادت على صديقتها بحذر من أن يسمعها (جايد) و الآخرين، "كايتلن هل من الممكن أن تأتي إلى هنا؟".
تقدمت نحوها و الغرابة و الإنزعاج على وجهها إثر القلق على أخيها، و قالت بهدوء: هل هناك خطب ما؟. ابتسمت (رينيه) بتكلف: هل أمك تعلمين مستشعرة ختم ، مستشعرة أم جزارة أم أنها أضحية؟.

فغرت فاهها و هي تقلب عينيها نحو أمها تارة و تارة أخرى نحو (رينيه) و (كوزيت)، "لا أن أمي عادية و لكنها تعلم بشأن الختم و كل هذه الأمور". نظرت (رينيه) نحو (مارلين) بحدة و التي كانت قد أنزلت رأسها للاسفل و هي تدعو لتنجح عملية إبنها. "كايتلن أنت مستشعرة لمكونات الختم صح؟".
أومأت بنعم لتستريل (رينيه) في كلامها: تعرفين أن المستشعرين العاديين مثلي و مثل كوزيت لا يستطيعون الشعور بأجزاء الختم و تدميرها و لكنك أنت تستطيعين، و لكننا نرى هالات البشر ، و هالة أمك غريبة نوعا ما.

"تعنين أنه ربما ترتدي أمي شيئا قد يكون مكون للختم؟".

"نعم ، وجود مكون للختم يجعل الجزارين يفقدون صوابهم و يهاجمون أي شخص و لكننا نحن المستشعرين نشعر فقط بالصداع و أحيانا لو بقينا كثيرا بقرب مكون الختم نفقد الوعي، لذا عليك أن بحثي إذ كانت ترتدي أي اكسسوار أو شيء ما في حقيبتها قد يكون له علاقة بالختم"

"ولكن يا رينيه أنا لم أشعر بأي شعور مزعج حين كنت قرب أمي و ذلك يفترض أن يحدث لأنني حين دمرت قلادة السيدة ستوم و التي تبين أنها جزء من الختم كنت قد دمرتها لأنها أشعرتني بألم في الرأس و قد كان شعورا غريبا".

جلست(رينيه) على الكرسي الذي كان خلفها و لم تنطق بكلمة و يبدو أنها كانت تفكر في هذا اللغز الغريب الذي يقف أمامها. جلست (كوزيت) بجانبها بينما عادت (كايتلن) لتجلس بجانب أمها.

بعد ثلاث ساعات خرج الطبيب (تارنر) و الذي توجه مباشرة لسيدة (بايتنيتو) ليخبرها أن العملية قد نجحت و لكن من المحتمل أن تطول المدة إلى أن يستفيق (تشاد) فقد نجى بأعجوبة.

****

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن