ج 47

555 45 15
                                    

وقفت أمام الباب المهيب و المزين بنقوش غريبة لم تفهمها بينما تحيط تلك النقوش رمز عائلة البايتنيتو. ارتجفت و هي تشعر بالدم يتجمع في رأسها ، لم تقابل زوجها منذ سنوات و لكنها ما تزال بالأوراق زوجته. أحاطتها ذراع (تشاد) و كأنه يخبرها لا تخافي. "لم أعلم بأن والدك يقطن هنا". تجمد ملامحه فهو يعلم أن علاقة والديه أضعف من خيط العنكبوت الآن ، و لكن الآن لن يمانع لو فكرت أمه أن تقطع علاقتها بوالده ، فلا أحد سيحب أن يستمر مع شريك حياة يخونه."فالندخل ، أخبرته أنني أود مقابلته و هو في مكتبه الآن." أومأت (مارلين) برأسها.

******

الساعة التاسعة إلا عشر دقائق ، أنتهت (كايتلن) من التأكد من أن جميع أبواب المنزل مؤصدة، لا تعلم لما ألح عليها (تشاد) بذلك و لكنها أعتادت الثقة به. الجو كان باردا و مما زاد الأمر سوءا هو الهدوء يعم المكان. تمتمت في نفسها ندما فقدت تذكرت أن (مولي) و (أوليفر) قد خرجا قاصدين المستشفى فقد أصيبت (مولي) بنزلة برد بالإمس.

جلست أمام الشرفة التي تتوسط الممر الذي يقف ممتدا و على جانبيه غرفتها و غرفة والدتها و أخرى ل(مولي) و (أوليفر) بينما في نهاية الممر يوجد منحنى لممر آخر يحوي غرفة صغيرة تستخدمها أمها لرسم و حفظ لوحاتها.

"أتساءل كيف هي الأحوال مع أمي و تشاد الآن؟"

و على حين غرة شدتها تحركات غريبة عند الممر في الممر الذي يقود لموسم والدتها. تجرعت و أمسكت المقص الذي كانت تحمله بدافع التسلح و مشت ببطئ نحو ما ظنت أنها سمعته.

*****

أرتخى كتفيه و هو ينظر لزوجته التي وقفت و الغضب يشع من عينها و بجانبها إبنهما الأكبر ينظر له و كأنه يقول في نفسه " فالتنجو مما أنت ملاقيه الآن".
- مارلين حبيبتي ، لقد اشت..
- كفى يا جيمس فالمدينة كلها تعلم بعشيقتك و لا تقلق فأنا لا أنوي أن التصق بك للأبد فلدي خططي كذلك و لكنني هنا لأجل ما يربطني بك و الذي لن أسكت عنه أبدا

سكتت قليلا و هي تتجرع محاولة كبح جماحها من أن تنفجر في وجهه. " كيف لك ألا تخبرني بمرض تشاد ، رسالة أقلها .. ألا تستطيع ؟ أتشغلك حبيبتك الشقراء عن صحة أبنائك."

نظر لها بدون أي انفعالات بادية على وجهه: مارلين حبيبتي كنت أنوي أن أخبرك و لكنني كنت مشغول بأمور المستشفى ، ثم لما أنت هنا لم لست في ميونيخ.
ضحكت بسخرية و هي تحاول تجاهل تجاهل نظرات الغاضبة التي يوجهها (جيمس) لإبنه. " جئت إلى هنا تمهيداً". حذت بضع خطوات نحوه و قالت: تمهيدا لطلاقي منك يا جيمس فأنا ما عدت أحتمل هذا الوضع وسآخذ ابنائي و لتبقى أنت و حبيبتك.
قبضت على يد (تشاد) و شدته ليغادرا إلا أن قبضة زوجها أوقفتها بأن أمسكت ذراعها ، التفتت له بغضب و شاهدت وجهه الذي أصبح مخيفًا ، تجرعت قلقا: فالتدعنا و شأننا يا جيمس.

- مارلين أنا أحذرك فالتغادري هذه المدينة و انسي أمر تشاد و جايد اهتمي بكايتلن.
- أنا من تحذرك ، ألا يكفي أنك حرمتني من أبني و الآن تريدني أن أتركهما و أخرك من المدينة ، و كأنها تعود لأسرتك أو ما شابه.
- مارلين أرجوك.
- لا مزيد من الرجاء ، من الجيد أنني رفضت حين أرادت كايتلن المجيء لرؤيتك.

جز على أسنانه ، لم يكن يخطط للقاء زوجته و ابنته بهذا الشكل ، شكل يده على شكل قبضه ، " كايتلن هنا كذلك!". لم تجب على سؤاله بل سحبت (تشاد) معها و قبل أن تغادر قالت بصوت حازم : أرسل جايد حين يعود ، و لا تقلق سأطلب من محامي أن يجهز أوراق الطلاق بأسرع ما يكون.

شاهدها تغادر مع أبنه البكر ، حسنا سيسوي الأمر معها و لكنه لا يمكن أن يكون الطلاق ، فهو ما يزال يكن لـ(مارلين) المشاعر و لكن كل هذا بسبب تلك الخطة التي كانت عائلته ثمنا لها ، حدث نفسه ، " ركز يا جيمس ، مارلين ستتفهم الأمر ، و أنت مرغم على السكوت و الخضوع لشائعات التي صدقتها زوجتك ، الخطة و الختم في المقام الأول." ، صوت هاتفه قاطعه ، لقد كانت (كلوديا شتيجن).

- جيمس يبدو أنك بدأت تضعف و هذا لن يعجب المجلس.
-  ما الذي تعنينه؟.
- أعني ابنتك .

*******
يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن