ج 61

383 33 17
                                    

أنهت ورديتها و أتجهت خارج المحل بعد أن سلمت المحل لـ(بيرس). وضعت سماعاتها و مشت بخطى متباعدة ، الساعة الآن التاسعة و الربع. عليها ملاقاة (آيس) في مقهى الإنترنت القديم و لكنها ستحتاج لعبور تقاطع شارع هانتر ستوردجن و تقاطع الساحة الرئيسية للمدينة كذلك.

وقفت تنتظر إشارة المرور لتصبح حمراء و لكن في الوقت ذاته شاهدت ذلك الشاب الذي يمشي مترنحا بطريقة غريبة و السيارات تتلافى الاصطدام به قدر الإمكان. فجأة أحست بشعور غريب و هو عادة شعور أي مستشعر حين يكون الخطر بمحاذاته. جرت قشعريره قريبة في جسدها ، و تصلب شعرها و لكنها في الآن ذاته قررت أن تتقدم بسرعة لتسحب ذلك الشاب قبل أن تدهسه إحدى شاحنات الأثاث.

فتح الشاب عينيه بإتساع و نظر لها. فتاة بشعر أشقر مموج و كثيف ، تقف محدقة فيه بريبة و قلق. قالت بصوتها الذي من رقته تشعر و كأنها تهمس لك: هل أنت بخير؟ كدت تموت.

ابتسم لها و رد بعد أن أخذ نفسا عميقا: شكرا لك يا؟..

ابتسمت إبتسامة جانبية: كريستا و أتمنى أن لك تكن تحاول الإنتحار. قهقه الشاب و قال: أدعى روبيرتو. توسعت عينيها و أبعدت يدها التي كانت تقبض على كمه حين سحبته. لاحظ (روبيرتو) ذلك و حدق فيها مطولا.

"لما أشعر أنك سمعتي عني شيئا سيئا!"
عضت على شفتيها و تراجعت خطوة للوراء: لا.. لا لما تظن ذلك أنا فقط متعبة و لدي محاضرتين مملتين علي أن أحضرهما. تقدم (روبيرتو) خطوة نحوها: ترتادين جامعة يوكايشر!؟.

بدى وجهها كمن قال ما لم يفترض به أن يقوله فأومأت بضعف و ردت بخفوت أكثر : سأذهب الآن. و حين همت بذلك تفاجأت به يسحبها ليكون ملاصقا لها و يهمس في أذنها: أعتقد أنني سهلت مهمتك بدل الذهاب لبيتسي أليس كذلك؟.
أصفر لونها و شعرت بالدم و كأنه توقف من التدفق في جسدها و لكنها تدرك أنه ما عاد وراءها.

***

ارتدت (كايتلن) حقيبتها و عقلها مأخوذ بشقيقها الذي يفترض به الآن أن يكون في المستشفى فقد تم نقله بسرعة بعد أن ساءت حالته. تسللت دمعة من عينها و هي تحاول كبت بكاءها. و بجانبها كان يجلس (بلاين) الذي كان يدرس تعابير وجهها و لكنه قرر أن يسألها مباشرة عن خطبها حالما لاحظ دمعتها تلك.
"ما الأمر؟"

تنبهت له و حاولت تصنع الإبتسام: لا تقلق كل شيء على ما يرام. شبك أصابعه و رفع حاجبه مما دلها أنه لا يصدقها: لا تكذبي.

تجرعت ريقها و عيونها تنظر للباب منتظرة دخول (كريس) الذي غادر لشراء القهوة لهما. "أنه تشاد لقد نقل للمستشفى بسبب مضاعفات مرضه."
وضع كفه على خدها و لكنها قفزت من مكانها بسرعة و وجهها أحمر اللون مما جعل وجهه يظهر أقصى مراحل الدهشة في تعابيره.

"أعتذر لم أقصد إفزاعك"

حينها دخل (كريس) و لاحظ كم بدى الجو غريبا في القاعة. تقدم و وضع أكواب القهوة الثلاثة أمامهم وقال: المرة القادمة سيذهب بلاين لشراء القهوة.

"و لما؟"
"لأنك سليط اللسان و تستطيع إنهاء معاملتك مع موظفة القهوة بسرعة فهي معجبه بك"

و بعدها ضحك حين سدد (بلاين) له لكمة في ظهره و قد بدى أن يحاول كتم غضبه أمام (كايتلن) التي أخذت كوب القهوة و بدأت في إرتشافه محدقة في الخارج.

"لقد قال لي جايد أن علي الإختباء في مكان آمن بعيدا عن أي مستشعر أو جزار"، التفتا لها بوجوه مطالبة لتفسير كلامها. و أردفت: مائدة الدماء بعد يومين.

أنزل (بلاين) عينيه و كأنه يشعر بالخجل من ذلك اليوم الذي سيصبح فيه هو و كل و الاخرين كالوحوش البرية باحثة عن دماء الاضاحي أو المنبوذين.

"كلامه صحيح ففي ذلك اليوم بالتحديد لا أحد يضمن نفسه يا عزيزتي"
نظر (بلاين) بريبة ليد(كريس) التي كانت موضوعة فوق يد (كايتلن)، حينها قام و سحب (كريس) معه و قال محدثا (كايتلن): يستحسن أن تطمئني على شقيقك لا بأس نحن سنخبر الدكتور أليستر بعذرك. نظر (كريس) له مستغربا بينما (بلاين) يقبض على  ذراعه و يشده للخارج.

***
وقفت تسد الباب بكلتا ذراعيها و هي تهدد: كلا يا رين لن تذهبين. أقتربت (رينيه) من أختها الصغرى وقالت بنبرة تهديد: إبتعدي عن الباب حالاً ألا تفهمين إنه يحتاجني ، يحتاج وجودي معه.
"ألم تتعبي من تجاهله لك والمشكلة أن يمتلك حبيبة يا رين"
تطاير الشرر من عيونها الخضراء و هي تنظر ل(كوزيت): إياك أن تقولي أن تلك العاهرة بيتونيا حبيبته إنها تستغله فقط. وضعت (كوزيت) كفها مغطية فمها و الدهشة تعلوها: تبا يا رينيه لسا محتاجةً لقول هذه الألفاظ.
جلست (رينيه) و عيونها مركزة على الباب الذي تقف (كوزيت) أمامه تسده حتى لا تخرج.
"لأنها عاهرة فعلا و تلك لم تكن مجرد شتيمة فقط بل حقيقة مطلقة و الآن لتبتعدي من أمام الباب و إلا أحرقت كل أحذية الكعب لديك.
"أنا أفعل هذا لأنني أحبك يا ريني ، لا أحب رؤيته و هو يتجاهلك دائماً."
أنزلت (رينيه) بصرها محدقة في الأرض بخيبة و قالت و قد بدى أن حديث نابع من أعماق قلبها: لو أجبرت على الابتعاد عن يلموك .. أتوافقين على ذلك؟ بالطبع لا لذا لا يمكنك إقناع قلبي اللعين بأن أتجاهل عدم الذهاب لشخص الذي أحبه و الذي يرقد في المستشفى الآن.

تأملت وجه أختها الكبرى بحزن و ابتعدت من أمام الباب دون أيما كلمة تخرج منها. حينها قررت اللحاق بأختها للمستشفى دون وعي منها.

***

يتبع

أتفهم تلخبط فهمكم للاحداث و لكن مهلا القصة طويلة جدا لذلك ستفهمون كل شيء في وقته💕

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن