ج50

544 43 15
                                    

"حسنا فلا يمكنني رمي هؤلاء الأطفال هكذا وراء ظهري و هم يرمقونني بهذه النظرات ، ألديك هاتف سأتصل بصديقي ليأخذنا من هنا"
" لا يمكنني الوثوق بأي شخص"
" أسمع ، إذ كنت خائفا منه فهو لن يؤذيك أستطيع أن أضمن لك ذلك ثم البقاء هنا و انتظار أن يكتشفك أحد ما ليس بالحل كما تعرف"

قلب كلامها في عقله ، يعلم أنها على حق و لكن بعد كل ما مر به لا يمكن أن يمنح أحدا ثقته بسهوله. وزع نظره بين (كايتلن) و الأطفال الثلاثة ، وقال: حسنًا. ناولها هاتفا قديما جداً ، " هذا هو الهاتف". قلبته في يدها ثم التفتت نحو ( أنتون)، وقالت ساخرةً : فقط لو اختطفت هاتفي معي أيضا.

******
خرج المحقق ( آدلت) من سيارته و هو ينظر بخوف للكائن الذي صدمه ، وقفت ( كوزيت) مفزوعة و هي تنظر لـ( تشارلي) متضرجة بالدم و ترقد في الشارع ميتةً. تقدم ( يلموك) ينظر بخوف فقد ظن أن ( كوزيت) هي التي تأذت. كان المحقق مصدوما و هي ينظر لعفريتة الدم لأول مرة في حياته.

"ما هذا الشيء بحق الجحيم؟"

تقدم (يلموك) ليرجع (كوزيت) خلفه متحدثا للمحقق: أنا عفريتة دم ، و أعلم أنك لن تصدقني.
أدخل المحقق يديه في جيوب بنطاله ، وقال: أسمعني أيه الشاب ، أنا رجل في الخمسين من عمره ؛ هل تتوقع مني أن أصدق هرائك هذا.

عض ( يلموك) شقتيه بغضب و أمسك معصم ( كوزيت) و قال: حسنا إذا ، لا تصدقني و لكن فسر لعقلك ماهية هذا الشيء الذي قتلته و نحن سنذهب. تقدم المحقق منه ، وقال: التحقيق هو وظيفتي لا تنسى ذلك و أنتما ستساعداني. ردت ( كوزيت) بصرامه: نحن أصدقاء إبنك آيستوود ، و ربما عليك أن تبدأ تحقيقك بسؤاله كيف أصيبت قدمه فكما تعرف أحدهم هاجمه يوم المأدبة.
"آيستوود!!"
" نعم و الآن لنعد يا كوزيت "

*****
"هل أنت متأكد أنك تشافيت؟"
"كالحصان"
"حسنا إذا و لكن لا تجهد نفسك فما زلت لا أصدقك"

رفع ( كريس) هاتفه متصلا بـ(بلاين) للمرة الثالثة و لكنه لا يرد، " هذا الأحمق النرجسي ، لما لا يرد!." التفت ( فين) نحوه وقال: قال أنه ذاهب ليقل كايتلن. أدار عينيه بغضب ، و لما قد يقل (كايتلن) لما لم تطلب منه أن يقلها.
"حسنا أنا سأبقى"
"ألم تقل أن لديك مشوارا مهما؟"
"متى قلت؟"
أخفى (فين) إبتسامته و هو يصف أدواته الطبية في مكانها.

******
نزل من سيارته و هو ينظر للمكان الذي وصفته (كايتلن) له، كان مخزن (كوبر سويتز) و لكن تم إغلاقة منذ عشرين سنه.

**قبل ربع ساعة**

كان متوجها لمنزل (فين) فقد اخبره أن (كريس) ينوي المغادرة لذلك كان يعزم على تكسير راسه لإبقاءه في منزل ( فين) آمناً، إلا أن هاتفه رن برقم غريب، في البداية لم يكن متأكدا إذا كان ينبغي عليه الرد أم لا ، و لكن صوتا بداخله كان يلح عليه بالرد.
"من هناك؟"
"بلاين حمدا لله أنك أجبت"

دق قلبه بسرعة ، أمسك هاتفه بإحكام و قال بغضب: ما أين لك بهذا الرقم أيتها الحمقاء. سمعها تتأفف لترتسم الإبتسامة لا إراديا على وجهه.

"ليس لدي الوقت لأشرح لك ، أحتاج مساعدتك تعال لمخزن قديم يدعى كوبر سويتز ، أنه في طرف الغابة".

" كوبر سويتز!!، ذلك المكان مهجور ما الذي تفعلينه هناك ؟!".
"فالتأتي فحسب".

بعدها سمعها تغلق الخط في وجهه ليزيد من الضغط على الوقود منطلقا للمكان الذي وصفته له.

**بعد ربع ساعة**

فتح باب المخزن و نادى بصوت عالي: كايتلن أين أنت؟. شاهدها تظهر من أحد البقاع المظلمة و هي تضع يدها خلف رأسها ، "هل أنت بخير؟". أومأت برأسها ثم نادت بصوت عالي : تعالوا فكل شيء على ما يرام كما أخبرتكم. كان (بلاين) مستغربا مما تعنيه و من تكلم بالضبط ليظهر فتى و يمسك من جهتيه ثلاثة أطفال صغار ، كان الأربعة كمن عذب و حرم من الطعام.
" م.. من!!؟"
أمسك بيده و حكت له كل شيء بينما عيونه مركزة هلى الأطفال الثلاثة ، نعم هو يعرف مدى شراسة العوائل التي تحرس الختم و لكن هل لطفال بهذا العمر المبكر حصة من العذاب.
" يريدون أن يكونوا تحت حماية الديوناترز!"
" نعم ، كانت والدة يلموك ترعاهم و لكن أنت تعرف أنها اختطفت"
" نعم عائلتك فعلت ذلك"
تراجعت للوراء ، وضعت يدها مكان قلبها : عائلتي؟. أومأ (بلاين) برأسه إيجابا.
"توقعي منهم أي شيء يا كايتلن"
" صدقني ما عدت أرجو شيئا من ذلك المنزل، كفانا تضيعا للوقت أرهان أن الصغار جائعون"
تقدمت و حملت إحداهم و التي كانت تدعى (ليف) و قالت: العم بلاين سيشتري لكم طعاما لذيذا هيا فالنذهب.
رفع (بلاين) حاجبه ازدراء وقال محدثا (أنتون) استعدوا فالنذهب من هنا.
.....
يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن