الفصل 177 "مِنْجَلٌ مفاجئ، الحظ الجيد يلاحقني"

119 19 19
                                    

ماتزال حرب البيغاسوس كما تمت تسميتها به مستمرّةً ليومها التاسع، الذي تغيب شمسه الآن.
كانت سيريانا تقف مستندةً على حافّةِ السّور الخارجية بصعوبة فقد تلقّت كمّاً كبيراً من الضربات، هذا ما وضّحه جسدها لنا.
ومايزال ذو القرنين بطوره العملاق ذاك يهاجمها هنا وهناك.
تتفاداه تارةً وتتلقّى الضربات تارةً أخرى.
حتّى توقّف ليبدأ بكلامه معها: من النادر وجود النساء بأرض المعارك، هذه كانت أرض حروبنا.
لكن يبدو أنّ الزمن قد تغيّر فعلاً.
حتى البيغاسوس لم نقنتع بوجودها في أرض معركة.
"حيوان له قرنين يتبجح بكلام الناس وكأنّه سيد العالم" هذا ما قالته سيريانا مرتجلة تردّ له الصاع صاعين بسبب كلامه.
والآن مشكلتنا هي أنّه قد غضب بالفعل بسبب هذا الذي نطقته الملاك الشيطاني.
مما جعله يرفع يده العملاقة ساحقاً المكان الذي كانت سيريانا تقف عليه، قفزت بسرعة متدحرجةً نحو القوس خاصّتها.
لتنشئَ سهماً بطاقتها، يشعّ بلوني الأسود والأبيض كما عرفناه ثم تطلقه مباشرةً على رأس ذو القرنين فيتجنّبه بإمالةِ رأسه لليمين بكل بساطة فيبتسم وهو مغمض العينين.
ذو القرنين: لقد صارت ضرباتك بطيئةً جداً.
وإذ بها تضرِبهُ بسهمين آخرين على وجهه مباشرةً وينفجران بقوة مما جعل من سيريانا تبتسم.
يتقدّم ذو القونين نحو سيريانا غاضباً بخطوتين كانتا كافيتان للوصول لها ممسكاً برأسها ويرفعها عالياً، كان يتحرك بسرعة لذلك لم تستطع سيريانا تفاديه.
لكن سيريانا بدل محاولة الهروب، أنشأت سهمين مع بعضهما البعض وتقذفهما مباشرةً بقوة كبيرة مخترقين جسد ثور العملاق ليقطنا بالداخل ثم ينفجران محدثين ضرراً بجسده مما أجبره أن يتركَ الملاك الشيطاني التي وقعت على الأرض تتنفس الصعداء وهو تراجع بضع خطوات ليرتاح فقد بدأ ينزف.
فتبتسم سيريانا ابتسامتها المستفزة المعهودة لتقول: آنت نهايتك أيّها الحيوان الأحمق الغبي السافل.
كان ذو القرنين يمسك رأسه منزعجاً حتّى ضرب كفّيه ببعضهما البعض ليقول: الطور الكامل.
وإذ بجسده يضعف ليعود كما كان ثم يبتسم ويركض نحو سيريانا.
سيريانا برأسها: ما بال الطور التام هذا؟
أنا أرى أن قواه قد استُنزِفَت.
فيوجّه ركلةً نحو رأس سيريانا التي تجنّبتها بقفزها للخلف، لتستمر ركلته ضاربةً الهواء فقط حتى وصلت لقرن البهموت المعلاق فتكسره ببساطة ويسقط نحو الأرض مما أثار رُعبَ سيريانا التي بدأت بالتراجع فقد شعرت بفرق القوّة حقّاً.
كان يجلس الفارس اللامع مستنداً على صخرةٍ كبيرة ليقول بنفسه بريبة: بدأت أشعر بطاقة ذو القرنين المطلقة.
ترى من يقاتل!
كيف ستنتهي هذه الحرب يا ترى؟
فيضربه كورامي على كتفه بابتسامة ويقول: لن نقتل أيّ أحد إلا إن اضطررنا.
الفارس اللامع بنظرةٍ بلهاء: لكنني عدوّك.
كورامي بابتسامته الغبية تلك: لا بأس لا بأس.
تنظر روز لكورامي بنظرات فاحصة لتقول برأسها: حتى هو لديه نفس الجانب الأحمق، كالقائد تماماً.
فتبتسم وتكمل: أشعر بأنّهم عائلة.
وإذ ينظر كورامي له ليقول: روز!
فتستعيد روز وعيها وتنظر له بمعنى"ماذا!؟"
كورامي: أريدكِ أن تذهبي وتساعِدي ياتسومي.
روز: بذكرك لهذا…
لم تكمل روز كلامها فقد قاطعها كورامي بقوله: حتّى لو كُنّا نعلم قوّتها الكبيرة، يجب علينا أن نقف بجانب القائِد.
فقط لو كنت قادراً على المواصلة، لكن جسدي تهشّم بالفعل.
روز: على كلِّ حال ستأخذني المحكمة العالميّة إن تمت هزيمتكم.
إنني مرغمة على قتال تلك الأسطورة.
فيبتسم كورامي ويقول: لا تقللي ثقتك بنفسك.
أما عِندَ سيريانا فكانت ما تزال واقفةً أمام ذو القرنين بقوّته المطلقة.
تفكّر بأيّ حيلة كانت.
ما هو الحل الصحيح؟
ما هو الحل المناسب؟
ما هو الحل الأفضلل؟
وهنا يعيد ذو القرنين تركيز سيريانا للواقع بضربةٍ على طول السور مدمراً إيّاه بالمنتصف لمسافة 1000 متر تقريباً.
أما سيريانا فكادت أن تسقط بذاك الوادي الذي حدث الآن وهي مفجوعة.
فيبتسم ذو القرنين ويقول: أودّ إسقاطكِ بشدّة.
وإذ به يظهر خلفها ثمّ يختفي من مكانه الذي كان فيه.
سيريانا بصدمة كبيرة: هل ظهر خلفي قبل أن يبرح مكانه؟
فيمسكها من وجهها ويحملها لأعلى ضاغطاً عليه ليقول بابتسامة: هذه هي أيضاً السرعة المطلقة.
فيبدأ بعصرها بقوّة.
إلا أنّها بدأت بضربه بقوسها على كتفه، لكن لا أمل، فالقوس بلا سهم كالغداء بلا لحم.
لا طائل منه.
سيريانا برأسها: إنني أسحق، لا أريد الموت هنا.
أريد رؤية يومي وهي تكبر، أريد أن أبقى مدةً مع الرفاق.
يا إلهي، ساعدني.
وهنا قُطِعَت يد ذو القرنين الأخرى من الكتف مباشرةً.
كان من قطعها مِنجَلاً أبيض بيد سيريانا ونصله أسود بالكامل.
وله زخرفة مشابهة تماماً لزخرفة القوس ذاك.
وكان يلمع بلوني الأسود والأبيض.
فتنظر سيريانا للمنجل الذي بيدها وتقول بعد أن استطاعت التفّس، من أين وصل هذا السلاح ليدي؟
أمّا ذو القرنين فقد كان راكعاً أمام سيريانا يمسك بيده مكان الجرح مباشرةً محاولاً إيقاف النزيف ويصيح بجنون.
ثم ينظر نحوها بوجهه الخائف ليقول بصياح: أ،أ،أنتِ لستِ امرأةً عاديّة.
فتبتشم سيريانا ابتسامة وحشية تماماً لتقول: لقد كنتَ متكبّراً منذ برهة.
لماذا أنت الآن خائف؟
فترفع منجلها وتقول: بما أن هذا المنجل يتلقى طاقتي مباشرةً دون قذفه والتركيز عالتصويب....
فتبدأ بفعل بعض الحركات به لتبتسم ابتسامة شيطانية مكملة: يمكنني أن أكون الملاك الشيطاني.
ذو القرنين بنفسه: بذكر الأمر، لماذا يخرج من جسدها نوعين من الطاقة الداخلية؟
أحدهما أبيض والآخر أسود.
ولماذا أرى المنجل يستمدّ طاقةً لا نهائيّة من جسدها؟!
لماذا لم تستعمل هذه الطاقة مباشرةً ضدي؟
بالطبع لا أيّها الأحمق، فلكل لديه جرحه الخاص، ولكل ضحّى بقواه لأجل شيئ أهم.
وسيريانا ضحّت بقواها لحياة طفلتها الجميلة.
وإذ بسيريانا تدوي بمنجلها ممزّقةً صدره بجرح لا يعد كبير.
يتراجع هو بخطوات متأرجحة قفزاً لأعلى ليدوي بركلة من ركلاته المرعبة تلك لكن كانت سيريانا قد قفزت نحوه قبل أن يبدأ هجومه ذاك.
سيريانا وقد جمعت الكثير والكثير من طاقتها بنصل المنجل: لن أسمح لك بتخريب المكان أكثر من هذا.
راشقةً دماءه بكل مكان.
فيسقط أرضاً وكأنّه قد قال" إنها نهاية قتالي، أمّا سيريانا فقد استندت على جدار السور وسقطت لتقول: سآخذ قيلولة.
لتغطّ بنوم عميق، أو غيبوبة.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن