الفصل 158 "حرب بحرب"

163 22 100
                                    

عند ڤوزاد، فقد كان يبحث عن شيئ ما، وبتلك اللحظة تصل روز إليهم وهي تقول: تبديل، سأتكفل بأمر هؤلاء، أرجوكم، إن الأسطورة كوبي يقاتل ريو بعيداً عن هنا.
سيريانا بصدمة؛ حقاً، لكن.
روز وقد فقدت أعصابها: أتعلمون؟
لا أدري ماذا أفعل.
ڤوزاد: لكنني أدري، استلمي القتال عن دورف، واتركي الباقي علي.
روز: سأثق بك.
فتستدير وتركض نحو قرد وجنوده.
أما سيريانا تصيح ب "دورف"
فيستدير دورف بدوره ويرى أن روز بالفعل قد توجّهت نحو قرد وأعوانه.
فيعلم وحده أنه يجب أن يذهب إليهم، ثم يركض متجهاً نحو ڤوزاد.
ڤوزاد وهو يؤشر لبرج عالٍ جداً: أريدك أن توصلني لأعلى ذاك البرج.
دورف: فقط اصعد.
فيصعد ڤوزاد على متن دورف ويتراجع دورف للوراء بضعة أمتار.
ڤوزاد باستغراب: لا، لا تقل لي أنّك.
دورف: فقط تمسّك بقوة.
ڤوزاد بصياح: لا تصبح مجنووناً يا دوورف.
وبتلك اللحظة كان دورف قد ركض وقفز من أعلى السور، ثم يسقطان قليلاً إلى أن حطّ على أحد المباني العائمة.
ويكمل ركضه وقفزاته بين المباني.
ڤوزاد بصياح: لقد أخرجت قلبي من مكانه.
دورف بابتسامة: لو كان القائد مكاني، لفعل هذا، أليس كذلك؟
فيصمت ڤوزاد لثوان ويهدأ ثم يقول: صحيح.
ويكمل دورف بدوره قفزاته.
أما عند لارا فكانت ما تزال تمسك بالعمود الخشبي ولكنها عادت إلى الأرض و ثم تقول: لقد مللت حقاً.
آيزين بضحكة هيستيرية: مالذي ستفعلينه؟
هل ستستسلمين؟
سأضعكِ بالسجن مباشرة لا تخافي.
أو يمكن أن آتي إليكِ لنستمتع.
فتمسك لارا بالعمود بيديها الإثنتين وتقول بابتسامة كبيرة: كنتَ تستطيع أن تقول هذا الكلام لأي فتاة غيري، لكنك جنيت على نفسك أيها الأحمق.
ثم تدوي بالعمود الخشبي على شكل حلقة حولها وتقول: الثقب الدودي.
وإذ بذاك الآيزن يُقْطَع من خصره ويطير جزءه العلوي، وهو مصدوم من الذي رآه حقاً، قبل أن تسلب روحه، ماهذه القوة الجبارة؟
أما عمود الخشب الذي ضربت به لارا فقد تفتت من القوة الجبارة.
بحسب المعلومات المجمعة من قبل المحكمة العالمية فإن عضوة البينغر لارا الملقبة بالخائنة ليس لها تلك القوة الجبارة، مالذي حدث حقاً؟
ليس هذا وحسب، وإنّما مبنى السجن العملاق تم قسمه بالكامل إثر ضربة لارا الباترة، ولكن قبل أن يسقط آيزن جثة، وقبل أن ينهار مبنى السجن العملاق جداً، تثني لارا ساقيها قافزةً بقوة كبيرة جداً وسرعة جبارة، نحو الإمرأة التي صاحت ب غاتوك، لم تستطع أعين الإمرأة العجوز ملاحقة سرعة لارا الكبيرة حتى، تمسك لارا سيفها وتقطع القضبان الحديدية على شكل مربّع ثم تدخل وتضع الإمرأة على كتفها ثم ترمي نفسها نحو الأرض بدفع نفسها و وتخرج لكنها تلاحظ أن السجن قد كان يطير بالفعل، فتقفز نحو سور السجن الملتصق بالارضية، وقف عليه ثم تقفز للأرض خارج سور السجن كانت لانا قد لاحظت حركتها السريعة جداً فحنت ساقيها وقفزت لأعلى سور السجن، وكان قد حدث كل ذلك بخمس ثوان فقط.
ثم ينهار السجن بأكمله والغبار يعجّ بالمكان.
أما لارا، فكانت ما تزال واقفة بالخارج وتنظر لمكان لانا، لكن الغبار يمنعها.
لارا بصياح: أتسمعينني؟
أيتها الحسناء.
لانا: إن كنتِ تكلمينني فأنا أسمعك.
لارا: جيد، أريد اسمك.
لانا: ألم أخبركِ به؟
إنه لانا.
لارا: اسمانا متشابهان، جيد
شكراً لمساعدتك.
لانا: أظنُّ أن لقائي بقائدك الآن مستحيل، لكن بعد أن تبلغي تحيّاتي له، قولي أيضاً أنني سأنتظره على الحدود الغربية لإمبراطورية الحب في أي وقت يشاء.
لارا: الحب!
اسم مضحك، لكِ ذلك.
وتختفي لانا من مكانها أما لارا، فتصفّر بقوة، وإذ بالتنين يزأر ويصل ضارباً الغبار بجناحيه ثم يجلس، فتقفز لارا لأعلى وهي تقول باستمتاع، مهمتنا انتهت.
ثم تطير متّجهةً نحو غاتوك.
فضغط طاقته يشعر به الجميع.
ثم يطير التنين نحو غاتوك مباشرةً بعد أن قالت له لارا.
أما عند ياتسومي و جيني فكان قتالهما الدموي لا نهاية له.
فيتراجعان عن بعضهما البعض ثم يقول ياتسومي بتعب كبير: سحقاً لك.
جيني وهو يتنفس بسرعة: قائد البينغر، سأذكر أسمك مدى الحياة، والآن حان موعد موتك.
ياتسومي بتثاقل: آسف، لكن يجب علي أن أنهي أهدافي قبل موتي.
اعذرني لن أسمح لك بقتلي.
ثم يركض نحو جيني، لكن جيني يختفي ويبدأ هجومه السريع مرةً أخرى، لكن مالم يتوقّعه، كان ياتسومي قد أغلق أعينه وبدأ يركّز على حاسّة السمع مرةً أخرى، كان عمل كايغارا هو حماية جسد ياتسومي، أما ياتسومي فكان كلما اقترب جيني يحاول ضربه، لكن جيني سريع بشكل كبير.
فيقفز ياتسومي للخلف، لكنه لم يستفيد شيئاً لأن جيني سريع جداً.
ياتسومي برأسه: يجب علي عمل ما فعله هو.
وإذ بياتسومي يستخدم الخطوة الخاطفة و يبتعد جداً عن المكان الذي كان به، ثم يلكم الهواء بكل ما لديه، فتبتلع لكمته كل ماكان أمامها من حجارة متراكمة، لكن جيني يبتعد لمسافة كبيرة حتى لا يصاب بلكمة ياتسومي المرعبة.
ويهبط على الأرض برعب شديد ثم يقول: سحقاً له، قوته كبيرة رغم أنها تكاد تنفذ.
يجب أن أنهي أمره بضربة واحدة.
ثم يضع كفّيه موجّهين نحو ياتسومي ويصيح: تنانين ملوك الصواعق
وإذ يظهر مثل ذاك التنين العملاق الذي ابتلع ياتسومي قبل يوم، لكن ليس تنيناً واحداً بل مجموعة مكونة من ثلاثين تنين تقريباً ومتوجّهين جميعهم نحو ياتسومي الذي يبدو كالنملة أمامهم.
فتتحوّل ملامح ياتسومي للباردة ويلكم باتّجاه التنانين العملاقة جداً ويقول: الدمار.
فتبتلع لكمته التنانين الكهربائية، لكن التنانين لا تنتهي من قوة جيني الجبارة.
وهنا بدأ اليوم الثالث بالنهاية معلنةً شمسه ذلك، فقد بدأت فعلاً بالغياب، ومن السماء تسقط الخائنة الجميلة، لارا التي غيّرت كل مجرى الحرب.
بابتسامتها الكبيرة جداً بين نيران عاتية، تضع تلك الإمرأة العجوز، وتصيح بقوة: غاااتووككك.فيستدير غاتوك ثم يُصدَم.
فيضع يده على الأرض ويقول: أيها الياما، أبعده قدر المستطاع.
وإذ بعمود عملاق من الأرض يخرج على شكل أفقي يضرب جارودا بقوة ويبعده، ولا يتوقّف عن إبعاده، كان عموداً عملاقاً يناسب حجم جارودا جداً.
فيستدير غاتوك ويتّجه نحو لارا والإمرأة.
وما إن وصل جلس القرفصاء ثم أمسكها، فتبدأ بالبكاء بشدّة.
وتحتضنه، فقد عرغته رغم أنها لم تره إلا يوم ولادته.
أما لارا تبتعد قليلاً، وإذ بها ترى مئات الآلاف من الرجال تقريباً، يركضون باتّجاههم.
فتبدأ بالمشي نحوهم وهي تبتسم ثم تقول: احميها جيِّداً، لدي عملٌ هنا.
سأتّجه نحو ڤوزاد بعد أن أهزم هؤلاء لأخبره بأنه يجب علينا الهرب.
لا تقلقل، لقد عرفت استراتيجيّة الجميع وأماكنهم، فأنا أشعر بطاقاتهم.
ثم تقول لنفسها: لابد أن خطة العدو هي التخلص من غاتوك ليساعد ذاك الوحش العملاق في الحرب.
لكن غاتوك كان مصدوماً لرؤية والدته ولم يجيب لارا، حتى هي لم تهتم وركضت نحو المليون جندي.
فتبتعد الإمرأة عن غاتوك ثم تقول: عيد ميلادٍ سعيد ياصغيري الكبير.
فيصدم غاتوك، ترى كيف حفظت عيد ميلاده حتى الآن، ولدها الذي لا يعلم عنه شيئ، السابع والعشرين من اوكتوبر.
فتبتسم الإمرأة وتقول: إن لم تخنّي الذاكرة فاليوم هو عيد ميلادك الثالث و الأربعين.
فتدمع عينا غاتوك ويقول: لم تخُنْكِ، لَم تَخُنكِ أبداً يا أمي.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن