الفصل 175 "الفرسان التسع"

117 21 13
                                    

تصل لارا أمام تون بلمح البصر راشقةً دماءه بالمكان، حتى سقط أرضاً لا حول له ولا قوّة.
الفارس الأسود: كنت سأقضي عليه لو لم تفعلي أنتِ.
فلا أحد يوقف قتالاً لي حتى لو كان صديقي.
لارا: من الغريب أنّ سيّافاً ماهراً مثلك ابتلعته ظلمات البيغاسوس.
الفارس الأسود: عن أيّ ظلمات تتحدّثين.
نحن لعنةٌ نزلت من السماء.
لابد أنّكِ لم تسمعي عننا، فقد اندثرنا كما هبوب الهواء، لا يتذكّره أحد.
هدفنا نبيل و عملنا نبيل، لكنّ وعودنا لا نخلفها حتى الموت.
لارا: عن ماذا تتكلم!
الفارس الأسود: نحن فرسان تسع، وإخوة تسع، بنفس العمر.
فتنظر لارا مفجوعة من الذي قاله لترد عليه بصدمة: جـ جـ جـميعكم توائم؟
كيف حملت والدتكم بكم جميعاً.
الفارس الأسود: ياليتها لم تنجبنا أساساً.
فتعاود لارا النظر له بجدّية.
وإذ يختفي الفارس الأسود من مكانه ليظهر أمام لارا موجّهاً سيفه من الأعلى إلى الأسفل بقوة هائجة لتتصدّى لارا له رافعةً سيفها بشكل عرضي فيصطدِمان السيفان مخرجين هالةً ملتوية من كل مكان كانت مرعبة حتّى انحفرت الأرض تحت قدمي لارا من قوّة ضغط الفارس الأسود حتّى دفعته لارا بقوة ليتشقلب للوراء عائداً من حيث أتى.
أمّا خَلف لارا فكان وادياً قد تمّ إنشاءه من قبل ضربةِ الفارس الأسود.
يملك من الطول كحد أدنى ألفي متر تقريباً وعمقه كان مالا يمكن تصوّره
لارا بابتسامة: لقد أثرتَ اهتمامي.
الفارس الأسود: ما رأيكِ أن تسمعي قصةً قصيرة إذاً.
تسعُ أطفال بنفس العمر، صغار.
قبل 430 عام تقريباً.
يركض طفلٌ صغير بأحد الشوارع يعيق سريقه متسوّل يبدو عليه الحاجة للطعام.
فيمسكه ويضع سكّين على عنقه.
ثم يقول للجموع: لا أحد يقترب.
أعطونني أموالكم وطعاما وشراباً، يوجد عربةً عند مخرج المدينة ضعوها هناك.
هيا بسرعة.
كان الجميع ينظر له باستهزاء وكأنه لايوجد طفل صغير بين يديه يريد زرف دمائه.
فيقول رجل ذو شاربين كثيفين له: من الأفضل أن تدعه وشأنه لأن الأمر ليس بصالحك أبداً.
وإذ ينظر له المتسوّل قائلاً: أتحاول خداعي؟
بعد أن أخرج من فمه "هممم"
وإذ بطفلٍ آخر ذو شعرٍ أسود ينزل من السماء راكلاً رأسَ المتسوّل أمّا طفل ثالث قد أمسَكَ ذراع المتسوّل التي يمسك بها السكّين ليضعها خلف ظهره خالعاً السكّين من يده ثمّ يجلس طفل رابع خلفه كماشية على أربعة قوائم ثمّ يدفعانه طفلين آخرين.
وثلاثة آخرين يجلسون فوقه ليثبّتوه أمّا الذي انتشل السكّين قد وضعها بفمه ليقول بابتسامةٍ مرعبة: لماذا اقتربتَ من أخانا أيّها الغبي؟
أما المتسوّل فقد كان يرتجف ويتعرّق حتّى بلل سرواله وهو يتأسّف ويعتذر.
فيجرح الطفل جبين المتسول ثمّ يقف الجميع مبتعدين.
فيقف الرجل ويقول: لقد أهنتموني أمام حشود منَ الناس.
وإذ ينظر له الأطفال التسعة مستديرين إلى الخلف بغضب حتّى أصيب بالذعر ليركض هارباً وهو يقول صائحاً: أنا آسسف.
بعد عشرِ سنوات كان الأولاد التسع قد صاروا بعمر الخامسة عشر.
يتدرّبون على القتال بغابةٍ فارغة.
وإذ برجلٍ بعضلاتٍ مفتولة جداً وشعر فضّي يقترب منهم ممسكاً بلحمٍ نيّئ ثم يرميه أرضاً ليقول: أجسادكم تحتاج للغذاء ممنوعٌ عليكم طهوها، كلوها الآن.
معكم نصف دقيقة لتنتهوا.
وإذ بهم يركضون نحو اللحم ليلتهموه كالوحوش البريّة بعد أن قال الجميع: حاضِر يا أبتاه.
وإذ بالأب يذهب لكوخٍ صغير ليرى امرأةً على فراش الموت كانت تبدو نائمة لكن جسدها مضمد من كل مكان فيمسك يدها ثمّ يقول: إنّهم.
إنّهم يكبرون أكثر فأكثر.
لكن لا رد من الإمرأة.
فيقبل يدها وتدخل أشعّة الشمس آنذاك عليهما ثم يكمل كلامه: سأنشئ الوحوش الذين أردناهم منذ صغرنا، سنوقف العالم عند حده.
أما بالخارج فكانوا قد أنهوا طعامهم وعادوا للتدرب بجد.
وإذ بالأب يخرج لينادي الجميع فيصطفّون أمامه.
الأب: اختبار سريع.
وإذ بالجميع يركض نحوه بنيّةٍ قاتلة، يثابرون ويثابرون لكن لا أمل من الأمر، فقد كانت جميع ضرباتهم تُصَد أو يتم تفاديها.
وعِندَ الغروب كان الجميع قد أنهك وغير قادر على القتال إلا أن الأب قد وضع قدمه على صدر أحدهم كان مستلقي على الأرض ليقول: أنتم مجرد قمامة بهذه الطاقة.
اكسروا قدرة تحمّلكم وأكملوا.
وإذ بالجميع يبدأ بالوقوف ليكملوا تدريبهم رغم أنّ قلوبهم تكاد أن تتوقّف.
وهكذا مضى الوقت حتّى أصبحوا بعمر العشرين تقريباً أي قبل 415 عام.
بذاك العام كانت الفاجِعَة.
كانوا جالسين بصدمة كبيرة فقد تلقّوا خبر مقتل والداهما.
ومن هنا بدأ اسم الفرسان التسع.
وارتدى كل منهم ملابسه الخاصّة ثمّ اكتسبوا ألقابهم المرعبة
وبدأ هدفهم الوحيد.
ألا وهو الإنتِقام.
ثم مرّ الزمان. واجتاح الزمان ماكان وبدأت قوّة تدمير الحروب، حتى اتّضح أن قاتل والديهما شخص يدعى أكايغاما.
وفي أحدِ الأيّام كانوا قد وقفوا جميعاً أمام سلسلة إمبراطوريّات، النيران بكل مكان لم يعد يوجد أماكن آمنة ولا أحد يبقى حيّاً إلا القوي منهم.
ثم يدخلون لها مدمرين إياها حتّى اقتلع الفارس الأسود رأسه.
ومر ما مر حتى تحوّلوا لجوهر.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن