الفصل 150 "غاتوك"

179 23 93
                                    

يتراجع غاتوك بسرعة عبر احتكاك اقدامه بالارض العشبية، ثم يصبح ساكناً.
فيبصق من فمه دماً ويبتسم.
كان جارودا وكأنه لم يتلقى أية ضربة من غاتوك.
أما غاتوك فقد امتلأ جسده بالجروح والكدمات.
فيركض جارودا نحوه بسرعة هائلة; يُخرِج غاتوك عموداً حجرياً من الأرض قاذفاً جارودا نحو السماء، ثم يخرجُ آخراً أسفله ليقذف نفسه بقوّة نحوه.
لكن قبل أن يصل غاتوك، لوَّحَ جارودا برمحه الضخم نحوه، فيصدّه غاتوك بيده ينحرف طريقه نحو سور الإمبراطوريّة.
كانت يد غاتوك التي ضربها جارودا قد تورّمت قليلاً، ثم يقول: سأصطدم بالسور.
ثم يصطدم به بقوّة لدرجة أنّه كان سيدمّره; ويسقط نحو الأرض مباشرةً.
يطقطق رقبته ثم يقول: ليس لديّ خيار آخر.
فيهبط بيده نحو الأرض وهو يقول: النيزك الأكبر.
فتبدأ السماء الزرقاء تتحول للون الأحمر، إلى أن صارت خمرية اللون، وكأن الجحيم قد أتى إلى المكان.
كان ينظر كل من كان هناك نحو السماء برعب تام فقد بدأ نيزكاً بحجم الإمبراطورية بالسقوط المباشر نحو جارودا فقط.
غاتوك: استمتع أيها الوحش.
ويسقط فوقه.
فتهتزّ القارّة بأكملها من رعب هذا النيزك الخارق.
قبل أربعين سنةً تقريباً.
يركض طفل بالسابعة من عمره بين حشود من الرجال الوحشيين.
كان يرتدي بنطالاً أسود وقميصاً أبيض اللون بلا أكمام.
حتى وصل للمكان الذي يريده، سيفاً صغيراً مغروساً بصخرة عملاقة وأحدهم يحاول إخراجه، لكنّه لم يستطع.
وإذ بنيران هائلةُ القوّة تحرقه بالكامل، فيسقط أرضاً وهو يتلوّى حتى أطفأه الناس الذين حوله.
فيقترب رجل كان بجانب ذاك الطفل دافعاً إياه  على الأرض، ويذهب نحو السيف الصغير.
ثم يصيح: هاا أنا هنا، رايزر، أقوى رجل بالعالم.
ويكمل تفوهه بكلامه الأحمق ذاك.
أما الطفل، فقد وقف بلا كلام أو ردّة فعل.
ثم ينهي رايزر كلامه ب"وأنا من سيسحب سيف الهِي من هذه الصخرة اللعينة"
فيبدأ الجميع بالتصفيق والتصفير له وكأنه بطل إحدى القصص.
ثم يصعد على الصخرة، ويمسك بالسيف ويبدأ بسحبه بكل قوّته.
لم يتوقّف عن سحبه لمدّة عشر دقائق تقريباً، ثم يستسلم وهو خائف من النيران التي ستلتهمه ومنحرج من جميع من حوله.
ما إن تركه، اشتعلت النيران بجسده وسقط أرضاً، فركض الجميع نحوه ليطفئونه.
وبتلك الأثناء، اتجه ذاك الصغير نحو الصخرة، لم يتسلّقها بل قفز من مكانه نحو السيف مباشرةً.
وما إن قفز تكسّرت الأرض أسفله.
فينظر له رايزر وهو يبكي ثم يقول: ما بال هذا الطفل؟
وإذ تتجه عيون الجميع نحوه.
فيمسك الطفل السيف ويبدأ بسحبه بقوّته الكاملة، لكن أيضاً نفس الحال، فيبدأ رايزر بالضحك ثم يقول: أنا لم أستطع سحبه، هل سيسحبه طفل وضيع مثلك؟
لم يتوقّف ذاك الطفل عن سحبه، بل أضاف على ذلك طاقته الداخلية التي صدمت جميع من كان هناك.
فيقولون بصدمة "أهذه الطاقة منه؟" "إن قوته مرعبة حقاً" "ترى لماذا يستخدم كل تلك الطاقة الداخلية؟
فيضحك رايزر ويقول: مالذي تفعله أيها المجنون؟
أتظن إن كان لديك ضغط طاقة هائل القوة، سيخرج السيف؟
أما برأس الفتى يصيح أحدهم: توقّف ياهذا، ستدمرني.
الفتى وبدأ يبتسم برعب: إن لم تكن تريد الموت فأعطني طاقتك.
وكان رايزر مايزال يتكلم بحماقته المعهودة وأن ذاك الفتى لن يسحب السيف مهما كان.
وأخيراً أخرس الفتى رايزر بسحبه للسيف، فيصدم جميع من كان هناك.
ويشتعل الفتى بالنيران.
فيخاف رايزر لأن الفتى بدأ بالنظر نحوه بشكل مرعب.
الفتى: أقلت لي أقوى رجل؟
فيوجّه الفتى يده نحو رايزر ويقول: تذكّروا اسمي جيداً إنّه غاتوك.
ثم يقذف نيراناً تحول المكان لجحيم.
وبعد بضعة سنوات يمشي غاتوك لداخل إحدى الإمبراطوريات فيوقفه أحد حراس بوابة السور.
غاتوك: وهل يمنع دخولي لإمبراطوريتكم؟
الحارس بغضب: ماذا، أتريد أن تحرق أحدهم؟
أنت شرير.
ابتعد من هنا.
لكن غاتوك يمشي للداخل بلا اهتمام ويتخطى الحارس.
لكن يصيح الحارس بأعلى صوته ويغرس رمحه بظهر غاتوك.
فيدير غاتوك رأسه نحو الحارس ويقول: مابالك؟
فيصيح الحارس: ارحل عن هناااا.
ثم يخرج رمحه من ظهر غاتوك.
فيرفع غاتوك يده ويقول: أنتم من سيرحلون عن هنا.
ويخرج غاتوك من الإمبراطورية التي لم يدخل لأرضها بعد.
لكن ما صدم الحارس، ذاك النيزك الساقط نحو الإمبراطورية مباشرةً.
ثم يصيح بكل خوف: أرجوك لا تفعل هذا.
أنا أرجوك.
لدي عائلة وأطفال.
أيمكن أن يؤثر هذا الكلام بغاتوك؟
بالطبع لا، فلم يذق طعم العائلة قط، وبكلمة أصح، فهو لم يذق طعماً آخر سوى مرارة الحياة.
لم يتوقّف فحاول الذهاب لإمبراطورية أخرى، ولكنها بعد أن سمعت عن الذي حصل لتلك الإمبراطورية بسببه، رفضته وحاولت إبعاده بشتّى الوسائل، لكن للأسف، لا أحد يقف أمام غاتوك.
حتّى مرّت العديد من السنوات وقد لقب غاتوك بالمدمر بسبب ما فعله بالقارّة.
بدأت المحكمة العالمية باللحاق به وقاتلها أكثر من مرة
إلى أن وصل إلى كاستوريا

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن