الفصل 179 "نيران هائجة"

127 21 24
                                    

تنهي الشجرة المقدّسة أمر وحش البيغاسوس ذاك لتقذف بأغصان صوب البيغاسوس...
تتوقّف الأغضان عن الحركة بسبب وضع البيغاسوس ليدها أمامها.
لتقول مبتسمةً: إنّ عمل الخيميائيين هو السيطرة على العناصر الأربعة، ومن العناصر يكمن الخشب.
روز بانزعاج كبير: ماذا سأفعل الآن؟
إن كانت قادرة على إيقاف الشجرة المقدّسة فهذا يعني إيقافي.
البيغاسوس: ودّعي حياتكِ.
ترفع كفّها مصوِّبةً نحو روز الواقفة على أحد أغصان الشجرة المقدّسة.
وإذ بلكمةٍ تتلقّاها البيغاسوس من قبضةٍ بيضاء تحيطها صواعِقَ سوداء.
لتطير البيغاسوس مسافةً بعيدة.
ثم يختفي صاحب اللكمة ليظهر بجانب روز وكان جيني، ليقول لروز: أأنتِ بخير؟
وإذ بأغصان من الشجرة المقدّسة تحيط جيني بكل مكان ثم تقول روز: من أنت؟
جيني بابتسامة: جيّدٌ أنكِ بخير.
وإذ بالبيغاسوس تظهر أعلى جيني غاضبةً منه لتصيح كالمجنونة: جييينييي.
وتدوي بلكمةٍ تقذف لهباً بقوة جبّارة.
لكنّ حركة جيني باختفائه سريعة جداً.
فهو عبارة عن كهرباء.
ليتلقى عصناً عملاقاً من أغصان الشجرة المقدسة ضربة البيغاسوس وتستمر تلك الضربة ونيرانها نحو ظهر البهموت، أي أرضية الإمبراطورية.
أما جيني فكان على غصنٍ آخر.
لينظر نحو أمه من الأعلى ليقول: لقد دمّرتِ أرضنا وأخرجتِ أهلنا...
البيغاسوس: كلّه يهون لأجل غنيمة هزيمة ذاك المدمّر.
وإذ بدورف يصبح بجانب البيغاسوس بلا سابق إنذار ليختطف منها ذراعها اليمنى ويمضى بسرعةٍ جبارة بين الظلال لأحد الأغصان، ثم يرمي بيد البيغاسوس بعيداً.
أما روز فكانت تنظر له باستغراب وصدمة ثم تقول: أهذا دورف حقاً؟
البيغاسوس: أحييكَ بمباغتتكَ لي أيها المستذئب...
لحظة حظ لن تحدث مرةً أخرى
يقفزان دورف و جيني بآن واحد بسرعتيهما المجنونتين ويتشابكان مع البيغاسوس بآن واحد.
جيني بنفسه: إن ذاك المستذئب يجاري سرعتي بالكامل...
لكنه ليس وقت الإندهاش، إننا غير قادرين على لمسها...
فتمسكهما البيغاسوس من رأسيهما وتقذف كل منهما لجهة.
لكن جيني قد اختفى لكهربائه وعاد لغصن شجرة، أمّا دورف فانتظر نفسه حتى أصبح على الأرض ليقفز قفزتين اثنتين فيصبح بجانب روز وهو يزمجر بغضب.
تنظر البيغاسوس ليدها المقطوعة وإذ بألياف خشبية كانت متشكّله على شكل يد.
روز: لقد وصل إلي بقفزتين اثنتين إلى هنا!!
البيغاسوس: ما رأيكم باللهو مع أطفالي؟!
صناديد الغوليم الفولاذيين.
وإذ بوحوش حجرية عملاقة جداً تنشأ من العدم بعدد خمسة تقريباً.
أما البيغاسوس فقد نزلت للأرض وأمالت نفسها للخلف لينشأ عرش خشبي رائع أسفلها مباشرةً فتجلس عليه.
وإذ به يطير بزوبعة هوائية من أسفله.
جيني: وكأنني سأدعكِ.
لكن الغوليم يخترق طريقه.
البيغاسوس بابتسامة: ياولدي، ألا تعلم أنّ الكهرباء لا تؤثّر ذاك التأثير بالحجارة؟
عاني.
أمّا روز مع الشجرة المقدسة يعانون مع اثنين آخرين.
ودورف غير قادر على عمل شيئ إلا الهروب.
روز بانزعاج: لا أمل لنا أمامها.
وهنا كان يمشي ياتسومي بتثاؤب مبتسماً يمسك بيده سيفاً رفيقاً بطول المتر تقريبا ً وعرض ثلاثة سم تقريباً.
فيرمي بقدمه للأمام قليلاً ثم يصيح: القطع الكامل.
ويضرب بسيفه من الأسفل إلى الأعلى مخرجاً قوسه الأسود ذاك ليقطع الغوليم الذي أمامه لنصفين.
ثم يصيح بصوتٍ كبير جداً: روووز، شكراً لكِ.
فيبتسم وينظر للبيغاسوس ثم يقول: حان موعد هزيمتك.
وإذ بأغصانٍ مدببة من الأرض تخرج مباشرةً نحو ياتسومي الذي قفزَ طائراً بالهواء متفادياً ضرباتِ البيغاسوس وأغصانها.
حتّى حطّ على الأرض ثانيةً بعد أن جعل الأغصان معقودةً مع بعضها البعض.
البيغاسوس برأسها: هذا يعني بأنّ ذاك الساحر لم يُهزَم بعد.
تفتح الببغاسوس عيناها مصدومةً، لأنّ ياتسومي قد صار أمام عينيها مباشرةً موجِّهاً سيفه لقطع رقبتها، فتختفي بالثانية الأخيرة من مكانها، فيقف ياتسومي على ذلك العرش ويبحث حوله: هل اختفت؟
فيصيح جيني بصدمة: خلفك!!
وهنا كانت ردة فعل ياتسومي بطيئة بالنسبة للحركتها، كانت قد لكمته بكل قوّة على ظهره راميةً إيّاه نحو أرض البهموت.
وكانت طاقةً هائلة تخرج من جسدها بشكل لا يمكن تصوره.
تفقد رووز آنذاك توزنها لثوان لتقول لنفسها: ضغط طاقتها وحده سيعيقني..
بعد أن انقشع الغبار من أرض الإمبراطورية لاحظ الجميع أن ياتسومي يقف بصعوبة وهو ينزف من رأسه مغمضاً عين والأخرى مفتوحة عاقد لحاجبيه، فيمسح سيلان الدم من جانب جبينه ثم يمشي متجهاً نحو سيفه ليحمله ثم ناظراً نحو البيغاسوس ليرمقها بنظرات تعلوها الغضب.
البيغاسوس: لن أرحم أي أحدٍ منكم.
فيقفز ياتسومي مباشرةً نحوها وهو يصيح ..
وفي الأرض كانت النيران في كل مكان والتشابك بين غاتوك وجارودا لم ينتهي إلى الآن...
يبتعدان عن بعضهما إلا أن جارودا حمل رمحه وضرب به على شكل حلقة حول نفسه وإذ من شدّة قوة الضربة انهزّت الأرض تحتهما ومن قوتها طارت لمسافةٍ شاسعة.
عند إحدى الإمبراطوريات كان يجلس رجل عجوز على كرسيه المتأرجح، لتهتز الأرض أسفله قائلاً: زلزال!!
وإذ بضربة جارودا تصل إلى الإمبراطورية قاسمةً إيّاها بشكل أفقي قاتلةً أغلب سكّان الإمبراطورية، ليست هذه الإمبراطورية وحسب، بل جميع الإمبراطوريات القريبة...
في الغرفة المظلمة المشهورة ألا وهي غرفة فرقاء المحكمة العالمية.
ولم يكن يوجد إلا كينتارا تشاهد قتال غاتوك و جارودا لتقول: لا تحاول الذهاب يا كوماو، مالذي تنوي فعله؟
" ألا تظنين بأنهما قد تماديا بقتالهما ذاك يا كينتارا؟، الأمر جاد" رد عليها كوماو بكل جدية وهو يمشي للخارج.
كينتارا: وهل تظن نفسك أنك ستخرج من ذاك القتال سليماً؟
لا بل هل ستخرج حياً أساساً؟
إن أخذت وحدتك معك سيكون الأمر أكبر من كل هذا ولن يبقى تحالف الناكوزي بتلك الحالة مكتوف الأيدي، ما عدا باقي الجيوش والإمبراطوريات المجاورة، أنت لا تريد خسارة كل شيئ أليس كذلك؟
قوة تدمير الحروب قد ولّت...
فيحك رأسه كوماو قائلاً " حسناً حسناً"
بين أبنية لم تطير عند العاصمة، كانت أصوات بكاء يعلو المكان، كان صاحبته كارتا، ممزقة الجسد بالجراح دموعها تسيل بغزارة ممزقة الثياب مستندةً على جدار تصيح ب " ياتسومي، تعال وأنقذني من هذا العذاب"

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن