ج 71

289 24 24
                                    

||تبقى على مائدة الدماء أربع ساعات||

في شقة كريستا ، أغلقت النوافذ بقضبان الحديد و أسدلت الستائر ، حان الوقت لتكبيل قدميها و ذراعيها بالسلاسل. و أثناء ذلك شعرت بظل يتحرك معها في الغرفة ، التفتت لتجد روبيرتو يجلس على الكرسي المطل على مكتبها. تراجعت للوراء كانت تشعر بالقلق فما الذي يريده و في هذا الوقت أيضا. كان ينظر لأنحاء الغرفة بينما بدى وجهه عاديا و كأنه لا ينوى شرا، ربما هو فعلا لا ينوي بعد كل هذا.
"م ماذا الآن؟"
"لا حاجة لكل هذا الخوف ، إسمعي إنني أبحث عن امرأة تدعى مارلين بايتينيتو ، هل تعرفينها؟"

عقدت حاجبيها ، هذا إسم والدة كايتلن و لكن مالذي يريده منها. جلست على سريرها و الذي كان مقابلا لمكان جلوسه ، عقدت أصابعها و هي تنظر للوقت و تشعر بأن دمها يغلي في رأسها : لقد جئت في الوقت الخطأ ، أتعرف؟.
إبتسم بخبث: مائدة الدماء؟ تلك السخافة التي تخافونها ، ههه لا أجد مبرر لخوفك هذا من هذا اليوم إنه جد عادي صدقيني.
"لما!!"
"لأنني لا أشعر بتلك التراهات التي تتكلمون عنها ، أتظنين أنني لا أسمع أحاديث سكان المدينة بخصوص هذا اليوم"
"أتعني أنك لا تشعر بأن طاقة قوية تكاد تقتلك و تسحبك نحو الغابة"
"لا و لما علي أن أشعر أيتها الحمقاء"
زمت شفتيها محدقة نحوه بتفحص: هذا يعني أنك لست مستشعرا ولا جزاراً يا روبيرتو. أخذ روبيرتو نفسها و رد بهدوء: أعلم و لهذا أريد لقاء مارلين هذه.
" وهل تظن أن مارلين قد تساعدك؟"
"ستخبرني ما أنا بالضبط، لقد رأيتها لأول مره في المستشفى و شعرت بأن عقلي يعتصر ألما حين مرت بجانبي"

شعرت كريستا بالغرابة ، لما قد يأتي روبيرتو لها خاصة ، و يخبرها كل هذا، "أنا لا أظن أنه يوم مناسب لتلتقي فيه بأحد يا روبيرتو"

قام غاصبا و متمللا من مماطلتها له، وقال بنفاد صبر: إسمعي قلت لك لا أهتم بما يحدث اليوم لذا فالتخبريني. أحالت عينيها و هي تنظر للوقت لقد تبقت ثلاث ساعات و خمس و أربعون دقيقه. "لا أهتم إن كنت ستصدق أم لا و لكنني لا أريد أن أسحب للغابة اليوم لذا إبتعد فعلي أن أستعد."

قامت و فتحت خزانتها و هي تبحث عن الصندوق الذي تضع فيه الطباشير و السلاسل بينما هو يكاد ينفجر من الداخل ، في النهاية قرر أن يبقى معها.

***

فتحت رينيه باب غرفة كوزيت فوجدتها قد رسمت دائرة الحماية و بدأت بأعداد السلاسل.
"هل كل شيء على مايرام"
" نعم سأضعها حين تحين الساعة التاسعة و النصف"
"جيد لا تتأخري لان وضعها يأخذ وقتا"
"ماذا عنك؟"
"لا تقلقي أنا متمرسة في وضع السلاسل فهذه المرة الألف"
"الألف !! فعلا!"
"لا إنني أمزح لقد فقدت العد منذ السنة الماضية لأنني مللت إحصاء عدد المرات التي نمر بها بيوم مائدة الدماء"
"حبيب قلبك قد يسحب للغابة اليوم"
"نعم فهو ما يزال في المستشفى"

ظهر الضيق على وجه (رينيه)، وضعت يدها على قلبها : أتمنى أن يمر اليوم عليه بخير و ألا يتأذى. قامت كوزيت مربتة على كتف أختها، " لا تقلقي سيكون بخير إنه قوي".

"إبنتاي العزيزتان هنا .. أخيرا"
نظرتا لشبح أمهما الذي يطفو في وسط غرفة كوزيت، تراجعت كوزيت وراء أختها التي كانت تمد يدها لتحمي كوزيت و الغضب هذه المره هو ما تستشفه على وجهها.

كوزيت: أمي!! ما الذي جاء بك.
السيدة تارنر: جئت لأوقفكما عن ربط هذه السلاسل و الانضمام لسيد الختم يا عزيزتي، قدما له الإذعان هذه المرة ليتغاضا عنكما .
رينيه: هراء لا نحتاج لذلك الوغد أو رضاه و لمعلوماتك أنت لست أمي فكفي عن عيش دورها لان هذا مقرف بحق.
السيدة تارنر : أنا أمك شئت أم أبيت يا رين.

حولت السيدة تارنر بصرها لكوزيت التي كانت ترتجف خوفا من منظر أمها المخيف ، فهي لا تلمح شبح أمها بقدر ما تلمحه رين. "كوزي حبيبتي إستمعي لوالدتك إفعلي مثل ما أقول .. هل تعرفين أن والدك قرر تقديم إذعانه هذه المرة".

ألجمت الصدمة وجه الشابتين ، فصرخت رين ،" تبا لك لا أحد سيخرج من هذا البيت للغابة اليوم كما فعلتي أنت سابقا". مشت رين بسرعة نحو الباب قاصدة والدها، و خلفها كوزيت التي كانت تغلق أذنيها من سماع نداءات شبح أمها.
***
تم تكبيل والديه و الآن حان دوره و دور إبنة عمة الصغيرة صوفي. كانت صوفي تبلغ من العمر ثمان سنوات ، و قد عاشت معهم منذ كانت في الرابعة بسبب وفاة والديها، و هي منذ ذاك الوقت متعلقة في بلاين كثيرا و قد أصبحت تعتبره هو و والديه عائلتها.
"هل علي أن أضع هذا يا بلاينو؟"
"نعم ومن الخطر أن تنزعيه ، و لكن لا تقلقي فأنت ستنامين معظم الوقت لذا فلن تشعري بشيء"
أومأت برأسها ، أنتهى من تكبيلها و ناولها كوب عصير المانجو الذي تعشقه. "هيا فالتشرببه"، أمسكت الكوب بيديها الصغرتين و باشرت تشربه و عيونها البنية الصغيرة تنظر له بقلق ، كان يبدو هو أكثر قلقا عنها . وضعت الكوب جانبا و أمسكت بيده التي كانت على الأرض تتحسس ثبات السلاسل، قالت: هل أنت بخير يا بلاينو؟.
حدق بها مطولا ، حتى هذه الطفلة إستطاعت أن تقرأ ما بقلبه و وجهه، لا يستطيع أن يمنع شعور أن شيء مقلقا و خطيرا سيحدث، إنه قلق على كايتلن و كريس، هو يدرك أن كايتلن في منزل فين الآن بينما غادر كريس لمنزله إستعدادا لذهاب للغابة، و لكن ثمة شيء سيء بالتأكيد سيحدث.
"لا تقلقي يا صوفي ، أنا بخير و الآن سأذهب أنا لأضع هذه السلاسل الغبية علي أيضا".
لم ترد عليه فقد بدأ رأسها يدور إثر بداية تأثير المخدر.

***

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن