الفصل 166 "إمبراطوريّة الغيوم 2"

189 26 54
                                    

جاكان بصياح ليسمعه الجنود أجمعهم: هاا قد وصلت.
وتهتز الإمبراطورية من الصياح.
مكانٌ عاتِم وَصوت ضرباتٍ تدوي بالمكان أجمع، إنّه ليس سوى جارودا يحاول تدمير قبّةٍ حجريةٍ.
والدة غاتوك داخل عتمة القبّة: هذه الحرب يجب أن تنتهي يا غاتوك.
ثُمّ يدمر جارودا أخيراً القبّة الحجرية التي استعملها غاتوك لحماية نفسه ووالدته. وما إن بانَ جارودا لغاتوك يوجّه غاتوك كفّه نحو جارودا ويصيح: الحمم البركانيّة.
لكن لم يخرج أيّ شيئ من يده. وهذا ما جعله يخرج مِن فمه" تشيه" وإذ بجارودا يرفع آنذاك رمحه العملاق ويخرج مِن يده هالته البنية الداكنة بشكل مرعب، ثُمّ ينزله بشَكل جانبي ضارباً غاتوك الذي لم يأبَه لنفسه وحمى طفلته الوحيدة وأحاطها بجسده، ثُمّ طار بعيداً ليصطدِمَ بإحدى طبقاتِ الأرض ويَبصُقَ دماً ويسقط على الأرض، أما يوني فمازالت بين يديه.
تندمج شهقاته مع سيلان دمه، يحاول الحراك لكن بلا فائِدة ثَمّ يرفع جارودا رمحه مرةً أخرى مصوّباً نحو والِدَة غاتوك.
غاتوك وهو ينظُرُ لهما ويهمس بقلبه: أهي النهاية؟
لقد أخطأت بحساب قوّة الخصم حقاً.
ثم يدوي جارودا برمحه، لكنّه يطير من يده العملاقة ويغرس بالأرض بعيداً، أما حوله، فكانت كرة نار ضخمة هائجة تطير هنا وهناك.
إلى أن اخترقت صدره وهبطت خلفه.
لقد كانت الكرة النارية، أخت غاتوك الفتاة المدعوة ب زوهي.
كانَتْ تبتسم بشر مرعب، فتنهض وتقول: لم أتوقّع مِنَ المدمّر أن يكون بهذه الحال التي يرثى لها.
فيسقط جسد جارودا أرضاً.
كانت ترتدي فستاناً قصيراً جداً ضيقاً يصل لمنتصف فخذيها وبشرتها البرتقالية النارية لم تتغير قط، وكان على جيدها الجميل ثلاث جواهر برتقاليّة لامعة بجانب بعضها البعض، أما شعرها فهو نار ملتهبة قصير برتقالي اللون. حتى أنها قد صارت فتاةً جميلةً بالغة.
فيبتسم غاتوك ويقول: أختي الصغيرة.
فتصيح بغضب: لستُ صغيرةً بعدَ الآن.
كانت ذراعه المقطوعة ما تزال تنزف، فيصيح لزوهي قائلاً: تعالي إلي.
تقترب منه وتقول: ماذا؟
غاتوك بعد أن رفع ذراعه: اصهري جلدي على بعضه البعض.
فتبتعد زوهي بذعر، وتقول: ماذا؟ أنا أخاف مِنَ الدماء.
غاتوك بجدية تامة: هيا بسرعة، سأفقد دمائي كلّها.
فتغلق زوهي أعينها وتمدّ ذراعها ثم تشعل نيراناً، فيقترب غاتوك بنهضه لنفسه قليلاً ويرفع ذراعه نحو النار فيعضّ شفتيه متألّماً.
أمّا عِندَ روز فماتزال تماطل أمام الفارس اللامع، وكانت تقف أمام جانتي وهي تلهث بسبب حركات الفارس اللامع الذي هو الآن بعيداً عنها، ثم يقفز موجّهاً قبضته نحوها، فتتفاداها بقفزها للخلف، ليضرب الأرض أكملها مدمراً إيّاها على شكل دائرة كبيرة فتضع روز كفيها على بعضهما البعض لتقول: سجن الزهرة العملاقة.
لتظهر نبتةً ذات زهرة أرجوانية داكنة لها أسنان حادة بجانبه لتأكله بأكمله، فحجمها الكبير جعلها تبتلعه بقضمةٍ واحدة.
ويعم القليل من السكون، ثُمّ تقول روز بعد أن مسحت زخات العرق من على جبينها: الزهرة العملاقة لديها حمض سام بداخلها سيجعله يظن نفسه بالجحيم.
وهنا تبدأ الزهرة بالإنتفاخ إلى أن انفجرت وينزل الفارس اللامع محيطاً نفسه بطاقته الداخلية.
فيرفع يده موازياً جاسده على مستوى كتفه بعد أن قبض كفه، ويقول: قبضةُ المليون طُن.
ثُمّ يلوّح بها بشكلٍ أفقي بقوّة، فيخرج من يده طاقةً شعاعيّة سوداء فاحمة وتلمع بلون ذهبي وأخيراً تصل للسور فتبدأ بتدميره بشكل أفقي إلى أن وصلت لجانتي وروز مصدومةً من الذي تراه أعينها، وهنا يظهر الكاهن الأسود واضعاً يده أمام شعاع الفارس اللامع ليبتلعه بشعاعه الكاهني الأسود.
فتهبط قبعته أمامه ليلتقطها على الهواء ويضعها على رأسه، رُغمَ أنّه لم يبقى من زيه الرسمي إللا مجرد سروال مهترئ إلا أنه قد وضع القبعة على رأسه، وثم يقول: لن يهزمنا أي أحد أيها الحمقى.
شكراً لكَ يا شيرو وشكراً لكِ روز.
وهنا يسقط جزء السور الذي ضربه الفارس اللامع نحو الأرض.
فتجلس روز على ركبتيها وتقول بعد أن تنفست الصعداء: وأخيراً أتيت، ظننتُ أنني ميّتة.
الفارس اللامع: ذاك الساحر، لقد أعادَكَ جديداً، هَل أصلَحَ عظامك؟
وهنا يركضان نحو بعضهما البعض، متشابكين بحركات مذهلة حقاً، لا يمكن للعين المجردة تتبعها، فيوجّه الفارس اللامع لكمةً ويتخطاها كورامي بمراوغته، ورغم هذا انجرح خدّه، فيلكم كورامي الفارس اللامع من أسفل لأعلى على ذقنه، قاذفاً إيّاه بالهواء، فيتشقلب الفارس اللامه ويوجّه يده نحو كورامي ويقول، إطلاق، فطلق شعاعه الأفحمي اللامع كالطلقات، ويركض كورامي متجنّباً إيّاها.
وهنا ينزل الفارس اللامع على الأرض.
فتطير طاقة الكاهن المرعب بالأرجاء ليقول: أيّها الكاهن الأعظم، اعبد آلهتي.
تتضاعف طاقته، مرات مرات.
الفارس اللامع: هل قررتَ استخدام طاقتك الكاملة؟
الكاهن الأسود بابتسامة تشعّ رهبةً: ولذلك، اجعلني استمتع بقتلك.
فيختفي كورامي من مكانه تاركاً أسفل قدميه دماراً هائلاً ليصل لأمام الفارس اللامع موجّها لكمةً على وجهه، فيقول الفارس اللامع برأسه: لقد كبرت طاقته بشكل لا يصدّق، وسرعته أيضاً، لا يسعني إلا ردّ له اللكمة باللكمة.
وهنا حمى الفارس اللامع نفسه بلكم قبضة كورامي التي يلكم بها، وما ان اصطدمت قبضتيهما يتصدّع كل من درع الفارس اللامع وعظام كورامي.
لكن لم يتوقفا عن القتال أبداً بل زادت طاقتيهما وكبرت ولكن كانَ كورامي يبتسم بشكل مروّع.
فعلم الفارس اللامع آنذاك أنّ نهايته ستكون على يد الكاهن الأسود. لم يشعر باليأس قَطْ لكنّه عَلِمَ بأنّ الكاهن الأسود يستمتع بالقتال حقاً، ولن يوقِفه أحد.
الفارس اللامع: لا خيار لدي إمّا الموت والتعادل أو الموت والخسارة.
فيبتعد بحركات سريعة ليوجّه ذراعيه ويقول: قبضة المل..... يقاطعه كورامي بِوصوله لأمامه قافزاً كوحشٍ مرعب مبتسم ثمّ يقول: هَراوة القدّيس.
ثمّ يلكمه لكمةً أماميّة على وجهه، مما دمّر خوذته وجعله يتراجع بضع أمتار. ووضح وجهه للعيان.
كان رجلاً أبيض اللون ذو شعر أسود اللون طويل ومتموج أمّا وجهه فكان مغطّى بلحية سوداء وعيناه السوداء المائلة مرعبة حقاً.
وهنا يهبط كورامي على الأرض ومايزال يبتسم، لَم ينتظر أن يستعيد الفارس اللامع توازنه، بل اختفى مِن مكانه بسرعة الضوء ليظهر بجانب الفارس اللامع، لكنه أعلاه أيضاً، فيلتف ويدوي بركلةٍ عليه بعد أن قال: ورقةُ الشجرة المقدّسة.
لكن يضع الفارس اللامع يديه على شكل إشارة إكس وتتدمّر الأرض أسفله بقوة كبيرة ويخرج إنفجار من الطاقة الكاهنية مِن مكان ساق كورامي لدرجة أن طاقته الكاهنية وصلت حد السماء.
كورامي بابتسامته المرعبة: لقد انتهى القتال.
وهنا تحطّم ساعدي الفارس اللامع مع درعه ليسقط على ركبتيه. أما كورامي فقد تراجع ليستعيد عبوسه.
فيبتسم الفارس اللامع ويقول: لَقَد هزمتني حقاً.
وينزل يديه تاركاً الأمر حقاً.
ثم يكمل: لَمْ تحتج إلا لإخراج قوتك الكاملة لهزيمتي بقتال كامل. يالكَ مِن كاهن، نذير شؤم أتيتَ إلي، كالغراب تماماً، الغراب الأسود.
كان يوجد بكل مكان أعين بيضاء تطير باستخدام أجنحة بيضاء أيضاً وفوقها وتحتها دائرتين سحريتين، وكانت هذه الأعين إما تنظر لكورامي والفارس اللامع أو إلى لارا والبقية، أو إلى الحرب التي تحصل بكل مكان، نعم، إنّه سحر، لكن مَن هو مستخدمه.
الإعلامي الشهير جوني الأشقر، كان يقف أمام شاشةٍ عملاقة جداً وسط إحدى الإمبراطوريّات ثم يقول وهو يتلوى كالمجنون: ها أنا ذا وصلتُ للحرب العظمى بطاقتي الكبرى.
كان المئات، لا بل الآلاف من البشر ينظرون للشاشة المقسمة التي تعرض الحرب من كل أماكنها، لم تكن الشاشة الوحيدة التي وُجِدَت بهذا العالم، منتشرة هذه الشاشات السحرية بكل مكان.
وهنا من يقول أن البينغر قد أصيبوا بالجنون لدخولهم بحربٍ كهذه. أما آخرون فينادونهم مشجعين لما يفعلوه، ثم يقول جوني بصياح: سأكون هناك، عِندَ انتهاء الحرب.
لكن خبرنا الهام، ألا تظنّون بأنّ الكاهن الأسود يجد أن يلقّب بالغراب الأسود؟
إنّه كالشيطان يعيث فساداً بالأرض ويهزم كل من حوله، شعره أسود وملابسه سوداء.
فيصيح أحدهم: لكن ربطة عنقه بيضاء.
وهنا يقفز جوني لجانبه ويضع ساعده حول رقبة ذاك الشخص ثم يقول بعد أن عغمزه: إنّها كانت سوداء قبل مدة.
ثم يعود لمكانه قائلاً: والآن، ستظهر لكم شاشةً لاختيار لقبه.
أما عند كورامي الذي أخفى طاقته, اقترب لأمام الفارس اللامع ثم جلس أمامه متربّعاً ليقول: ما رأيكَ أن تخبرني من أنت؟
سمعتك تقول بأنّ قتالي معك يجعلك تتذكر ماضي ما، من أنتم؟
لقد ظهرتم من العدم.
الفارس اللامع: غرابٌ أحمق، لا أدري كم من الوقتِ قد مر.
ثم ينظر الفارس اللامع نحو العين التي تصور قتالهم.
فيقذف كورامي هالته الكاهنيّة ليدمّر تلك العين.
كورامي: أكمل.
أما عند جوني الأشقر فكان يتلوى كالمجنون ليقول: ترى ماهو ماضي ذاك الفارس القوي؟
وماذا سيحكي للكاهن؟
أعطونا آرائكم عبر كتابتكم، للشاشة التي ستكون أمامكم، وبالفعل تظهر شاشة وأسفلها أحرف الأبجدية.
وفي أرض المعركة كان الفارس اللامع قد بدأ حقاً بالكلام ويكمل: أكايغاما، إنّه من بدأ بكلّ هذا الجنون.
وبدأ بقوّة تدمير الحروب، لا أدري ماذا حصل، لكننا كنا نريد قتل البيغاسوس فهي والأسطوريين الخمسة، والذي يقودهم آكايغاما، قد دمر العالم بأسره.
كورامي: هل كانوا الأسطوريين الخمسة يعملون تحت إمرة أحدهم؟
الفارس اللامع: إنّه من قضى على جميع الأعراق الباقية، التنانين الأسطوريّة، المائيّين، إمبراطوريّة الفضائيين، النظراء، الموتى الأحياء وغيرهم.
وأباطِرَتهم تم حفظ روحهم عبر سيوف، بعد أن سرق نصف طاقتهم.
كورامي بصدمة كبيرة وعدم تصديق: سيوف،... الدمار.
الفارس اللامع: بالضبط.
وهنا كان كورامي يحكي للجميع مباشرةً ما يحصل لهم، إلا أن ياتسومي لم يكن يصغي.
في السماء كانا كل مِن شيرو و ياتسومي يلهثان بسبب قتالهما الدائِم أمام البيغاسوس.
البيغاسوس: سَأنهي هذا القتال الآن.
وهنا يتجهزان شيرو و ياتسومي لأيّ شيئ، لكن تتلبّد السماء بالغيوم، لا، ليست غيوماً بل جيش إمبراطورية الغيوم. وهنا يصيح جاكان بكل قوّة: استعدّوا يا رجااال.
فيصيح الجيش بالكامل وهم ينزلون بكل قوة نحو البهموت، فمنهم مَن حاصر البهموت ومنهم من نزل لجانب كل من لارا و سيريانا و تانوي.
وكل شيئ باتَ محكما.

يُتْبَع........

الفصل القادم باسم معلومات، سيكون عبارة عن معلومات ليس إلا، وسأجيب على جميع أسئلتكم.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن