الفصل 185 "إرسال عبر الزمن"

134 32 33
                                    

يركض ياتسومي وهو مفجوع بصياح: كيف آل الأمر لكل هذا؟
كانت جيوش كبيرة جداً تلاحقهم.
لم يكن وحده من يركض، بل كلّاً من لارا وتانوي وحتى التوأم ياشيرا ويونا.
ومن جهةٍ أخرى كان يوراف يلوّح بيده لياتسومي والباقين، حتى لاحظوه.
وإذ بهم يركضون نحوه مباشرةً.
ما إن وصل الجميع بالقرب من يوراف حتى وضع يده على الأرض ليقول: إطلاق.
وإذ بالأرض التي أسفلهم تصعد بهم لينشأ جبل كبير أسفلهم.
فيصيح أحد الجنود الذين يلحقون بهم، مالذي حدث؟!
نعود بكم بالأحداث قبل بداية كل شيء.
يدخل رجل بعكّاز يستند عليها، لمكان كبير وفخم ينظر لرجل أمامه يبدو بالثلاثين من عمره يملك شعراً بنياً أشعث فاتحاً ومن ملابسه يبدو أنّه من طبقة النبلاء.
يرفع ذاك الرجل عكّازه موجهاً إياها للرجل النبيل الذي أمامه قائلاً: عليكَ قتل المسابقة والمتسابقين.
أيها الملك اللعين.
يبتسم ذاك النبيل الذي تمت دعوته بالملك ثم يقول منحنياً: أمرك أيها الفريق جوزيف.
في الغابة، يقف كوبي والجميع أمامه مستعد ليقول: هذه هي فرصة ياتسومي الوحيدة.
اهزموا الجميع بالمسابقة تلك.
ليقول الجميع: سنفعل.
فيصل يوراف أيضاً قائلاً : سأكون خير عون لك.
فينظر الجميع ليوراف ثم يبتسم ياتسومي له.
يمضي الوقت حتى صار منتصف النهار وقد وصل الجميع إلى بوابة السور الخارجي للمملكة.
كان السور ضخماً نوعاً ما، فيضرب ياتسومي البوابة العملاقة ذات اللون البني القاتم، ليُفتح منها شبّاك وأحدهم ينظر للرفاق ليقول: أغلقت أبواب السيّاح والتجّار لما بعد غدٍ.
فتتقدّم لارا لتقول: نحن هنا لأجل المسابقة التي ناقشنا ملككم بها.
فيغلق ذاك الحارس النافذة الصغيرة ويفتح باباً صغيراً بجانب البوابة العملاقة.
ثم يصيح لهم: تفضلوا من هنا.
دخل الجميع مكملين مشيهم تابعين ذاك الحارس والذي يبدو أنه أعلى مرتبةً من الذين معه، كانت المملكة كأيي مملكة أخرى، أحياءٌ سكنيّة وأسواق شعبيّة.
لكن ما شدّ نظر الرفاق برجاً عملاقاً.
فتقول تانوي بثقة: لا بدّ أن الحجر الأسود أعلاه.
فيهز الجميع رأسه مؤيّدين ثم يردّ الحارس مجيباً، خطأ، إنّه أسفل ذاك البرج تحت الأرض.
لكن وبسبب أن كل من حاول إمساكه، ليردّ ياتسومي مقاطعاً كلامه: كانت تنزل من السماء طاقةً سوداء مرعبة تقتله مباشرةً؟
فينظر الحارس له باستغراب لثوان، ثم يكمل مشيه قائلاً: يبدو أنّ لديك معرفة كافية.
ياتسومي: بل أنني جربت ذاك الألم مباشرةً لخمسة مرّات على التوالي.
لينظر له جميع الحراس المرافقين وذاك الحارس أيضاً بصدمةٍ كبيرة.
الحارس بارتباك: حسناً.
ياشيرا: ماذا الآن؟
الحارس: سندخل لقصر الملك لنأخذ الأوامر منه مباشرةً.
لكن أوّلاً، سنذهب للبرج كي أريكم الحجر.
حتّى تثقوا بصدقنا وبوجود الحجر الأسود.
ياتسومي بابتسامة: نحن نصدّقكم.
وصل الجميع لباب ذاك البرج الفولاذي والذي يقفله أكثر من خمسين قفل ضخم حديدي.
وثلاثة حرّاس كبار بالعمر وتبدوا عليهم الخضرمة بهذه الحياة ليقول أحدهم: أهم من يريدونه؟
الحارس : نعم سيّدي.
فيقول حارس آخر من بينهم: قتيلٌ آخر قادم.
ليقول الحارس المرافق: سيّدي، يبدو أنّه الرجل المعهود، فهو من يملك باقي أجزاء السيف، لقد تلقّى مثل ذاك الشعاع الأسود لخمسة مرّات.
فيصدم الحرّاس الثلاثة من كلام الحارس المرافق فيقول أحدهم مقترباً من ياتسومي: هذا غريب، لا يبدو أنه كذلك أبداً.
دخل الجميع بعد أن فتحت الأقفال جميعها وكان لا يوجد إلا سلالم حجرية لأسفل.
وكانت الجدران والسلالم وكل شيئ بالداخل يعجّ بنقوش غريبة وتتوهّج بلون أرجواني داكن كما كانت جميع مناطق أجزاء السيف ليقول ياتسومي بانزعاج: ذاك الألم.
ينظر الجميع له بانزعاج وحزن.
ينزل الجميع لأسفل مع الحراس الثلاث حتى وصلوا لساحة مربّعة الشكل وبوسطها يطفو الحجر الأسود الذي تلتهب الطاقة السوداء حوله وجميع تلك النقوش تنتهي عنده.
يقترب منه ياتسومي فيبدأ بالإضطراب مخرجاً الطاقة بشكل هائج وإذ بحارسين من الحرّاس الثلاثة يمسكانه من كتفيه والثالث يضع كفّه على ظهر ياتسومي ليقول : تحرّك خطوةً أخرى باتّجاهه وستفقد حياتك.
فيبتسم ياتسومي ليقول: على كلّ حال، لقد أتيت لهنا من أجله، سآخذه.
ويصعد الجميع بسكون تام، كانت عربةً تنتظرهم، ليستقلّوها مع الحارس المرافق ويكملون مشوارهم
وصل الجميع عند غروب الشمس أمام باب ذهبي لسور مزخرف فينزل الجميع لتقول تانوي: إن الإمبراطورية كبيرة حقاً.
استغرقنا وقتاً حتى وصلنا.
الحارس: تبلغ مساحة مملكتنا بحجم نصف إمبراطورية كاستوريا خاصتكم.
تبقى كاستوريا واحدة من أكبر ثلاث إمبراطوريات في هذه القارّة.
يوراف: هلا دخلنا؟
لسنا هنا لكسب معلومات عن مملكتكم الجغرافيّة.
يرمق الحارس يوراف نظرات منزعجة ليقول: تفضّلوا.
يدخل الجميع لحرم القصر وكان بانتظارهم الملك نفسه. يبتسم لثانتيتين ثم يصيح بابتسامة تعلو محياه: اعتقلوهم.
يُصدَم الجميع من ما قاله حتى تأهبوا بلحظة من الثانية للقتال، لكن لماذا ترك الأمر يصل لداخل قصره؟
ويركض الجنود نحو ياتسومي والرفاق إلا أنّ يوراف وبجزء من الثانية قال: تغليف.
وإذ الأرض تكبر وتحاوطهم كقبة ثم تقوص تحت الأرض.
الملك بانزعاج: ومن ذاك الشخص الذي معهم، لم يتم ذكره أبداً.
الحقوا بهم لن يستطيعون البقاء طويلاً تحت الأرض ، أي أنّهم لن يخرجوا من المملكة أبداً.
وبدأ الإنتشار من قبل الملك.
أما أسفل الأرض كانت تقول لارا: كنت سأقطع المكان لنصفين.
تانوي بارتعاب: اخرسي، كدنا أن نموت، هل نسيتي أن عدد الجيوش الذين عند هذا الملك كبير جداً.
لارا: أيّاً كان.
يوراف: هنالك شيئ سيئ، وهو أننا لن نبقى طويلاً تحت الأرض، سينفذ الأوكسجين قريباً نحن كثيرون.
ياشيرا: يمكننا الهروب بقدرة الآنسة تانوي صحيح؟
ياتسومي بابتسامة: لقد عثرت عليها أيها الأمير الصغير، أنت ذكي.
ياشيرا بتكبر: إنني الأمير بعد كل شيئ.
مضى الوقت وغابت الشمس.
أما حراس البرج الثلاث فكانوا واضعين آذانهم على باب البرج ذاك.
ليقول أحدهم: هل حقاً يوجد ضوضاء بالداخل؟
فيقول آخر: أشباح.
أما الثالث فيبدأ بفتح الاقفال وهو غاضب ليقول: لابد أن أحد ما استطاع الإنسياب للداخل.
وإذ بشعاعٍ أسود يطير نحو السماء لينظر له الحراس الثلاث، لكن سرعان ما ركضوا للداخل.
كانت تانوي مع ياتسومي فقط، وصل الحراس آنذاك منصدمين من حمل ياتسومي للحجر بين يديه.
أحدهم: أعده لمكانه، أو سأعتبرك تهديداً للمملكة.
تانوي: يبدو أنهم لا يعلمون أن الجميع يبحث عنا.
تضع تانوي كفها على كتف ياتسومي ليختفون من مكانهم.
الحارس: الحقوا بهم، لابد أنهم استعملوا قدرةً ما للإنتقال الآني.
بسرعة.
وهكذا كان الأمر من البداية،
يظهران خارج المملكة عند لارا والتوأم الصغير.
تانوي: أين يوراف؟
يونا: قال أنه سيرانا عند الجنوب.
وإذ يركض الجنود من كل مكان لاحقين بالرفاق فيبدأون بالركض هاربين نحو الجنوب.
ليصيح ياتسومي: كيف آل الأمر لكل هذا؟
كانت جيوش كبيرة جداً  قد بدأت تلاحقه.
ومن جهةٍ أخرى كان يوراف يلوّح بيده لياتسومي والباقين، حتى لاحظوه.
وإذ بهم يركضون نحوه مباشرةً.
ما إن وصل الجميع بالقرب من يوراف حتى وضع يده على الأرض ليقول: إطلاق.
وإذ بالأرض التي أسفلهم تصعد بهم لينشأ جبل كبير أسفلهم.
فيصيح أحد الجنود الذين يلحقون بهم، مالذي حدث؟!
يوراف: لنهرب، اختر وجهتنا يا قائد البينغر.
كان ياتسومي ينظر للجنود ومرتبك ليقول: وما أدراني، إلى حفيدي.
وإذ بثقب أسود يفتح بالهواء.
يوراف: أولاً الصغار.
فيقتربان ياشيرا ويونا للبوابة ثم يقول ياشيرا: هيا بسرعة.
فيعطي ياتسومي الحجر لياشيرا قائلاً: اتركه معك لنتأكد من امتلاكنا إيّاه.
فيمسك ياشيرا الحجر ثم يقول: أنا ذاهب، ويقفزان معاً.
ثم بقترب الجميع نية دخول الثقب الأسود ذاك، لكن فجأةً ما بدأ الجبل ينهار بركلةٍ واحدة من أحد الحراس الثلاثة.
ساقطين الرفاق جميعهم لأسفل.
باتت معركةً طويلة جداً وأغلقت بوابة الثقب الأسود.
وبعد يوم كامل أوقف كوبي المعركة العملاقة تلك لوصوله لها مخرجاً طاقة عملاقة جداً من جسده قائلاً: إنّي أمرّ من هنا، وأي شخص سيوجّه سيفاً للقتال بهذا المكان سأقتله.
كانت طريقته هذه هي الأفضل لإيقاف المعركة كي لا يكشف  الأمر بأنّه يساعدهم.
تراجعت جيوش العدو وبقي الرفاق وحدهم ثم اختفى كوبي آنذاك.
فيقول ياتسومي: إلى أين ذهبا الأميرين؟
تانوي ولارا: إلى حفيدك؟
يوراف: لستُ قادراً على عمل قدرة الثقب الأسود إلا مرةً كل سنة.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن