ج 46

557 43 9
                                    

"إذا أنت تخبرني أن والدك يشك بما يحدث في المدينة من أمور غريبة!".  دلك (آيس) جبهته و هو يجلس على الكرسي الذي يقابل (بلاين) و يمد قدمه الملفوفة بقوة بالجبيرة في الكرسي الذي بجانب صديقه في مقهى (يور كب) الذي يقع في نهاية الحي الذي يقطنه (بلاين) ، فقد عاد لمنزله لأخذ حمام ساخن بعد أن صارع (يلموك) الذي كان يعزم على الذهاب لـ(ميونيخ) لإستعاده والدته، و لكنه وعده بأنه لن ينتهي هذا الأسبوع إلا و والدته معه في المنزل.
- حسنا كان ذلك ظاهراً.
- ظاهرا!
- أعتقد أنني رويت لكم ماذا حدث بالأمس مع شقيقة يلموك و تلك الفتاة التي معه ، تبين أنها مستشعرة ختم أو كما يسميها والد فين ، المنبوذون.

- هذا أسم يليق بهم طالما أن المدينة تريد القضاء على أي شخص يستشعر مكونات الختم لذا أظن أنه علينا استخدام هذا المسمى حتى لا نجذب الانتباه لنا فقد لحظت أن تلك السيدة في الطاولة الأخيرة على اليمين تراقبنا منذ بدأنا حديثنا.
- ربما هي جاسوسة لأحد العائلات.
- ربما..

أرتشف جرعة من قهوته و هو ينظر لهاتفه بانزعاج ، تأمل (بلاين) ملامحه: هل هناك خطب ما؟. رفع (آيس) رأسه بسرعه نحو صديقه و قد بدى عليه الذهول ، " أ.. في الحقيقة إنها ناتالي". امتعض (بلاين) من هذا الأسم فهذه الفتاة كانت صديقة حبيبته السابقه (دانييلا) و هي حبيبة (آيس) السابقة كذلك. إنفصل (بلاين) عنها بسبب انتقالها لمدرسة أخرى بينما ظلت علاقة (آيس) و ( ناتالي) قوية إلى أن جاء ذلك اليوم الذي شاهد صور حبيبته مع شاب آخر في صفحة الإنستاجرام ،  وقد بدى أنهما أكثر من مجرد صديقين ، ليليه إتصالها بـ( آيس) طالبة منه أن ينفصلا، بعد إلتقى (آيس) بـ(كريستا) و توطدت علاقتهما بينما أغلق (بلاين) الباب على العلاقات العاطفية فيبدو أنه مازال يكن بعض الحنين لـ( دانييلا) رغم أنه نسيها كليا منذ أن ظهرت (كايتلن) في الارجاء ، مسح شعره للوراء بعصبية.

- ماذا تريد هذه المحتالة منك!؟
- أ أنت تكرهها بسبب دانييلا أم ماذا؟
- لأنها محتالة و لا تنسى أنك مع كريستا الآن.
- تبا يا بلاين ليس و كأنني أخون كريستا ، في الحقيقة ناتالي تريد أن نلتقي مجددا لتشرح لي ما حدث سابقا.
- الآن بعد مرور سنة على انفصالكما تريد أن تشرح لك! ، إنها محتالة فقط تجاهلها.
- و هذا ما أنوي فعله.

*****

" متى كنت تنوي إخباري يا تشاد ، متى!!!؟".

إنهارت ( مارلين) باكية على الأرض و بجانبها ( كايتلن) التي كانت تمسك نفسها حتى لا تنفجر باكية بينما لم تستطع منع دموعها من الإنهمار، و تحاول تهدئة والدتها. مد ( تشاد) يده ليمسك بأمه و يشدها نحوه ليحاضنها. قال مغمضا عينيه الرماديتين: وددت إخبارك لكن لم أستطع. إبتعدت عنه و هي تتفحص وجهه باحثة عن إجابة ، " ما الذي جعلك لا تستطيع إخبار والدتك أنك تعاني من مرض و ست...". لم تستطع إكمال كلامها فقط غلبتها الدموع و هي تفكر في حال والدها الصحي و كيف أنه يمثل القوة دائما أمامها و بداخله الكثير من الآلام.

" أبي منعني، قال أن هذا لسلامتك".
ضيقت حاجبيها ، " كيف يجرأ ، ألا يكفي أنه حرمني منك و من جايد ، خذني إليه حان الوقت الذي يرى فيه حقيقة المرأة التي قلل من شأنها".
نظر لأمه بدهشة ، لقد بدت غاضبة كما لم يعهدها أبدا.

كان قلب ( كايتلن) يدق بسرعة و القلق يخفق معه جاعلا يديها ترتجفان، انتبهت لنظرات أخيها نحوها و كيف أنه بدى و كأنه يتفحص أمرا ما بشأنها.

" هيا يا تشاد، و أنت يا كايتلن ، فالتبقي هنا".
" و لكنني أريد المجيء لرؤية أبي معكِ".

قاطعها ( تشاد) بحدة و غضب: لاا، إبقي هنا ، و لا تتحركي إنشا واحدا خارج الباب ، تأكدي أن أبواب المنزل مغلقة. توجهت (مارلين) للخارج بينما إنحنى ( تشاد) ليكلم أخته التي بدت تائهة، " أعرف أنك تستشعرين الختم لذا هذا يعني أنك في خطر لذا إفعلي ما أخبرتك به ، سأحاول العودة أنا و أمي بسرعة". مسح على شعرها و غادر بخطوات ثقيلة متجاهلا ألمه.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن