ج 32

766 48 6
                                    

مضت سنتين و تكاد (كريستا) تذكر أحداث ذلك اليوم الذي قدم فيه والدها في يوم ممطر و قد بدى غاضبا و ذلك بعد أن سمع أحاديث زملائه في العمل أن زوجته السابقه بدأت تواعد رجلا يمتهن التمريض و لديه عيادة شعبيه يديرها والده في المنزل، هذا كله جعل دم (آدم) يغلي و يذهب مباشرة لمنزل (شانتيل) طارقا الباب بعنف.

نظرت في عينيه الغاضبتين و هو ينتقدها بشراسة و كأنه نسي أنه تزوج بعد طلاقهما بثلاثة أشهر. "أريد طفلتاي يا شانتيل لن أتركهما بين  يدي رجل آخر". ضحكت (شانتيل) بسخرية و أردفت مباشرة: هل تمزح معي الآن يا آدم ، هل علي أن أذكرك بفعلتك . جز أسنانه و زمجر فيها: كفاك سخرية و لتسلمي لي طفلتاي. (شانتيل): كريستا و ڤايولا هما طفلتاي كذلك يا آدم لذا لا و ألف لا.

و من بعد هذه المحادثة الحادة إنتهى الأمر برفع (آدم) لدعوة ضد (شانتيل) لينتهي الحكم بأن تبقى الفتاتان مع أمهما مما أشعل الحقد في قلب (آدم) على (ڤين) الذي كان له دور كبير في أن تربح (شانتيل) القضية .

من بعدها تزوجت والدتها من (ڤين) و هي لا تنكر أنها كانت أياما جميلة برفقته خصوصا والدتها التي بدت مضيئة مع (ڤين). و في الحادي عشر من سبتمبر و بعد أن مرت ثلاث سنوات توفت (شانتيل) في حادث سير مؤلم أثناء توجهها لأحد المنازل لتريها لأحد عملائها. كانت (كريستا) في الخامسة عشر بينما (ڤايولا) في لا تكاد تبلغ الاحدى عشرة سنه.

إجتاحتها موجة من المشاعر و التي كانت تحوي الحزن و الألم إثر تذكرها لأمها التي كابدت الكثير لأجلها هي و أختها. مرت ذكرى العزاء أمامها ، لقد حضر الجميع إلا (ڤين) الذي تبين لها فيما بعد أنه كان منهارا تماماً بعد أن غضبت عليه غضبا شديدا و صبت عليه الكلام الجارح لانه لم يحضر، و لكنه فوق كل ذلك احتضنها وقال: أقسم أنني لن أجعلك تعانين أو تحتاجين لشيء حتى بعد رحيل عزيزتنا شانتيل. و في الحقيقة لا تجري الأمور غالبا كما من المفترض أن تجري، فقد أخذ (آدم) إبنته (ڤايولا) بينما أصر على أخذ (كريستا) معه إلا أنها رفضت رفضا قاطعا مغادرة المدينة التي تربت فيها لينتهي بها المطاف مع جدتها والدة أمها ، حتى بلغت الثامنة عشر لتستقر في شقة مع إحدى زميلاتها (ستيفاني). بينما ظل ( ڤين) عازبا إلى الآن ، و لا تنكر (كريستا) أنه كان يحب أمها حبا جما ، بيد أنها لا تطيقه الآن لأنه يذكرها بتلك الذكريات السعيدة مع أمها ، والتي تود لو تنساها.

*****
وقف (بلاين) متسمرا و هو ينظر للبهو العملاق أمامه ، كان فخما بمعنى الكلمة ، بهو إرستقراطي مرصوف بحجارة الجرانيت السوداء و الذهبية ، يتوسطة درج كبير موضوع أمامه تمثال أسود لامع كذلك  لفارس يمتطي حصانا مهيباً ، بينما يمسك بيده الأخرى إسطرلاباً  يحوي بداخله قراءات غريبة. "لست معتادا على الفخامة". التفت ( بلاين) لـ( كريس) الذي كان ينظر نحوه، و رد بحدة : فالتقدني لكايتلن فحسب.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن