ج 29

797 53 8
                                    

وقفت ترتجف بردا و خوفا و هي تتصل بـ(بلاين) و لكنه لا يجيب ، تود العودة للبحث عنها و لكن العودة هناك كالعودة للجحيم لا محالة. نظرت نحو (ڤين) الذي كان يتفحص وجهها باحثا عن سبب لهذا القلق و لكنها أحالت وجهها قبل أن تنفجر في وجهه باكية. "أستطيع أن أرى خوفك يا كريستا". زمت شفتيها بضيق متجاهلة كلامه ، إقترب منها واضعا كفه على كتفها: أخبريني ما الأمر حتى لا يفوت الأوان. أبعدت يده عنها و هي تنظر نحوه بعتاب. "لا يمكنك مساعدتنا في شيء". ثم إستمرت  بمحاولة الإتصال بـ(بلاين) مجددا إلى أن جاءها الرد أخيرا و قد كان يلهث و يتنفس بصعوبة.

- بلاين الحمد لله ، أخيرا اسمع لقد فقدت كايتلن و نحن نهرب من الجامعة أظن أنها ما تزال هناك.

لم تسمع رده ليغلق بسرعة الخط في وجهها ، أنزلت الهاتف و هي تدلك جبهتها ، ماذا ستفعل الآن. "كريستا". التفتت نحوه بغضب هذه المرة و قالت بانفعال: توقف عن معاملتي و كأنك تعرفني يا ڤينيسنت، تذكر أنه بعد رحيل أمي لم يعد بيننا أي شيء. حدق فيها بثبات و رد بهدوء: لقد وعدت والدتك أن أعتني بك دائما. زفرت بغضب : تبا قلت لك توقف أنا لا أطيق رؤيتك حتى. ذهبت لتفتح الدرج حيث توضع الخناجر المسمومة هناك و التي تستخدم من قبل المستشعرين لدفاع ضد الجزارين.

-أين تنوين الذهاب بهذا !؟.
-لا شأن لك.
- لقد طلب منك بلاين البقاء هنا يا كريستا فتوقفي عن عنادك هذا.
- أنا لن أبقى هنا بينما أصدقائي في مكان يشبه الجحيم.

إقترب منها بغضب و أمسك يدها التي تقبض على الخنجر: و ما الذي قد تفعلينه وحدك ضد أولئك المسوخ ، لن تقدري عليهم وحدك. ابتسمت باستخفاف، وقالت: سأحاول فعل ما لم تفعله أنت لأمي. سحبت يدها منه و انطلقت نحو الباب تمشي و العزم يشع من عيونها الزرقاء، فما كان من (ڤين) سوى أخذ سلاح ناري من طراز Red 9 و خمسة خناجر مسمومة في حقيبته ليلحق بـ(كريستا) بسرعة.

*********

إنتهى من تضميد جرحها و نظر لشاب الذي كان يحدق به و هو يعمل بحدة و كأنه يهدده لو اخطأ في شيء ما ، و قال محدثا الشاب: حسنا يا سيد تشاد لقد أنتهيت من تضميد جرح الآنسة ، في الحقيقة ستكون ضعيفة هذه الفترة فقد فقدت الكثير من الدم و تعرضت حنجرتها للإلتهاب بسبب الإجهاد ، قمت بإعطائها مخدر حتى لا تجهد نفسها. اومأ (تشاد) برأسه له و عيونه تحمل ملامح الحزن على رؤيتة أخته هكذا.

*********

نظرة للماضي/ Flashback

صوت الصفير ذاك ليس غريبا عليه ، و لكن كيف ليوم المأدبة أن يحدث اليوم ، من فعل ذلك ؟. كبح رغبته في الإنقضاض على أحد الآن فهذا ليس الوقت المناسب، عليه أن يعرف من وراء هذا الصفير. خرج يمشى بأريحية وكشخص له مكانته في ( الڤنكسل) لن يستطيع أحد الهجوم عليه و لو فكر. مشى باحثا بعينيه في الممرات لعله يرى ما يثير الريبة و لكنه عوضا عن ذلك رأي ما جعل قلبه ينقبض و عضلاته ترتخي. شقيقته الصغرى ممدة دون حركة و متضرجة بالدماء و ذلك الجزار الذي انقض على كتفها. لم يشعر بنفسه و هو يندفع ممسكا ذلك المسخ و مقتلها بيده التي إشتدت فيها العضلات لتقتلع رأس ذلك الجزار بدون أيه رحمه. رمى بالرأس على الأرض و بالجسد كذلك لينقض الآخرين ينهشون تلك الجثة بينما عيونه الدامعة تنظر لـ(كايتلن) و قد بدت كجثة هامدة. أمسكها يحتضنها بين ذراعيه و صوته مهزوزه و هو يحركها: إياك ، إياك أن تموتي يا كايتلن، إياك. أحتضنها بقوة يبكي و لم يشعر حين قدم شقيقه (جايد) لينتزعها من بين يديه و يجري بها لطبيب والده تاركا (تشاد) في حالة صدمة على الأرض و هو نظر ليديه المملؤة بدم (كايتلن).

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن