ج 48

579 48 10
                                    

دقت الساعة معلنة عن الساعة العاشرة بالضبط صباحاً، أرجع (جيمس) رأسه للوراء و هو يحاول صبط تنفسه و التحكم بنفسه ، القلق هجم على قلبه و الفدع ما لبث أن أوصد على النور أن ينال عقله ليعرف التصرف إزاء ما يواجه حالياً. إبنته (كايتلنيل) ، و حبيبته تبين أن أحد أولئك اللذين يجب التخلص منهم ، مستشعرة ختم أو منبوذة إن صح التعبير. ما الذي عليه أن يفعله. جاءه طرق الباب ليأذن له بالدخول ، لقد كان (جايد) و قد بدى عليه الضيق و عدم الإرتياح.
- لقد جائتني رسالة من تشاد يا أبي ، أمي كانت هنا!!
- و تريد استعادتك و أظن أنها فكرة جيدة بل وممتازة و لكن قبل ذلك أخبرني يا جايد لأنني أعرف جواب أخيك مسبقاً و لكنني بحاجةً لمعرفة جوابك أنت.
رجع (جايد) خطوة للوراء بدون دراية منه فقد كان يفتش في مكنون كلام والده ، " ما الذي تعنيه؟".
- جايد ، أكنت تعرف أن أختك من المنبوذين؟
علامات الصدمة و الجحوظ في عينيه أثبتت لـ(جيمس) أن إبنه لم يكن يعرف ، فأردف ، " أخبرني ، لو خيرت بين حياتها و الولاء لمجلس الختم فأيهما ستختار ، لأن شقيقك قد سبق و أن أختار كايتلن".
أنزل رأسه للوراء ، لقد بدى و كأن والده يطلب من أن يختار شقيقته عوضا على الختم ، و هو لا يحتاج تلميحا من والده لأن (كايتلن) تأتي بالمقام الأول طالما أنها مستشعرة ختم هذا يعني أن حياتها في المحك.
- كايتلن تأتي أولا.
- هذا جيد ، أذهب و أحميها هي و أمك بكل ما يمكنك أنت و تشاد.
- ماذا عنك يا أبي ، قد يستهدفك الآخرين.

ضحك بهسترية و أقترب يربت على كتف إبنه، "لا تنسى من أنا يا بني، سأعود لميونيخ بعد أن أنتهي من بيكا."
****
وضع صحنا من الخبز المحمص أمامها و هو ينظر لها ، لقد بدت شاردة الذهن بدون أي ردة فعل ، بدت خالية من الحياة. أطرق إليها متأملا بأسى ، " لولا! هل هناك خطب ما". رفعت عينيها نحوه و نطقت بصوت أظهر جفاف عطشها : ستقتلني إنها مسألة وقت.

ضيق (يلموك) عينيه ، ما الذي تعنيه أخته ، من هذا الذي سيقتلها. قام من كرسيه و أمسك كتفيها برفق، " لن يؤذيك أحد يا عزيزتي و أنا معك ، سأحميك بكل ما أملك من قوة و لكن من الذي تعنينه". أمسكت ( لولا) ياقة قميصة برفق و قالت : تش.

" يلموك .. لولا استيقظتما،  أنا آسفة كنت أنظر في ألبوم الصور في غرفة الضيوف". حك ( يلموك) شعره و هو يتذكر ، تبا لقد نسي ألبوم العائلة ذات مرة هناك.

تقدمت ( تشارلي) منه و قالت : إذ كنت لا تمانع.. أين هي والدتك؟ لقد سمعت أنها مستشعرة ختم مثلي. نظر ( يلموك) لأخته التي بدت ترمق ( تشارلي) بخوف و بين ( تشارلي) التي أظهرت كل معاني الود و الجمال.

" لقد تم إختطافها ، و لكن كيف عرفتي أن أمي مستشعرةً ختم".
إبتسمت و اقتربت و عيونها تحمل حدة غريبة : أنا أعرف جميع المنبوذين هنا ، أستطيع تعديدهم حتى.
- هل تعرفين اسم أصغرهم سنا؟
- نعم إسمه هنتر و عمره تسع عشرة سنة ، لقد كانت في الزنزانة المقابلة لي ، هو بالأحرى ميت الآن لأن مجلس الختم كان سيحرقه بالأمس.

لم تتغير ملامح ( يلموك) هذه الفتاة كاذبة ، ف( كايتلن) في الثامنة عشرة و هي مستشعرة ختم كذلك فكيف لا تعرفها تشارلي ، إلا إذا كانت تشارلي مجرد كاذبة و لا ليست منبوذة كما تتدعي.

- حسنا جيد جدا.
فجأة رن جرس الباب ليتقدم ( يلموك) بسرعة فاتحا الباب حتى لا تغيب ( تشارلي) عن نظره، لقد كانت ( كوزيت) نظر لها بدهشة.
" لقد اتصل بي بلاين و قال أنك مصاب في قدمك و لكن مما يبدو الوضع عليه الآن فهو كاذب ، لذا .. سأغادر".
قبل أن تهم بالمغادرة أمسكها ليحتضنها بقوة و هم يتمتم بكلمات الأسم و الندم ، أحتضن وجهها المبلل بالدموع بكفيه، " سامحيني يا عزيزتي". إبتسمت بخجل و نظرت خلفه ، شاهدت شقيقته مع جسم أسود ضبابي يقبع خلف ( تشارلي) التي كانت تنظر لصورة العائلة المعلقة أمامها. همست ( كوزيت) لـ( يلموك): لم توجد عفريتة دم في منزلك يا يلموك؟.

****
يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن