الفصل 147 "سيّاف2"

131 21 0
                                    

تقف لارا مصدومة أمام ما تراه أمامها.
فتتحرك شفاهها قائلةً : ماهذا؟
تشيجوو: هذا ما تحويه السماء.
كان المكان كالجنة حقاً.
السماء زرقاء والأرض خضراء ويوجد الكثير من الأنهر.
ولكن أين تلك المملكة التي كانوا بها؟
لا، إنه عالم آخر حقاً.
لارا: هذا مذهل.
تشيجوو بتفاخر: أليس كذلك؟
والآن، هيا.
ويمشيان قليلاً حتى وصلا لسلالم بيضاء على شكل لولبي تصل لأعلى السماء، وأعلاه الكثير من الغيوم.
لارا: لا لا تقل لي.
تشيجوو: نعم، إنه بالأعلى.
لكن السلالم مغلقة الآن.
لارا: لماذا؟
تشيجوو: لأنّ أحدهم يحاول أخذ السيف.
لارا: إلى الآن لم أصدق أنه يوجد عالم علوي.
لكن ماذا لو استطاع انتزاعه من الغيوم؟
تشيجوو بسخرية: لن يكون سيفك.
والأهم من هذا كله، يجب عليك تحرير طاقتك.
لارا: لستُ مهتمةً بها.
وإذ ينزل أحدهم من السلالم وهو يمسك يده التي لم تعد موجودة وتنزف بشكل كبير.
لارا بصدمة: ما به؟
تشيجوو: صحيح، نسيت أن أقول لكِ.
من لا يستطيع سحب السيف.
سيفقد أحد أعضاء جسده.
لارا بانزعاج: الآن تقول هذا؟
وقد غمرها التردد: هكذا إذاً.
تشيجو وهو ينظر لأعلى السماء: إن لم تكوني مستعدة فقولي لي فحسب.
فيعاود النظر نحوها ليراها تصعد.
فيبتسم ويقول: حظاً موفّقاً.
وتبدأ لارا بصعود تلك السلالم البيضاء اللولبية المعلقة بالسماء، والتي لا يبدو أن لها نهاية.
أما تشيجوو فقد كان يفكر: هل يمكن أن تحصل عليه؟
إنه سيف السماء.
هيا يا لارا، أنتِ لها.
فتصل لارا أخيراً نحو السماء ووصلت لساحة صغيرة بنهاية هذه السلالم وفوقها الكثير من الغيوم، ومعلق بها سيفاً سماوياً مائل للأبيض وكأنه كريستالي بسبب لمعته المذهلة لتقول: ها أنت ذا.
لكنك أجمل من أن يقاتل بك أحدهم.
وهي تكاد أن تمسكه، تلحظ سلالم تغطيها الغيوم من الجهة الأخرى للساحة التي عليها لارا.
فتقول: لن أخسر شيئاً إن تركتك لبرهة.
وتبدأ بالصعود رغم أنها لا ترى شيئاً سوى اللون الأبيض.
لكن بدأت الغيوم البيضاء تتحول للون الفضي حتى أصبحت سوداء بالكامل.
ووصلت لساحة أخرى لكن المكان أشبه بجحيم، فالصواعق والغيوم السوداء مرعبة.
لارا: أظن أنني اكتشفت شيئاً جديداً.
فترى سيفاً أسود معلق بالغيوم السوداء، كان يلمع باللون الأسود وكأن طاقةً شيطانية بداخله.
فتقول: إذاً هما سيفان؟
لم يخبرني تشيجو بهذا، ياله من أحمق.
فتمسك السيف الاسود وتبدأ بمحاولة سحبه وهي تقول: هيا أيها الأحمق، هيا أيها الشيطاان.
لكن لا أمل.
فتنظر لنفسها وتقول: طالما أنّكَ لم تأخذ مني أي طرف من أطرافي فهذا يعني أنك تريدني، هيا تعال لمالكتك.
فتمسكه بقوة وتسحب بشدّة، حتى شعّ بقوة وهي تصيح ب"تعاااااااال إلييييييي" حتى خرج من مكانه وتدحرجت لأسفل حتى وصلت أسفل السيف السماوي ذاك.
لارا وهي تحكّ رأسها: أظنني حللتُ لغزاً ما.
وتسحب السيف الثاني بقوة.
وإذ بالسلالم تتدمر أسفلها وتسقط ومعها السيفين بيديها.
فيشع جسدها بضوء أبيض كبير.
وهنا اتضح أن الأمر قد انتهى
فتفتح عيناها وإذ تلحظ نفسها بالغرفة التي استيقظت بها هذا النهار، لكن الليل قد حل.
كان تشيجوو يمسك بالسيفين وينظر لهما بتمعن كبير.
لارا وهي تتكلم بصعوبة: مالذي حصل؟ هل كان حلم؟
فيستدير نحوها بابتسامة عالية ويقول: لقد أحضرتي السيف، لكن ليس سيفاً إنهما إثنان.
لم أتوقع أن لسيف السماء المقدسة سيفاً آخر.
إنه سيف الجحيم الجامح.
لارا: عمّا تتكلم؟
فتفتح عيناها بصدمة وتقول: أليس حلماً.
فيضحك تشيجوو بقوة ويقول: عندما صعدتِ بقيت أنتظركِ حتى بدأت أسمع صوت ضرب صواعق كهربائية وما إلى ذلك.
ثم فجأةً انهارت السلالم وسقطتِ من الأعلى.
لكن من يصدق بأنك أحضرتِ هذان السيفان؟
فتستلمهما لارا بيديها وتقول بدهشة: السماء المقدسة والجحيم الجامح!
ليمسك تشيجو كتاباً بعد أن نفخ الغبار من عليه وبدأ بالقراءة.
لارا وما تزال تتأمل السيفين: أملك الخبرة لاستخدام ست سيوف، لن يعرقلني الأمر.
فيفتح تشيجوو عينيه بصدمة ويقول: سيف التباين؟
فتنظر له لارا باستغراب.
سيف التباين ، إنه سيف خُلِقَ من سيفين أحدهما يعبر عن النور والآخر الظلام، من صنعه؟
يقال أن الآلهة من صنعته.
لكن من يعلم؟
وكيف يستطيع الشخص استخدامه؟
إنه السيف المطلق.
كما دعاه الجميع.
تشيجوو: لكن كيف سيكون الأمر؟
لارا بتكبر: دعني أحاول.
يااسيف التباين، اظهر.
وتضربهما ببعضهما البعض.
لكن لا شيئ حدث.
تشيجوو: أظن أنها أسطورة كاذبة.
لارا: لا أعلم.
على كل حال، سأبدأ من الغد على التدريب.
تشيجوو بضحك: حسناً.
ومرّ الوقت، وصار صباح الغد وكانا تشيجوو ولارا يقفان مقابلان بعضهما البعض وتمسك لارا بسيفيها اللذان يتوهجان بقوة، أما تشيجوو فكان يمسك بسيف عادي وليس سيفه.
لارا: وأخيراً بدأ التدريب.
تشيجوو: توجّهي نحوي.
فيعقدان حاجبيهما ويركضان نحو بعضهما البعض.
وإذ بلارا تنطبق حركات أعينها وبدأت بتذكر حركات مينجا كحركات تشيجوو تماماً وشعرت بذاك الشعور الذي يقول، أنها النهاية.
فترفع سيفيها بشكل إكس لتصدّ ضربة تشيجوو التي لم يستطع أحد رؤيتها وتخطته بعد أن فقدت توازنها وبدأت تتدحرج على الأرض لكنها لم تترك سيفيها أبداً.
تشيجوو: وكأنكِ قرأتي تحركاتي.
لارا بغضب: لم أقرأها، وإنما حفظتها.
تشيجوو بصدمة: حفظتيها؟
بهذا الشكل؟
لارا: السياف مينجا من فعلها.
فيبدأ تشيجوو بحك رأسه ويقول: إذاً هو.
لكنني عثرت على منبع طاقتك.
لارا: ماذا!

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن