ج 28

832 56 11
                                    

تأملت هاتفها و بالتحديد الرسالة التي أرسلها لها (كريس) قبل قليل، أخبرها أنه سينتظرها بعد نهاية اليوم عند البوابة الثالثة للحرم الجامعي إلا أنها تحتاج لطريقة لتتملص من أي أحد قد يعرقل ذهابها مع (كريس) لانه تعلم أنه لو علم (بلاين) بذلك فقد يرسلها للقمر. جلست في قاعة الطعام تحتسي قهوتها المنكهة بالكراميل و أمامها تجلس (كريستا) و (بلاين). قالت و هي تحاول خلق حديث لتخفف نظرات الشك التي يرمقها بها (بلاين) ، "ربما ينبغي علينا الذهاب لنطمئن على يلموك".

رفع (بلاين) حاجبه باستخفاف: منذ متى تهتمين بيلموك. عقدت حاجبيها بغضب: توقف عن القفز باستنتاجات عني يا بلاين فأنت لا تعرف شيئا. فجأة صدر صوت صغير حاد في الجو جعل البعض ممن كانوا في القاعة يبدؤون بالصراخ و الاختباء و هناك ممن وصل بهم الحال لسقوط على الأرض مغمى عليهم بالكامل، بينما البعض كان واقفا ينظر لما يحدث حوله و كأنه شيء ليس بالجديد.

وضعت (كايتلن) يدها على مكان قلبها و هي فزعة فالجو أصبح مظلما فجأة و صوت الصفير يرعبها ، سمعت (بلاين) يقول بينما يمسك بيدها بإحكام : تباً ، هل اليوم هو يوم المأدبة ؟ . و قد كان يحدث (كريستا) التي وقفت مبهوتة تنظر لأحد تلك المخلوقات و هو يلاحق أحدا ما و من وجهها بدى أنها استوعبت أنه حبيبها (آيس). قالت بنبرة مهزوزة: أحد تلك المخلوقات اللعينة يحاول مهاجمة آيس.

تقدم (بلاين) من (كريستا) و قال فالتهربا لمنزل (ڤين) و لا تتوقفا مهما حدث ، أنا سأذهب لمساعدة (آيس). إبتعد مسرعا كالريح تاركا وراءه (كايتلن) و (كريستا) في حالة رعب.

التفتت (كريستا) لصديقتها بعد أن أستوعبت أن وقوفهما في هذا المكان الغير آمن قد طال، وقالت: هيا بنا يا كايتلن . جرت (كريستا) و خلفها (كايتلن) مباشرةً. كان بصرها يعرض أمامها  ما لا يمكن لبشري تخيله، ما هذه المدينة المجنونه ، هل تعلم الحكومة بما يحدث في هذه المدينة ، أهي مخبأ لشياطين أم ماذا!.

كان هناك بعض الطلاب يختبؤون في أحد القاعات بينما جموع آخر يحاول كسر الباب لدخول إليهم ، البعض يجري مثلها محاولا النفاذ بجلده . كانت تحاول البقاء خلف (كريستا) قدر الإمكان حتى لا تضيعها فلو ضيعتها فيمكن أن تودع حياتها للأبد.

المرور بين زملائها في الدراسة كان مفزعا لانهم ما عادوا أولئك اللذين تلقي عليهم التحية في الصباح ، أنهم يبدون كالوحوش الضارية الآن ، تفادت الكثير ممن حاول الهجوم عليها إلى أن شعرت بانقباض مؤلم و رهيب في صدرها بعد مرورها بشخص كان يصوبها بنظرات غامضة، لقد كان ألما جعلها تقف محاولة الصراخ و طلب (كريستا) أن تلتفت خلفها لأنها لا تستطيع الجري فذلك الألم يجعل الصراخ شبه مستحيل.

وقفت وعيونها الجاحظة و الدامعة تنظر لطيف (كريستا) الذي إبتعد عنها الآن. فجأة قفز عليها أحد ليرديها أرضا فتصرخ بألم فقد عضها في كتفها ، فتحت عينيها المليئة بالدموع ، لقد كان (آيزك) من صف كيمياء الذرة. شدت شعره و حاولت ضربه بقدميها بقوة و هي تصرخ بينما ألم صدرها يزداد ، يبدو أنها ستموت الآن. بكت بحرقة و هي تصرخ ، إنسابت دموعها بحرقة و دمها ينساب على الأرض ، بينما ذلك المخبول قد عض كتفها بالكامل إلى أن أظلمت الدنيا حولها.

يتبع..

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن