ج 20

908 54 11
                                    

نظر بسرعة إلى ظهر صديقه و هو يجري كالمجنون باحثا في كل قاعة و ممر عنها ، لقد سمع صوت (تشاد) و هو يرد على مكالمته الموجهة ل(كايتلن) ليسقط هاتفه أرضا غير مبالي باحثا عنها .الآن عليهم أن يتوقعوا الأسوء. "تباً، أين هي". التفت ل(يلموك) الذي كان يبدو مشوشاً، و رد ببروده المعتاد: ربما عليك أن تسأل كريس.

رمقه بنظرة ثاقبة تخبره أن يبتلع كل كلمة قالها لتو. "و لما قد يساعدنا ذلك الخائن". أدخل ( يلموك) يديه في جيوبه و قال و عينيه تتفحصان المكان : فالتجرب فلا مشكله في المحاولة.

فجأة و من بعد بضعة ياردات سمعا صوت مألوفا  و كأنه جاء في الوقت المناسب لينادي (بلاين): بلاين لقد وجدت هاتفك مرميا على الأرض. التفت ليراها بعينين محمرتان و الظاهر أنها كانت تبكي . مشى مسرعا دون أن يرد عليها ليحتضنها بقوة و كأنه لا يريدها أن تذهب أو تختفي متجاهلا نظرات (يلموك) المندهشة و شهقتها إثر ما فعل.

إبتعد عنها و هو ينظر لوجهها المحمر و المصدوم في الآن ذاته، و قال: ما الذي يفعله هاتفك مع تشاد؟، لقد ظننا أنهم اختطفوك أو ربما الاسوء. زفرت بقوة ، وقالت و هي تناوله هاتفه: لقد قال أنه سيعيده لاحقا. تقدم (يلموك) منهما و رد بحاجبين معقودين: هل هناك خطب ما؟.

هزت كتفيها نفياً ، و ردت محاولة عدم النظر لهما فما زال قلبها ينبض بسرعة و الفراشات في بطنها تجعل الوقوف أمامهما و التحدث أمر صعب. " لا تقلق كل شيء على ما يرام ، أظن.. على الذهاب الآن". و حين همت بالمغادرة أمسكها (بلاين) من رسغها: ماذا تعنين بذلك؟. شدت يدها لتقول له بغضب: هلا توقفت عن التهجم علي بأسئلتك ، أنه أمر عائلي.

بلاين: حين يكون تشاد في الأمر فمن المستحيل أن يكون عائلياً.
كايتلن: صدقني أنه كذلك.
يلموك: كايتلن، ربما أنت لا تدركين موقفك إلى الآن.
بلاين: أخبرني يلموك بتلك التي هجمت عليك في الحمام و أظنها بيتونيا.
يلموك: ما الذي جعلك تظن أنها هي؟!.
بلاين: الشخص الذي تناولته كان أولريك طالب السنة الاخيرة و هو حبيبها ، سمعت أنه خانها لذا أنهت عليه.

أنهى جملته ليلتفت لها و شاهد أن وجهها كان مشمئزا من كلامهما ليقول: ألن تجيبي. كانت تعرف أن الهروب من استجوابة محال فقالت ببرود: هو ينوي زيارتنا اليوم ، هو و جايد.

بلاين: سحقا، أنه ينوي شيئا بالتأكيد.
كايتلن: و ربما هي زيارة فقط.

حدق (بلاين) فيها بإزدراء: بعد كل ماحدث كيف بإمكانك أن تكوني ساذجة. "حسنا على الذهاب، بالمناسبة منزلي في الحي الرابع على شارع جورج توان و رقم منزلي هو ١٦". أنسحب يمشى مبتعدا بينما الهدوء يحل عليهما ليقول (بلاين) بوجه بدى و كأنه يشعر بالخجل الآن و هما بمفردهما: لدي بعض الأعمال التي يجب أن أنهيها فالتنضمي للبقية فالبقاء بمفردك ليست فكرة جيدة و بالنسبة لأمر زيارة أخيك فأنا سأتدبر الأمر.أنهى كلامه ليمشى و هو يضع سماعته على أذنيه مبتعدا بسرعة. ما باله يا ترى لما قد يعاملها بخوف تارة و تارة أخرى يهجم بأسئلته التي لا تهاون فيها.

يتبع..

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن