الفصل 135 "أقوى سياف بالعالم"

160 28 21
                                    

يصل الخادم ويرفع سكين المطبخ التي يحملها بكلتا يديه فوق قطعة قماش بيضاء.
يحملها مينجا ويستدير نحو لارا ثم يقول: هلمّي إلي.
يخطو مينجا خطوةً للأمام وإذ بلارا تقفز نحوه كردّة فعلٍ بجنون.
لارا،بنفسها: سأموت.
أشعر بضغط طاقته الهائلة.
مالذي أفعله، يجب عليّ صدّ ضربته.
لماذا أنا خائفة؟
لم يحدث شيئ بعد.
تبدأ لحظات من حياتها تظهر وتفكر بها، عندما قال لها بينر أنه يريد أن يحميها طوال العمر، على ذاك السهل.
في ذاك الوقت.
بينر: أريدكِ أن تعديني بشيئ.
لارا: ماهو؟؟
بينر: أريدكِ أن تعديني بأنكِ لن تتركيني وحيداً أبداً.
لارا بابتسامة: لا بأس أنا أعدك، ويستحيل أن نفترق.
بينر : أتعلمين؟؟
لارا: ماذا؟؟
بينر: في المستقبل أريد أن أتزوج بكِ.
فيحمر وجه لارا خجلاً.
وتختفي الذكرى وتأتي غيرها تجعلها تتذكر لحظة تعرفها على كورامي والباقين بذاك المدرج.
وتختفي أيضاً
لتتذكر لحظة رؤيتها لكورامي وهو نائم، وماتزال هذه الذكريات تهرب.
فتذكر لحظة رؤيتها لبينر آخر مرة عندما طعنها، ثم ضحكاتها مع الجميع وتخاصمها المستمر الذي لا منفعة منه مع تانوي، لحظة افتراقهم الذي بلغ ستّ سنوات.
ولحظة التقائها بكورامي بعد تلك الستّ سنوات.
لحظات كثيرة لا تنسى.
وأخيراً تبدأ بتذكر أول قبلةٍ لها مع كورامي.
حتى وصلت نحو مينجا الذي أقدم على خطوته الكاملة بضربةٍ واحدة، فتتخطّى لارا مينجا وظهرهما قد تقابلا.
كورامي بصدمة: لم ألحظ شيئاً أبداً.
وإذ بصدر لارا يخرج دماً هائلاً من بداية سرّتها حتى أسفل رقبتها.
كورامي بصياح مجنون: لاراااااااا.
لارا بعد أن ضغطت على أسنانها بقوة: مذهل حقاً.
مينجا: أظنّ أنكِ لم تستطيعي رؤية، لارا: لم أراها فقط، بل حفظتها.
فيستديران نحو بعضهما البعض وترمي لارا سيفاها الأوّلان بالهواء، فيقفز مينجا بسرعة كبيرة ويمسك بالسيفين فيغرسهما على الطاولة التي أصبحت خلفها.
مينجا: بضعة نصائح.
لا تتركي سلاحك سهل المنال.
لارا: إنهما ليسا سهل المنال.
فترفع لارا سيفان آخران وترميهما بالهواء وتتجهز لتقفز نحوهما لكنها تنصدم من وجود مينجا عندهما، فيسمكهما ويعود لمكانه.
مينجا: ثانياً، اجعلي من حركاتكِ غير متوقعة.
فتبلع لارا ريقها وترمي سيفاها الآخيران، لكن كل منهما بجهة مختلفة،وتتجهز للقفز.
أما مينجا يحني قدميه قليلاً ويقفز نحوهما.
لكن لارا لم تتجه نحوهما بل سارعت نحو سيوفها الأربعة المغروسة على الطاولة،وما إن وصلت قالت لنفسها: لقد خدعته، سيكون خلفي الآن، وإذ بها تمسك بأحد سيوفها وتستدير لتلوح به، لكن لا أحد، إلا سيفاها الأخيران الذان كانا بالهواء ومتجهين نحو وجهها ويخدشاها أسفل عينها اليمنى خدشين أسفل بعضهما البعض، تاركاً إياها مصدومةً.
فتلقي بنظراتها حول الصالة إلا أنّها لا تراه أبداً.
وإذ به يضع سكينه عند رقبتها من الجانب الأيمن ويبدأ بالضغط حتى جرحها، فقد كان جالساً على الطاولة.
كان مبتسماً بفخر وكانت مصدومةً من سرعته
إلا أنّه قد تفاجئ وهي قد زادت صدمتها بسبب أن كورامي كان قد صار بجانب لارا طائراً بالهواء فيلكم وجه مينجا لكمة جبّارة، وتنفجر هالته السوداء التي تخرج من قبضته وملامح وجهه تبدو عليها الغضب العارم فتقذف قبضته مينجا خارج القصر بعد أن دمّر الجدار السميك ذاك.
فيتناثر الغبار بكل مكان.
فيصيح يوناي برعب وهو يقول: ماااذا فعلت ؟
تضربه بوسط أرضه؟
واتاري بصدمة: سنموت، سنومت، سنموت، سنموت.
فيستدير كورامي نحو لارا ويمسكها من كتفيها ثم يقول: ماذا؟
لارا وماتزال بصدمتها: ماذا؟
كورامي: ماذا حصل لكِ؟
لماذا تقدمين على خطوة تقتلك؟
لكن لارا لم تردّ عليه أبداً.
كورامي: لم نعد نريد منه شيئاً.
هيا بنا.
بعد أن تناثر الغبار يتضح أن مينجا كان مستلقي على ظهره.
وإذ بالحراس يجتمعون نحوه ويقول: سيدي الإمبراطور.
فيرفع مينجا يده ويقول: عودوا لأماكنكم.
ويقف وهو يزيل الغبار من على سترته.
كان على وجهه بضعة خدوش فيقول: أتيتم إلي لأقاتل ضد البيغاسوس، ورضيتم بتحديّ الذي أريده، لكن لماذا اقتربت أيّها الكاهن الأسود؟
فيمشي كورامي تارك لارا بصدمتها الحمقاء تلك نحو مينجا ويمسكه من سترته ويقول: كدتَ أن تقتلها.
مينجا: لكني لم أقل لكم أنني سأضمن سلامتها.
فيقرب كورامي وجهه من وجه مينجا ويقول له بعيون باردة توحي بالقتل أقل ما يمكن أن يقال عنها : ولم نتفق أنني لن أقتلك الآن.
مينجا: تستطيعون الرحيل بحرية.
لارا: لن نرحل.
فيستدير كورامي ويقول: ماذا بكِ.
مينجا: لقد سمعتَ ردها.
كان يبدو على لارا الإصرار مما جعل كورامي يبتعد عن طريقها.
كانت لارا ممسكة بسيوفها الستّة كل ثلاثة بيد وبين الخنصر والبنصر واحد والآخر بين البنصر والوسطى والأخير بين الوسطى والسبابة والذراع الثانية أيضاً.
فتركض نحوه وتبدأ بالإشتباك معه.
كورامي وهو يكلم نفسه: لم تعد ترمي سيوفها، هل ستغير طريقة قتالها؟
مينجا: أحييكِ على شجاعتك.
لارا: ستحييني بعد أن أهزمك.
مينجا: كلمات كبيرة جداً.
لارا بابتسامة: لستُ أنا من سيهزمك.
فتنحني لارا وكان أحد سيوفها بالهواء وكورامي قد قفز من خلفها وأمسك بسيفها الذي كان بالهواء ويوجّهه نحو مينجا، لكن مينجا يضرب بسكينه ليطير السيف من ذراع كورامي ويسقط أرضاً، فينظر كورامي ويقول: مالذي حصل؟
فتتخطى لارا كورامي وتضرب بثلاثة سيوف من سيوفها وجهه، لكن هذا ما ظنّته.
كان مينجا قد وضع سكّينه مكان سيوف لارا بطريقة دفاعية. وكسرت السكين جراء ذلك.
لارا وبدأت لمعة عيناها بالإختفاء، وكأنها ستموت: إنّك حقاً رجل عظيم.
وإذ بجسد لارا يجرح من كل مكان وتسقط أرضاً.
فيصدم الجميع إلا مينجا الذي لم يحرك ساكناً، فبعد كل شيئ إنه من فعل كل هذا.
مينجا: إحدى تقنياتي السّبع " واحد ميلّي ثانية"
يوناي بصدمته تلك: لقد سمعت عنها من قبل، إنه يضرب بسيفه بجزء صغير من الثانية لدرجة أن العين المجردة لا تستطيع رؤيته.
أما كورامي فكان مصدوماً بالكامل.
مينجا وهو يدخل لقصره: سأأمّن لها الرعاية التامّة، لو كان سيفاً حقيقياً لكانت مجرد قطع لحم الآن.
كورامي: لو كنتَ خصمي الآن لأبرحتك ضرباً حتى تتمنى الموت، لكنها من أراد إكمال التحدي، سأغفر لكَ هذا أيها السيّاف النتن.
ليوجّه مينجا ناظريه نحو كورامي الذي يزاوره، ويبقيان ثواني قليلة حتى أكمل مينجا وهو يصيح للجنود: نادوا الأطبّاء بسرعة.
ورمموا الحائط.
الجنود: حااضر.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن