ج 11

1.1K 58 11
                                    

حدق في وجهها المشدوه ، بدت كمن وقع بصره على شبح بحيث إصفر وجهها فجأةً ، رفع كفه بتردد و وضعه على يدها التي كانت ترتجف على الطاولة بينما يدها الأخرى تتدلى و كأنها انفصلت عن جسدها. "كايتلن! ، ما بالك؟ ". لم ترد عليه فقد كانت بداخلها تحاول تمالك تلك الدموع الخائنة و التي ما لبثت إلا لتنهمر منسابة على خدها. " إنهما هنا !!". التفت للجهة التي كانت تنظر نحوها ( كايتلن) بوجه مبهوت ليتبين له فيما بعد أنهما ( تشاد) و ( جايد) و معهما كالعادة ( ڤارال).

"سأذهب الآن". إنتبه لها و هي تلملم أغراضها لترحل و لكنه قام بسرعه ، وقال: سأوصلك. حدجته بصرامه: أنت فعلا ليس عليك فعل ذلك يا كريس.

"كريس! ، ظننت أنك في أولد مانشن الآن". استدار ليواجه (جايد) الذي سرعان ما وقعت ملامح الصدمة عليه حين شاهد (كايتلن). إقترب منها و لكنها إبتعدت بسرعةً لتقول لزميلها : عن إذنك. و لكن حين همت أقدامها المرهقة بالإبتعاد ، غافلتها ذراع قوية لتقبض على رسغها و تحيلها للخلف، لقد كان شقيقها الأكبر ( تشاد) هذه المره و خلفه يقف شقيقها الأخر بصدمته التي جعلته لا يحرك قيد أنمله.

" دعني". نظر لها بحده، وقال : لم نلتقي منذ مده و هكذا تبدئين بلقائنا. حررت رسغها من قبضته و هي تدلكه بيدها الأخرى ، و ردت و بصرها مركز على ( كريس) الذي بدى قلقا و بجانبه يقف ( ڤارال). "و من قال لك أنني أهتم ؟، سواء إلتقينا أم لا فأنتما لم تعودا تعنيان لي شيئا". ظهرت علامات الضيق على وجهه  و لكن تدخل شقيقه الآخر جعل (كايتلن) تشعر و كان أمرها إنتهى. (جايد) : هذا ليس المكان و لا الوقت المناسب لنتجادل يا حبة البندق و لكن أخب...

لم ينهي كلامه بسبب دفع ( كايتلن) له بغضب و قالت و هي تمسح دموعها: بالتأكيد ليس المكان ولا الوقت ، فإنني أتمنى ألا تقع عيني عليكما ، أملت أنا و أمي فتح صفحة جديدة هنا بعيدا عنكم و لكن هذا الأمر يبدو مستحيلا ، تباً لكما". و أردفت بعد أن أحالت نفسها لتخرج: لما لا تنشق الأرض و تبلعكما أنتما و أبي ، فقد سإمت هذا الأمر فعلاً.

غادرت مخلفة وراءها مقهى بزبائن مدهوشين بينما إثنين منهم كانوا بمشاعر متلاطمة كعاصفة في بحر هائج، فشقيقتهم الصغيرة و التي أحباها قد تمنت أن يختفيا الآن من أمامها ، ما الذي حدث في مدة غيابهم ؟، سؤال طرحه ( تشاد) في رأسه بينما بقي ( جايد) بوجه لا تراه غالبا عليه ، فوجهه كان يتألم من الداخل ، تلك الدموع التي ذرفتها أخته كانت دموع قهر و عذاب ، من ذا الذي يقدم و يتجرأ على ذلك؟.

*****

شرب ( بين) من كوبه بينما يجلس بجانبه إبنه (فينيسينت) أو كما يقال له ( فين)، بينما يقابله ( بلاين) ، ( يلموك) و ( كوزيت) و اللذين كانوا كأن شخص ألقى عليهم من الحقائق ما قد جعلت أفكارهم تتشوش. " إذا فعلينا أن نخبر كايتلنيل عن أنها معنا قبل أن يقتلها الڤينكسل". رد عليها (فين): نعم ، و عليكم ذلك في أقرب وقت فلا تنسوا ما حدث لبياتريس حتى لو كانت شقيقة لأحد أكبر الأعضاء هناك ، فهم كما تعرفون لا يتعاملون معنا هكذا. رجعت لذاكرة (كوزيت) صديقتهم (بياتريس) و كيف أن (تشاد) و من معه جعلوها ضحية لمأدبتهم البشعة ذلك اليوم ، و هو اليوم ذاته الذي فقدوا فيه (كريس). أمسكت رأسها مانعة تلك الصور المقززة أن تتدفق لرأسها ، فهي تكره تلك الذكريات ، فصراخ ( بياتريس) ما زال يدمي قلبها ألما و حزنا . إنتبهت ليد (يلموك) الذي أمسك يدها و هي ينظر لها بنظرة مطمئنة، لتبادله بإبتسامة عذبة. "غدا سنخبرها كل شيء يا بين لا تقلق". إبتسم (فين) لها برضى و قال محدثا (بلاين): سأتوقف منك الأهتمام بأمر كايتلن يا بلاين فكما تعرف هي واحدة منا. جز على اسنانه بضيق: و لماذا الآن ، ألا تشعر أن في الأمر خطبا؟. قال (بين) بصوته الذي يظهر فيه تقدمه في العمر: كل شخص يحتاج لظروف لجعل قدراته تظهر و تتشكل ، و هذا ما حدث مع كايتلن. أومأت (كوزيت) له و قالت ل(بلاين) بصيغة الأمر : ستعاملها كما تعاملنا يا بلاين جاكسون و إلا ، ثم كما قال بين ، كل شخص فينا كان له وقت مختلف في إكتشاف قدرته فأنت مثلا عرفت قدراتك قبلي و هكذا .

تأمل (يلموك) وجه (بلاين) و الذي يظهر فيه مقدارا من الضيق و عدم الرضى، و قال: ستكون بخير لا تقلق. رفع (بلاين) بصره نحوه و رد بحنق: تبا لك ، و من قال لك أنني أهتم. إبتسم (يلموك) برضى ليتبع (كوزيت) التي قامت من الأريكة و هي تودع (ڤين) و (بين).

هطل المطر مفرقا (بلاين) الذي توجه  لمنزله و (يلموك) و (كوزيت) اللذان يقطنان في الحي ذاته ، فقد كان يفصل منزلها و منزله ، ثلاثة بيوت فقط. قالت و هي تنظر لمنزلها الذي بدى لها و هي تقترب بخطوات متأنية. " كيف حال أمك؟". هز رأسه لتفهم أنها بحال جيدة ، فهي تعرف أن ( يلموك) لا يحب الحديث كثيرا.

وقفت عند مدخل منزلها و هو ينظر لها بإبتسامه بالكاد تلاحظ. " أراك غدا". مسحت على خده و غادرت مسرعة دون أن تلاحظ تلك الكلمة التي غادرت فمه بهدوء ، " أتمنى".

مشى مسرعا نحو منزله و في قرارة نفسه يدرك أنه لو لاحظ أنها تحركت من المكان الذي ربطها فيه فسينهي عليها و لا يهمه حتى لو تدخل أصدقائه ضده ، و لكن ماذا ستقول (كوزيت) عنه؟.

يتبع....

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن