ج 19

915 53 7
                                    

جلست و هي تشبك أصابعها المرتجفة ناظرةً لشقيقها الذي أمسك لتو هاتفها يقلب ألبوم الصور الذي يحوي صورها هي و أمها. كانت تلاحظ تلك الابتسامة المخيفة على محياه و لكن لما يبدو الجو هنا مخيفا و باردا و كأنه ينبأ بحدوث شيء مريب. "ألن تقول لي ماذا تريد، علي الذهاب لرؤية أصدقائي". فجأة دخل (جايد) شقيقها الآخر لتقوم من كرسيها مفزوعة. نظر لها بوجه خالي من التعابير، ثم أحال بصره ل(تشاد) الذي ما زال يتأمل الصور و كأنه دخل عالم آخر. "كايتلن!، كيف حالك صغيرتي؟".

نظرت له بحاجب مرتفع استفزازاً و ردت: صغيرتي؟. ثم أحالت رأسها ل(تشاد) لتتقدم منه و تمد يدها و تردف: فالتناولني الهاتف ، علي الذهاب. قام لترفع رأسها نحوه بسبب طوله الفارع ، و رد بسخرية: سأعطيك إياه بالطبع، و لكن بعد أن نزوركم اليوم على العشاء. بدأ قلبها يدق بسرعه: لا ، أعني لا يمكنك القدوم. سمعت (جايد) يقول من خلفها: و لما لاه فقد أشتقنا لأمي، و لك ولكن ليتك تشعرين بالمثل.

تأملت كلماته باشمئزاز ، هما بارعان في جعلها تشعر بتأنيب الضمير، و لكن لأي سبب فهي لم تقترف شيئا بحقهما و فوق هذا كله عليها الآن أن تتقبل وجودهم في حياتها بعد أن بدأت تعتاد على حياتها الجديدة. "أنتما بارعان في تمثيل دور البراءة هذا ، و لكن لنقل الحقيقة لستما بارعان فيه لتلك الدرجة". ظهرت ملامح الضيق و الإنزعاج على (جايد) و الذي رد بسرعة : أنت لا تعرفين شيئا يا كايتلن ، فتوقفي عن إلقاء اللوم علينا بسبب الجوانب التي لا تعرفين تفاصيلها.

أرخت كتفيها و هي تصك على فكيها متذكرة هذه الكلمات، أنت لا تعرفين شيئا ، كم مرة سمعتها يا ترى ، هي دائما لا تعرف شيئا ، إذا فما الذي تعرفه؟، أتبدو لهم جسما ضبابيا لا يفقه شيئا في هذه الحياة؟، يبدو أنها كذلك.

مسحت دمعتها بسرعة و غادرت دون أن تنظر في عيني شقيقيها و خصوصا (تشاد) الذي لاحظ تلك الدمعة التي كادت أن تكون السبب في إنفجار الأوجاع التي تكتمها (كايلتن) في قلبها.

"يبدو أن هناك ما حدث لأمي و كايتلن لذا أظن أن هذا سبب كلماتها المعاتبة". قالها (جايد) و هو ينظر لهاتف شقيقته بين يدي (تشاد) ليرد الأخير: أعلم.  هو يستطيع ملاحظة ذلك الغضب في عينيها و كأنها تود أخبارهما و لكن في الآن تريد منهما أن يكتشفا ذلك بمفردهما. "اليوم سأجعلها ترى الحقيقة". قبض على هاتفها و غادر دون الرد على (جايد) الذي كان يسأله عما يقصده.

*******

"هذا غير منطقي يا آيس، غير منطقي البته ، أعني لما قد يرسل ساريس تلك المخلوقات لتدمر و تقتل مصنع تابع لعائلته". كتف (آيس) ذراعيه و هو يحدق في (كوزيت) بانزعاج لعدم تصدقيها ما حدث ، و قال محدثا (كريستا): أليس هذا ما رأيناه ، هيا أقنعيها فقد بدأ رأسي يؤلمني. رمت كريستا ببصرها نحو وجه (كوزيت) التي كانت تحدق فيهما ، لتقول الأولى: للأسف يا كوزيت فكلام آيس هو عيب الصواب. زفرت (كوزيت) بتملل: كيف يعقل هذا؟.

(آيس): حسنا أنه من الفنكسل و هم أناس مختلين لذا لا تستغربي ذلك.

(كريستا) : دعونا من هذا الآن ، فالتتصل بيلموك فأنا قلقة على كايتلن ، أعني لا أود أن أفكر فيما قد يحدث لها مع ذلك المخبول تشاد.

(آيس): أأنتي مجنونة يا كريستا، قد تسمعك تلك المخلوقات الغبية التي تحوم عنها و تعلمه بذلك.

(كوزيت): معه حق ينبغي أن تكون حذرة يا عزيزتي.

قالت (كريستا) بامتعاض مبينة عدم أهتمامها: لست خائفة منهم، عموما لنعد لموضوع كايتلن، فالتتصلا أو أتصل أنا. رفعت (كوزيت) هاتفها نحو مرمى نظر (كريستا) لتبين لها أنها تتصل الآن ب(يلموك).

********

"تبا هي ليست في المكان الذي يتجمعون فيه ، أنا لا أصدق أنك تركتها تذهب". عض (يلموك) على شفتيه بغضب، فلو حدث مكروه لها الآن سيكون هو الملام ، و هو الملام فعليا فقد كان ينبغي أن يفعل شيئا ، و لكن كيف عساه ذلك ، و أمام الجميع و تشاد ، يبدو الأمر شبه مستحيل. رد بنبرة صوت خافته: آسف.

تجاهل (بلاين) أسفه و بدأ يتصل بها و التي كانت تغلق الاتصال في كل مره ، و لكن و في هذه المرة انفتح الخط. رد (بلاين) بسرعة: أين أنت ؟ هل أنت بخير ، هل آذاك تشاد ومن معه.  سمع ضحكات حادة و بالتأكيد هي ليست ل(كايتلن) ليأتيه الرد من الجهة الأخرى : و كيف لي أن أؤذي أختي يا بلاين!.

يتبع..

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن