الفصل 190 "نجمُ الشيطان السماوي الأسود"

99 30 33
                                    

يطير ياشيرا بسرعة كبيرة مصطدماً بالجبل، وإذ بالبيغاسوس تصبح بجانبه لتلكمه بقبضة من نار.
فيبصق دماً وتبدأ لمعة عيناه بالإختفاء.
تمسكه من شعر وترفعه لتقول: ماذا دهاك بدخولكَ هذه الحرب؟
حتّى أنه يبدو عليكَ أنك لا تعرف شيئاً.
بتِلكَ اللحظة كان شيرو ما يزال يقاتل جاكان وليس قادراً على مساعدةِ ياشيرا.
أمّا عند ذاك القتال الضاري الذي يحدث بين غاتوك وجارودا.
نزل غاتوك يمشي نحو جارودا، يرفع جارودا رمحه مخرجاً طاقة الآزونك مع نيران خمرية.
إنّها طاقة غاتوك نفسه، ثم يدوي بضربته مدمّراً كلّ شيئ أمامه، إلا أنّ غاتوك كان قد صار أمام الرمح مباشرةً ممسكاً به بيدٍ واحدة.
يحاول جارودا حمل الرمح لكن أن غاتوك لا يسمح له.
مجرد بضع أصابع أعاقت حركة جارودا بالكامل.
عظام تنّين.
جسد تنّين.
وأنفاس تنّين.
تكبر النيران السوداء الخارجة من غاتوك مشكّلةً تنيناً أسود عملاق بحجم جارودا وكان غاتوك حائماً بداخلها ليفتح التنين فمه أمام وجه جارودا ثم يقول غاتوك: نار الجحيم الأسود.
كانت تتجمعّ النار السوداء لتشكّل كرةً مضغوطة عملاقة من النار، ثم يطلقها التنّين، تلك الطاقة الجبارة، مبتلعةً جارودا بالكامل محدثةً إنفجار عظيم جدّاً يمكن أن يأكل إمبراطورية كاملها.
هذا هو التنين الأعظم، هذه هي النيران القادرة على حرق كلّ شيئ وكل ما هو موجود.
ينزِل غاتوك على الأرض ونيرانه بدأت بالإختفاء … يَحمِلُ رمح جارودا ويتّجه لمكان محدد.
كان جزء جارودا العلوي قد محي من هذا العالم بالكامل، ثم سقطَت جثّته على الأرض خلف غاتوك محدثةً هزّةً أرضية.
عن أي قتال كنا نتحدث؟
إنه جارودا، أقوى رجلٍ في إمبراطورية البيغاسوس.
الرجل الذي قاتل البيغاسوس بالتساوي تقريباً.
ضربةٌ واحدة من نيران تنين غاتوك كانت كافية لمحوه عن هذا العالم
أما عند جوني الأشقر وكل من ينظر لقتال غاتوك وجارودا قد كانوا منصدمين من قوّة غاتوك المرعبة تلك، فيصيح جوني هائجاً: لقد خرجَ حياً من القتال.
لكن ماتلك الطاقة التي ستهدد حتى الأسطوريين الخمسة؟
النار السوداء؟
هذه مرتي الأولى التي أراها بأم عيناي، إنّه المدمر المشهور، رغم فقدان يده إلا أنه انتصر انتصار ساحق.
وتبدأ الهتافات من كل مكان أمّا الصحفيين فكانوا يكتبون الكثير والكثير.
وعند ڤوزاد فكان قد بدأ بمداواة أورينا وبجانبه غينجو وتاميدا منكمشين من طاقة البيغاسوس المرعبة.
غينجو بانزعاج تام: يجب علينا الذهاب لمساعدة ياشيرا يا تاميدا.
ڤوزاد بجدية تامة: لن تتحرّكا من جانبي.
غينجو بصياح: لكن هذا، فيقاطعه ڤوزاد بصياح اكبر: إنّ ياشيرا أقوى منكَ ومن تاميدا، ماذا ستفعلان ضدّ العدو؟
ألا تعلم أنّها أقوى امرأة بهذا العالم؟
يعضّ غينجو على أسنانه منزعجاً جداً، فهو يدرك أنها أقوى من كل مَن في الإمبراطورية.
كان ياشيرا قد ابتسم للبيغاسوس لكنّ وجهه يوحي بأنّ حياته تُسلَب.
فتتركه ليسقط مستنداً على صخرة فيقول: حتّى لو.
ثم يسعل مخرجاً دماءً من فمه.
فجسده كان مليئاً بالكدمات والجروح العميقة.
يكمل كلامه قائلاً: حتى لو قتلتني … ستلاحقكِ روحي ولن تسمح لكِ بالإقتراب من بطلي أبداً.
إنّه بطلي.
آنذاك كانت تضع يونا يديها على أرض سور الإمبراطورية لتقول: إنّني موجودة.
تبتسم البيغاسوس ابتسامة شفقة وتوجّه يدها نحو ياشيرا الذي لم يعد يقدر على الحراك فتقول له: حتّى روحك سأرسلها إلى الجحيم.
أما يونا فتصيح بغضب: وكأنني سأسمح لكِ بهزيمتنا أيتها الفاسقة.
وإذ بجلمودٍ حجري مدبب يخرج مِن أسفل الببغاسوس ناوياً قتلها، إلا أنّ البيغاسوس تراجعت بخفّة للوراء لتتجنب ذاك الجلمود.
يونا: قوّتي الآن بأوجها، الملاحظة التامة.
وإذ يخرج من عينيها سائلاً أسود كالدم.
أما ذاك الجلمود فقد تحول لفولاذ وكبر أكثر وأكثر ثم  انبثق منه جلمود أضخم وأكبر ومدبب أيضاً متوجهاً نحو البيغاسوس، فقفزت البيغاسوس ووقفت فوقه ليخرج جلمودين آخرين منه ليضرباها من أمامها وخلفها إلا أنّها تضع يديها الإثنتين مخرجةً نيران هائجة منها، لكنها لا تذوب مما جعلها تقول: همم، هذه المعادن مذهلة.
لم تكمل كلامها حتّى خرج من أسفلها آخر مما أجبرها أن تقفز وتتراجع أكثر.
وإذ يخرج أكثر من جلمود آخر من الجلمود العملاق الأساسي متوجهين جميعهم نحو البيغاسوس، كانوا قد شكّلو جداراً عملاقاً جداً أمام البيغاسوس.
يونا: لَن تستطيعي الهروب أبداً مني.
ثم تنقذف جميعها نحو البيغاسوس ضاربةً بكل قوة ومخرجةً الكثير من الغبار.
بعد ان انقشع كانت الصدمة، فقت كانت البيغاسوس قد أظهرت طاقةً لم نراها من قبل، طاقةً بيضاء قد وضعتها على شكل حاجز لصد جميع ضربات يونا المرعبة، ثم تزيل تلك الطاقة قائلةً: عائلة سامورازي.
وإذ بها ترفع الجلمود، تقتلعة من الأرض مع باقي الجلاميد العملاقة المتصلة به لتبعد قدميها عن بعضها البعض وتقول: تفادي هذه إذاً.
ثم تقذف بذاك الجدار الجلمودي نحو السور مباشرةً.
كانت قد رأته يونا منصدمةً بالفعل.
وكانت قادرة على إنشاء جدار آخر إللا أنّه لن يصل لسيريانا بالوقت المناسب لذلك قررت الركض بسرعة باتّجاه سيريانا لتحملها بين يديها وتقفز متفاديةً ذاك الجدار الجبار الذي قد دمّر ذاك الجزء من السور وأصاب قدم يونا اليسرى فكسرها بسهولة تامة ثم سقطت على الأرض وهي تصيح من الألم.
البيغاسوس: لديكِ أعين ثاقبة أيتها الفتاة، سأنهي أمر هذا الأحمق ثم آتي إليكِ.
توجّه إصبعيها الوسطى والسبّابة نحو ياشيرا لتقول شعلة البركان، فتخرج أمام إصبعيها كرةً صغيرة من الحمم البركانية لتقول: هذه تكفي كي أسلب روحك منك.
وبلحظة من الثانية تتلقّى لكمةً على بطنها من شدتها تقذفها لعاصمة الإمبراطوريّة بسرعة جبّارة جداً.
كان ياتسومي من فعل هذا.
كان قد خرج مِنَ الشعاع الأسود ذاك.
وكانت أعينه قد تحوّلت للون الأصفر الذهبي وشعره البني قد طال حتى أسفل ظهره، وتخرج منه هالة النجم الأسود بشكل مرعب جداً لكن انسيابها نحو الأسفل بطريقة نزول… حتّى أن النقوش قد غّطت طرفي وجهه الأيمن والأيسر على شكل مدبب ومنحنيات كثيرة، إللا أنا السواد لم يصل لوسط وجهه.
فيضع كفّه على رأس ياشيرا قائلاً بابتسامة صغيرة له: لقد كَبِرتَ أيها الأمير.
ثم هرول ياتسومي قليلاً إلى أن حنى ساقيه قليلاً قافزاً مباشرةً نحو مكان البيغاسوس، التي كانت ماتزال تنهض، إلا أنّها تتلقّى ركلةً على بطنها من ركبة ياتسومي مدمراً الأرض أسفلها، ثم توجّه يداها الإثنتين نحو وجهه مدويةً بنيران لكنّ ياتسومي يختفي حائماً بسماء المكان، تقف البيغاسوس وقد عقدت حاجبيها منزعجةً حقاً … وتقفز نحوه ليبدأ التشابك الحقيقي في السماء، وكأنّما نيزكان يتراقصان بالسماء أحدهما أسود والآخر أبيض.
كان ڤوزاد وغينجو وتاميدا ينظرون لهما، وهنا كانت سيريانا قد فتحت عينيها لتشهد على هذا القتال المذهل بالسماء.
فتلحظ بجانبها يونا.
فتقول يونا مبتسمةً: إنني بجانب البينغر.
ثم تساعدها على النهوض.
فتقول سيريانا: إنه ياتسومي!
وتتأملان أيضاً ذاك القتال.
ليس هذا وحسب بل أنّ روز وكورامي ودورف وجيني أيضاً.
وجميع من كان بالإمبراطورية.
يوجّه ياتسومي لكمةً نحوها فتتفاداها البيغاسوس وتوجّه ركبتها على بطنه، لكنه يختفي لأعلاها قاذفاً إيّاها بركلةٍ جبارة نحو الأرض، ليس أرض البهموت بل الأرض الحقيقية ويلحق بها ياتسومي بسرعةٍ قصوى لكنّها تخرج من ذاك الغبار تطير بسرعة كبيرة جدّاً وياتسومي خلفها بسرعة أكبر فيصبح أعلاها ليوجّه لكمةً لكنها تتفاداها آخر ثانيةً محدثةً اللكمة حفرةً عميقة بالأرض وما يزال يلحقها بسرعة لا يمكن تصوّرها.
ثم تعود وتطير لأعلى البهموت وتقف منتظرةً ياتسومي الذي يتوجّه نحوها بسرعة لتقول وهي توجه كفيها نحوه: عناصر كوكب الأرض، فتخرج جميع العناصر ألا وهي النار والماء والأرض والهواء من يديها محدثةً حمماً بركانية وكهرباء حتى اندمجت جميعها تصبح طاقةً بيضاء متجهةً نحو ياتسومي بسرعة كبيرة، لتبتلعه.
كانت كارتا التي تبكي بجانب أحد المباني المدمرة تشهد على تلك اللحظة لتصيح بخوف شديد: ياتسومييي.
لكن خرج ياتسومي من تلك الطاقة التي ما تزال تُقذف بقوة، ولم يصب بخدش حتى ومايزال متوجّه نحو البيغاسوس موجّهاً على وجهها لكمةً وهو يصيح كالمجنون قائلاً: أنتِ لن تمنعيني أبداً من تحقيق أهدافي.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن