الفصل 194 "إمبراطورية الغيوم"

85 29 23
                                    

أيادي امرأة جميلة تمسح على رأس ياتسومي الصغير الذي يستلقي على ساقيها وهي مبتسمة.
ثمّ يفتح ياتسومي عيناه، كان كل شيئ أبيض حوله.
فينهض جالساً على السرير ثم يقول: هل انتقلَتْ روحي إلى الجنّة؟
إلا أنّ سيريانا كانت جالسة بجانبه وهي مبتسمة: بالطبع لا، ما تزال حيّاً ترزق.
كانَ ياتسومي ملفوف بالكامل بشرائط طبية بيضاء، ليس هو وحسب، بل الجميع تقريباً.
سيريانا بابتسامة صغيرة ولطيفة: إنّ الجميع ينتظركَ بالخارج.
فتساعده على النهوض ويمشي كالأعرج للخارج فتضرب الشمس عيناه فيغمض عيناه ويرفع يده المسكورة والتي تم جبرها بالجبس بالفعل ثم يبتسم فقد كان الجميع يبتسم له.
فيقترب كورامي رافعاً يده المجبرة أيضاً ليقول: أحسنتَ عملاً أيها القائد، ليضرب كل منهما جبس الآخر، فيقشعران من الألم ويصيحان بانزعاج ليضحك الجميع عليهما.
فيقترب كاسبر ماسحاً على رأسي كل من سيريانا وياتسومي ثم يقول: لقد كبرتما حقاً.
فيبتسمان له، وإذ تدمع عيناه ليقول: هل يُسمح لي أن أحضنكما؟
سيريانا بابتسامتها الرقيقة تِلك: لا تضع لوم كل شيئ عليك يا والدي، على كل حال، لولا هذه الطاقة التي اكتسبتها بسببك لما كنتُ حيّة حتى الآن.
فيحضنهما آنذاك ويبكي بشدّة وهو يقول: إنّ والدتكما تراقبكما من السماء، أنا متأكّد من ذلك.
فتقول تاميدا وهي تكاد أن تبكي: ياله من مشهد مؤثّر.
عينجو بابتسامة مصطنعة: هوّني عليكِ يا فتاة.
كان كلّ شيئ حولهم مصنوع من الغيوم بالفعل، فهم بإمبراطورية الغيوم.
ليقول ياتسومي بابتسامة: صحيح، الأمير
فيقف ياشير آنذاك ليركض نحوه ويحضنه ثم يقول: أيها البطل، لقد اشتقت لك.
لارا بابتسامة: لا تدعنا نقلق عليكَ أيها القائد، إنك تفعل هذا كل مرة.
ينظر ياتسومي يمنةً ويسرى ليقول: أين غاتوك؟
فتقف زوهي لتقول: ذهب إلى قريته، مكان قبر والده.
ياتسومي باستغرابٍ وتفكير: مَن أنتِ؟
زوهي: إنني شقيقته.
فيقول ياتسومي: لقد تذكّررت، أنتِ من هزمه آنذاك في إمبراطورية الوحوش.
زوهي: إدّعا أنّه قد هزم، كان يستطيع أن يمحي الإمبراطورية برمشة عين.
لقد أخرج نيران سوداء فاحمة، تحرق حتى الزمكان.
فيعم الصمت.
زوهي بكآبة: لكن رغم ذلك، لم ننجز المهمة بشكل صحيح.
فيُصدَم ياتسومي وينظر لأسفل بكآبة.
أمّا قبل يومين فكانا ريكو ومينجا ما يزالان يتقاتلان بجنون حتّى اعترض طريقهما غاتوك وهو مكتئب.
فينظران نحوه.
لكنّه لم ينظر نحوهما بتاتاً.
مينجا وابتسامته قد كبرت: يا ملكَ التنانين.
فيجذب ذاك غاتوك، فهو لم يلحظ وجود مينجا آنذاك، مما جعله ينظر إليه، فيقول مينجا: ما رأيك بمقاتلتي؟
كان غاتوك مكتئب بشكل كبير ليرد: بسيفك المكسور هذا أم بجسدك المتعب؟
ريكو: وكأنّكَ تملك جسداً جيداً؟
يدك مقطوعة وجسدك مليئ بالجراح العميقة والكدمات.
يتنهد غاتوك ويستدير لهما بالكامل ليقول: ستكونان كيسي ملاكمة حتى أفرغ غضبي.
كان مينجا يبتسم، فهو يعلم كل العلم، القوة الكامنة بهذا الرجل.
وإذ بريكو يصبح أمامه، لكنّه يتلقّى لكمةً على بطنه تجعله يتراجع لمكانه ثم يقول غاتوك وهو واقف بطرية قتالية: سريع....
وإذ بنيران غاتوك تحاوطه.
أما مينجا فقد كان أعلى غاتوك موجّهاً سيفه على رقبة غاتوك، إلا أنّ غاتوك قد أمسك السيف براحة يده ليظهر ريكو أمامه موجّهاً مبضعه نحو عين غاتوك، لكنّ مكان يده المقطوعة تخرج يد حجرية يلكم ريكو على وجهه ليقذفه على إحدى الصخرات لتصيح نوفا قائلةً بذعر: ريكو.
يقف ريكو مبتسماً وهو يقول: إنّه قوي جداً، أشكّ أنّ أحد الحكماء قادر على هزيمته، كائناً من كان.
وفي ذاك الوقت كان قد قبض غاتوك على سيف مينجا ليكسره بالكامل.
ثم يركضان نحو غاتوك، يبدأ الإشتباك السريع جداً.
إلا أنّه يمسك وجهيهما ويسقطهما أرضاً.
فيضربانه كل منهما بمبضعه وبقية سيفه إلا أنّه لم يخدش، كانت معدته متحجّرة أيضاً.
وإذ بيديه تتحوّلان للون الفضي، إنّها طاقة عائلته، الآزونك.
ويفجّر رأسيهما محدثاً الكثير من الغبار، يتركهما غاتوك ويقف متجهاً لطريقه.
لكنّ تلك الأعين الصفراء اللامعة من وسط الغبار قد غيّر رأي غاتوك بالذهاب، ليبتسم ويقول: شعرتُ بطاقةٍ كامنة داخليكما، لكنّي لم أظنّ أنّها قوية لهذه الدرجة.
كانا يملكان هالةً سوداء خارجة منهما ولكل منهما جناحين عملاقين بريش أسود كالليل.
كانت وشوماً متموّجة تغطّي جسديهما وماتزالت الدماء تخرج من رأسيهما.
كانت نوڤا قد فزعت منهما حقاً، يبدو أنّها طاقة كامنة بداخلهما.
وإذ بهما يطيران باتجاه غاتوك بسرعة.
فيقفز غاتوك طائراً بالسماء ليلحقا به.
استدار لهما بعد أن ابتعدَ كفايةً ووجّه كفاً على كل واحد منهما ليخرج طاقة الآزونك خاصته مفجّراً إيّاهما، لكنهما قد خرجا من إنفجار غاتوك سالمين ويوجّهان قبضتيهما نحو غاتوك، إلا أنّ غاتوك قد صدّ ضربتيهما بيديه ويوجّه ساقيه نحوهما، لكنّهما يصدّان ركلة غاتوك أيضاً، فيبتسم غاتوك ويقذف من يديه نيراناً تبتلعهما.
يبتعدان قليلاً إلى أن ضربا بجناحيهما إلى أن أطفأا النيران.
غاتوك: أصبحتما قويّان حقّاً.
وإذ بنيران غاتوك تتحوّل للون الخمري الداكن ويطير نحوهما، وهما يطيران نحوه بجنون...
أمّا الآن عِندَ غرفة كبيرة جداً يقول رجل كبير بالعمر يملك لحية طويلة جداً ضارباً بمطرقته الخشبية: وهكذا تمّ أمر نسب لقب "أسطورة" للمدمّر غاتوك، وأي أحدٍ يحضر رأسه سيتمّ تأمين حياته وحياة من يريد حياةً مرفهة وكنوزٌ بالأطنان.
فيصيح كل من في المكان كالمجانين...
أمّا في إمبراطورية الغيوم فكان ياتسومي قد اكتأب بالفعل ولا يعلم كيف سيقابل غاتوك، فهو من قرر هذا القرار الطائش بالهجوم على البيغاسوس.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن