الفصل 151 "المدمِّر"

157 25 82
                                    

يدخل غاتوك لكاستوريا بترحيب حار من الإمبراطور زاجا نفسه.
لكن غاتوك لم يعهد ذلك من أحد فعقد حاجبيه.
ثم يبتسم الإمبراطور ويقول: هل أزعجتك؟
وإذ بغاتوك يوجّه يده نحو زاجا ويقذف بلهب ضخم، لكن الإمبراطور يخرج من يده شعاعاً أبيض لامع يبتلع نيران غاتوك.
فيتجهز غاتوك بجسده للقتال ويشتعل.
فيبدأ زاجا بالضحك ثم يقول: يستحيل أن تهزم هذه الإمبراطورية.
غاتوك: لم أعهد ترحيباً كهذا بحياتي، ألديك عمل معي؟
زاجا: نعم، أريدك أن تكون قائداً لجيوش كاستوريا.
غاتوك: سافرت بالقارّات الخمس وقاتلت المحكمة العالمية ورفقائها ودمرت ملايين البشر وذهبت للعالم السفلي رغم أنني كنتُ موقناً أنني سأموت، ولكن لم يطلب منّي أحدهم الإنضمام له.
زاجا: وها أنا هنا أطلب منك.
غاتوك وهو يتخطّى زاجا للداخل: لن أفعل.
زاجا: أنا أنتظرك حتى تقبل.
ويفترقان.
فيظهر بجانب زاجا زارانا ثم يقول: كيف ترحب بأحد كهذا؟
فيعقد زاجا حاجبيه ثم يقول: ألم تشعر بقوته؟
زارانا :أستطيع قتاله.
فيبدأ بالضحك بجنون ويضرب زارانا على كتفه ثم يقول: نحن نريد ضمّه إلينا.
لكن برأسه كان لا يفكّر إلا بأنّ خطراً كبيراً سيكون لو حاربوه، ولا يريد توريط كاستوريا وشعبها بالأمر.
ولم يتقابلا بعدها.
أما الآن ، يسقط النيزك بكل ما أوتي من قوّة وجزء منه يسيقط على الإمبراطورية.
فينظر جميع من في الإمبراطورية ومن بينهم فريق يانو والذين على السور وكل من موجود.
وما إن اقترب النيزك، خطى أحدهم كان بمنتصف الإمبراطورية ليصيح، وهو يرفع يديه: عنقاء الجنيييااات.
وإذ بحاجز شفّاف اللون يغطّي الإمبراطورية بأكملها ومعها جانتي وغاتوك.
ثم يسقط النيزك المرعب.
كان سقوطه قد أرعد القارّةَ أجمعها، فهو ليس كأي نيزك يسقط، بل هو أكبر نيزك يستخدمه غاتوك بقتاله.
كان الأمر أشبه بالخرافة.
تحولت السماء للون الأسود، بسبب انفجار النيزك المرعب، وما يزال ذاك الشهم يصدّ النيزك بصعوبة تامّة.
فيصيح: أنا القائد السابع للإمبراطورية، أنا تلميذ الأسطورة كوبي.
وإذ يخرج من ساقيه الكثير من الدماء بسبب الضغط الذي عليه، ثم تنكسر ساقيه ويسقط على ركبه وما يزال يصدّ ضربة غاتوك.
فيتجمّع السكّان حوله ويصيحون بهتافات له.
حتى انتهى الإنفجار وبرد المكان، ثم يسقط أرضاً ذاك القائد الذي حمى الإمبراطوريّة أكملها.
فيقترب أحدهم منه وهو يبكي ثم يقول: أنت منقذنا.
أنت من حمانا.
وإذ بالكثيرين يحملونه ويبدأون بالصياح اعتراضاً للحرب.
أما خارج الإمبراطورية فقد كان يقول غاتوك بتفكير: كدتُ أن أقتل ياتسومي والباقين أيضاً.
جيد.
أما المكان، فقد كان حطاماً في كل مكان ونيراناً تحرق كل شيئ، لم يكن للحياة وجود، فالأعشاب جميعها قد احترقت بالكامل.
إللا أنّ جارودا كان رأيه معاكساً تماماً.
لأنه وبطريقة ما رفع إحدا شظايا النيزك العملاقة التي كانت فوقه ووقف، كان جسده مليئاً بالجروح والندوب، لكنّ وقفته الشامخة لم تتغيّر، وكان ما يزال يمسك برمحه العملاق.
رغم البعد الكبير بينهما إلا أن غاتوك شاهده، بسبب حجم جسده العملاق.
غاتوك: لم أتفاجأ.
وإذ من أسفل قدمي غاتوك يخرج عموداً حجرياً يرمي بغاتوك نحو جارودا وقذف نسفه أكثر بإنفجارٍ أسفل قدميه ليطير بشكل صاروخي.
فيشكّل قبضةً عملاقة من الحجارة بيده اليمنى وما إن وصل إليه دوى بضربةٍ تدمر الأرض أسفل جارودا.
كان جارودا قد صدّ ضربةَ غاتوك برمحه العملاق، فيتراجع غاتوك للوراء بعد أن تدمرت يده الحجرية المعلاقة.
فينظران نحو بعضهما البعض.
ثم تتحرك شفاه جارودا.
جارودا: مِث، مثلهُ.
لكن غاتوك لم يقل شيئ وبقي ينتظر جارودا الذي يتكلم بصوته الغليظ والمرعب.
جارودا: البي، البيغاسوس، مِثلَهُ.
قِتالي.
كان يعني جارودا أن قتاله مع غاتوك قد جعله يذكر قتاله مع البيغاسوس، ولسبب ما لا يستطيع الكلام بشكل جيد.
فيركضان نحو بعضهما البعض ثم يوجّه جارودا لكمةً باتّجاه غاتوك، لكن غاتوك قد  أخرج عموداً عملاقاً حرف مسار لكمته فيلتفّ جارودا ثلاثة مئة وثمانين درجة ووجّه رمحه نحو غاتوك بقوةٍ وضغطٍ كبيرين جداً. لكن غاتوك لم يتجنّبه بل وجّه ذراعه نحو الرمح ودوى بطاقة الآزونك الفضية محاولاً تفجير رمح جارودا العملاق بالكامل، ويعم المكان دخاناً أسود يحجب عنا ما يحدث بالداخل. لكن أصوات الضربات تؤكد لنا أنهما لا يتوقّفان عن القتال ولو لثانية واحدة. كانت أصوتاً فقط لكن بدأت النيران الهائجة تجوب المكان مع الدخان الأسود. حتّى طار غاتوك متراجعاً للوراء، ومن الجهة الأخرى يطير جرودا متراجعاً أيضاً. لكنهما أيضاً لم يكتفيا، فركضا مرّةً أخرى نحو بعضهما البعض بهيجان. لا أحد يعلم ماذا سيفعل القدر، ولا أحد يعمل كم تبلغ قوتهما، هذه المعركة سيخلّدها التاريخ بلا أدنى شك.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن