ج54

498 39 11
                                    

مصحة خوان و هاليبيلز هي إحدى تلك المصحات التي تقع في حي بانيكز و المعروف بخلوه التدريجي من العائلات فمنذ إقامة مصنع حلوى كايد و تصاعد الأبخرة الناتجة من المصنع فقد قامت الحكومة بإخلاء معظم القاطنين فيه و تعويضهم في أحياء أخرى ، لذا فقد بقيت النسبة الأكبر من البيوت خالية بإستثناء بضعه منازل.

وضع (روبيرتو) الكرسي الذي كان يحمله في يده و جلس متأملا المنظر المظلم للحي و خلفه يقف (راڤاييل) مشدوها بالمنظر.
"ملائم ، ألا تظن ذلك يا راڤ؟"
"مكان فُقد فيه مئات الأرواح ، سمعته سيئة و متوازي عن الأنظار ... نعم إنه المقصود"

أحنى ظهره للأمام ساندا رأسه بكفتيه المتشابكتين و المرتكزتين على ركبتيه ، "سأجعل هذه المدينة تغلي أكثر من غليانها و سيأتي لي جدي راكعا  حينها ستكون إمرة عائلتي تحت إصبعي و لا تقلق" ، نظر (راڤاييل) له بعيون تطلب التوضيح ليسترسل (روبيرتو) : سآخذ حق أختك التي قتلت.

ابتسم (راڤاييل) بسخرية : نحن ننتقم لأجل ڤيينا و نقتل مع ذلك مئات الفتيات. قام (روبيرتو) مواجها صديقه: مئات!! لا يا راف لقد قتلنا إلى الآن ست فتيات و تبقى لنا أربعه و تذكر أن هذه العشرة أرواحٍ التي ستزهق لن تذهب عبثا فهي لأجل ڤيينا و لأجل والديك أيضا.

غادر متوجها نحو الباب الذي أكل نصفه الصدأ و لكنه سمع (راڤاييل) يقول: ذاهب إلى المنزل؟.

" نعم و ينبغي لك أن تلحقني قريبا فهي لن تنفك عن سؤالي بمكانك أنت تعرف عوائد خالتي".

******

رمى المنشفة على سريره و تمتم في نفسه ، "أخيرا حمام ساخن يعيد الحياة لي". نظر للباب الذي أنفتح لتدخل سيدة شقراء ذات شعر طويل و مصفف بعناية و ترتدي قميصا أخضر و بنطال جينيز رمادي يعلوهما رداء الطبيب ببياضه النقي.

"أمي!"
"أمك أيه العاق أتعتقد أنني غبية و لا أعلم ، لقد نظرت لندوب في جسمك أثناء نومك،  لذا هيا أخبرني من فعلها؟"
" أ أ.. ههه لقد سقطت "
"هذا عذر قديم يا كريستوفر"
"إنني بخير و هذا هو المهم"

جلست بجانبه على السرير و هي تمسح هلى شعره البني الداكن، "أخبرني بلاين أنك قضيت الوقت في منزله لذا أفهم أن المياه عادت لمجاريها؟". إبتسم بتكلف : أعتقد ذلك ، و لكن أخبريني يا أمي هل لديك ممرضة بإسم .... في عيادتك ؟.

" نعم الممرضة التي تساعدني في التضميد عادة إسمها سييرا بانغتوم "
"أتعيش في شارع لونغ فورست؟"
"ما المناسبة؟"
"أرجوكِ"
"نعم هي تعيش هناك و لكن ليكن بعلمك أنها أكبر منك بسنوات و أنا لن أسمح لك..."

توسعت حدقتيه : ما الذي بحق الجحيم تظنينه يا أمي ، لا أنا لست معجبا بها. قهقهة (بيلاتريكس) و ربتت على كتفه لتقوم و تقول : سأجهز مائدة العشاء بعد قليل .

"هل عاد كيجان؟"
"جاء بالأمس و قد بدى غاضبا ، أكل شيء بخير في الجامعة أعني أنا لا أفهم لما قد يأخذ أخيك مهجعا و منزله لا يبعد الكثير عن الجامعة".

"لانه وغد"
"كريستوفر لورديك هذه آخر مرة أراك تغلط في حق شقيقك الأكبر"

مشت ناحية الباب بوجه غاضب و لكنها سمعته يتأسف بصوت ممتعض ، التفتت ناحيته: لقد وعدت والدك في فراش الموت أنني لن أترك أواصرنا تنقطع و أنا دائما أفي بوعودي. أغلقت الباب خلفها بسرعة و قلبها يدق بسرعة ، لا بأس أن تقسو عليه طالما أن ذلك في مصلحته.

******

جلس على السرير المزخرف و هو يتأمل الغرفة التي سينام فيها هذه الليلة و التي لن يفعل ذلك بالتأكيد. عليه بعد العشاء التهرب بأي طريقة و التعذر بحجة الرغبة في الخلود لنوم و منها سيحاول الولوج بأي طريقة لسجن العائلة الذي من الواضح أنه يقع في ممر سري أسفل اصطبل الخيول. رفع كم قميصه لينظر لساعته محاولا تحديد الوقت المناسب الساعة الثانية عشر ليلا عليه إنقاذ السيدة (ستوم)

******

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن